«كان غير شكل الزيتون» في الجنوب .. و«تنكة» الزيت بـ100 دولار!

تعمد غالبية المزارعين في الجنوب، تأخير البدء بقطاف الزيتون لأسبوعين على الاقل، باعتبار ان ثمار الزيتون لم تنضج بعد، لانتاج معدل مقبول من الزيت، مراهنين على شتوة تشرين، التي لم تأت ، فحزموا أمرهم إلى حقولهم، خصوصا في المناطق الساحلية والمرتفعات.

فموسم الزيتون الحالي، الذي جاء بعد موسم قاحل، فاجأ المزارعين لناحية غزارة إنتاج الزيتون في غالبية الحقول، مقابل تدني مردوده من الزيت، لأسباب تتعلق بحجم حبات الزيتون الصغيرة وكثافتها على الأشجار، وعدم “تشبع” الاشجار بمياه الأمطار، وغيرها من العوامل المتعلقة برعاية المزارعين لحقولهم كما هو مطلوب.

موسم الزيتون الحالي الذي جاء بعد موسم قاحل، فاجأ المزارعين لناحية غزارة إنتاج الزيتون في غالبية الحقول مقابل تدني مردوده من الزيت


وفيما تراوح السعر الوسطي لكيلو الزيتون الأخضر ( ٥٠ الف ليرة ) والذي تفاوت بين منطقة وبلدة، قطع المزارعون سعرا لصفيحة الزيت ١٦ كيلو غرام يبلغ مئة دولار أميركي، معيدين ذلك إلى ارتفاع أجرة اليد العاملة، التي فاقت الثلاثماية الف ليرة، وبدلات النقل إلى جانب أجرة عصر صفيحة الزيت، التي تراوحت بين ٥٠٠و٦٥٠ الف ليرة، وايضا بدلات التشحيل والحراثة ، وصولا إلى ثمن الغالونات.

قطع المزارعون سعرا لصفيحة الزيت ١٦ كيلو غرام يبلغ مئة دولار أميركي

يؤكد المزارع محمد ياسين لـ”جنوبية” أن “موسم الزيتون لهذا العام، اكثر من جيد ، قياسا بموسم السنة الماضية”.
وقال”: أن إنتاج هذا العام كبير جدا، حتى أن كثير ا من المزارعين لم يستطيعوا تأمين عمال – عاملات بسهولة، وخاصة من التابعية السورية، الذين لجأو إلى محاصصة المزارعين ( الحصول على نسبة من الإنتاج ) سواء الزيتون او الزيت .

ياسين لـ”جنوبية”: موسم الزيتون لهذا العام، اكثر من جيد ، قياسا بموسم السنة الماضية

ويشير امين سر التعاونية الزراعية لزراعة الزيتون في بلدة طيردبا لـ”جنوبية”، حسن مغنيه إلى “الخيرات الكبيرة والوفرة في إنتاج الزيتون لهذا الموسم”.
وأضاف ل “جنوبية” أنه “في المواسم السابقة، كان كل ٥٥ كيلو غرام من الزيتون، ينتج صفيحة زيت، اما هذا العام فكل ٧٠ كيلو غرام تنتج صفيحة، ومرد ذلك إلى عدم يناع حبات الزيتون الناجم عن قلة الامطار، التي كان يراهن عليها المزارعون للمساهمة في نضوج هذه. الثمار وامتلائها بالزيت”، مؤكدا بأن “الاكلاف على اختلافها ترهق المزارعين”.

مغنية لـ”جنوبية: هذا العام كل ٧٠ كيلو غرام تنتج صفيحة ومرد ذلك إلى عدم يناع حبات الزيتون الناجم عن قلة الامطار

شرحت المهندسة الزراعية زهراء عواضة ل”جنوبية”، أهمية اهتمام المزارعين بشجرة الزيتون، من حيث الري و التسميد اول الخريف، ورش مبيد حشري ثلاث مرات في السنة، وعدم قطاف الزيتون قبل الموعد المحدد ( النصف الثاني من تشرين الأول ) للحصول على أعلى نسبة من الزيت”، مشيرة إلى “أن كثافة ثمار الزيتون، يؤدي إلى صغر حبات الزيتون، ما يتسبب بقلة إنتاج الزيت”.

عواضة لـ”جنوبية: الإنتاج الغزير للزيتون وتدني إنتاج الزيت يعود إلى تراجع معدلات الأمطار السنوية خلافا للسنوات الماضية

وقالت”: اما بخصوص الإنتاج الغزير للزيتون وتدني إنتاج الزيت، فذلك يعود إلى تراجع معدلات الأمطار السنوية خلافا للسنوات الماضية، حيت كان معدلات الهطولات والمياه الجوفية عالبة وتكفي الشجر خلال الصيف ، ولكن حاليا نسبة الامطار تتراجع،
ما يتطلب من المزارعين القيام بريات تكميلية، من ريتين إلى اربع ريات، وهذا الأمر لم يحصل لدى غالبية المزارعين بسبب الاكلاف العالية للمحروقات والمياه”.

السابق
عندما يكون «وجع القلب» أرحم من «ألم السيارة» !
التالي
ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين: للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية