سفينة غزة تعلو الطوفان

العدوان على غزة

وأبحرت السفينة “غزة”، بسم اللّٰه مجراها ومرساها، تسلك درب الأحرار، تطفو على الطوفان، تشقّ طريق الحريّة.
طوفان دموع ودماء، وركام يحضن أشلاء، وأطفال تحت الأنقاض. الجوّ لهيب في تشرين، كأنه تموز وآب، نار وشرار ودخان حِمَم يقذفها البركان، بل الطيران.
طوفانٌ يهدر يزأر، يوعظ ينذر، يحكي يخبر أسرار معاناة شعبٍ جبّار ما انفك يعاني الحرمان. يروي آهات ثكالى الحرب، أنّات الجرحى الأبطال شِيباً ونساءً وأطفال.

الجوّ لهيب في تشرين كأنه تموز وآب نار وشرار ودخان حِمَم يقذفها البركان بل الطيران.


وأبحرت السفينة “غزة” تحمل معها الكلّ… شهداء، تتلو على الدنيا وصيتهم.. لا تغمضوا عيني.. كتب الشهيد.. ليظل الأقصى بها كما كان، وأظل أحرسكم، لا تفتحوا يدي.. ففيها قبضة من تراب الأرض.. تراب فلسطين..
وأبحرت غزة، حزينة وحيدة، تكفكف دموعها بكمّها.. تنظر إلى شهدائها، تلك شهيدة تمسك بيد ابنها الشهيد، وتلك تمسك ثوب زوجها الشهيد، وتلك الشهيدة الأم ترضع طفلها الشهيد، وهذا طفل شهيد يحمل بيديه دمية العيد، وذاك طفل شهيد.. كم كان خائفاً ليمسك يد والده الشهيد، ولكن أصعب المشاهد.. طفلة تحمل بيدها رغيف، فاستشهدت جائعة، وبكى الرغيف، لقد رأت دموعه دماً يسيل، تناثر من جسمها النحيف.

أبحرت غزة حزينة وحيدة تكفكف دموعها بكمّها.. تنظر إلى شهدائها


وأبحرت غزة، بعد أن اعتمرت كوفيتها، ورسمت بدماء أبنائها علامة النصر على جبينها، تمخر في خريطة العرب، لوهلة تساءلت متأسفة، اين أهلي؟ اين إخواني العرب؟
لا تأسفي يا غزة، فالعُرْبُ قد فتحوا المتاجر، وغدا بك كل زعيم بلا خجل يتاجر، والجامعة العربية صارت متحف حجري، والحكومات بدت رهينة لكل تاجر.
لا تأسفي يا غزة، لا تنتظري مساعدة العرب، فالبعض مشغول، والبعض مخبول، والبعض … فهذا مشغول بتزويج الناقة و الجمل، وذاك مشغول بعدِّ كم من المال حمل، وآخر يعيش ثورات الربيع والأمل، بلا أمل.
فالعالم العربي منخور بسوس الخيانة والعمالة والتجارة والدعارة والفساد والمصالح..

لا تأسفي يا غزة لا تنتظري مساعدة العرب فالبعض مشغول والبعض مخبول والبعض …


لا تأسفي يا غزة وأكملي الإبحار فلقد وعدك الله بالإنتصار “وكان وعداً مفعولاً” أكملي الإبحار.. “وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرّة.
الرحمة للشهداء.. النصر لغزة وفلسطين..

السابق
بالصورة: وقفة للمساعدين القضائيين في«عدلية بيروت» إحتجاجاً على «مجزرة المعمداني»!
التالي
أسئلة ممنوعة «مشروعة» بعد مجزرة المعمداني!