أبناء بعلبك الهرمل وعرسال في دائرة الخطر.. ماذا يفعل «حزب الله»؟!

مع كل مساء، تكاد تخلو شوارع قرى ومدينتي بعلبك والهرمل من المارة والسيارات. الإلتزام بالمنازل أصبح الحل الأنسب لسكان هذه المنطقة التي تشهد إرتفاعا و"وقاحة" في إرتكاب الجرائم، التي تتراوح بين الخطف والسرقة، وتصل الى القتل في معظم الأحيان، فضلاً عن الاشكالات والاشتباكات اليومية التي تشهدها القرى لخلافات بين مافيات السوق السوداء أو المخدرات أو الربا، ومعظم هؤلاء محميين بعباءة قوى الأمر الواقع، التي أدت سياستها في المنطقة الى ما وصلت إليه، من فوضى وتفلت وقتل للأبرياء.



أبناء بعلبك الهرمل يتخبطون جراء الفوضى المنظمة و الفتنة مذهبية، وهم يعتبرون أنفسهم ضحية مجتمع لطالما التزم بآداب وقيم إنسانية وحماية الجار بعيدا عن اي تعصب، مجتمع لم يفرق يوما بين مذهب.
الوقائع على الأرض وارتفاع مؤشر الجريمة يؤكدان أن الأمن الإجتماعي في هذه المنطقة بات في خطر، فمساء أمس سجلت جريمة جديدة على يد العصابات المتنقلة ادت الى قتيل وجريح، وفي التفاصيل أن مسلحين ملثّمين يستقلّون سيارتين رباعيتي الدفع، قاموا على اعتراض طريق كل من م. ن. رايد، ن. ح. رايد وح. ص. رايد، خلال عودتهم من عملهم في الصرافة في شتورا، باتجاه بلدتهم عرسال على طريق عام بعلبك اللبوة في محلة يونين، وذلك بهدف سلبهم مبلغاً من المال كان بحوزتهم، وعملوا على ملاحقتهم وإطلاق النار عليهم ما أدى إلى مقتل الشاب م. ن. رايد بطلق في راسه وإصابة ن. ح. رايد في ساقه، قبل أن يلوذ الجناة بالفرار.

الوقائع على الأرض وارتفاع مؤشر الجريمة يؤكدان أن الأمن الإجتماعي في هذه المنطقة بات في خطر


ورغم الإجراءات العسكرية والعمليات الأمنية التي يقوم بها الجيش اللبناني لبسط الأمن، إلا أن مصادر أمنية أكدت لـ”جنوبية” أن “الوضع في البقاع يحتاج لتعاون القوى السياسية في المنطقة مع المؤسسة العسكرية، لكشف المخلين بالامن والتعاون لمعرفة هوية المجرمين وأماكن تواجدهم، لتجنيب المنطقة المزيد من التدهور والفتن”.
وأعادت هذه الحادثة الى الأذهان جريمة مقتل الشابين وضاح الرفاعي ومحمد بيان، التي هزت بعلبك في أيلول الفائت، وكادت أن تؤدي الى فتنة مذهبية لولا تدخل العقلاء من زعماء العشائر وسحب فتيل التفجير، واليوم يعيش أهالي عرسال غضبا عارما لمقتل أحد أبنائها بدم بارد، ولا تستبعد مصادر بقاعية ل”جنوبية”، أن تشهد بعض المناطق السنية مطالبات واسعة بالأمن الذاتي، بعد أن بات أهلها يشعرون أنهم وسط بحر هائج”.

خروج الأوضاع عن السيطرة في حال لم يسلم الثنائي المطلوبين للأجهزة الامنية ولم يرفع الغطاء عن المجرمين المتظللين تحت عباءة الحزب


مصادر عشائرية، حمّلت الثنائي الشيعي، وتحديدا “حزب الله”، مسؤولية ما يجري في البقاع وحذّرت عبر “جنوبية”، “من خروج الأوضاع عن السيطرة، في حال لم يسلم الثنائي المطلوبين للأجهزة الامنية، ولم يرفع الغطاء عن المجرمين المتظللين تحت عباءة الحزب”.
المصادر عينها، رفضت إلباس ثوب الفوضى والجرائم للعشائر”، مؤكدة “أن القيم والعادات العشائرية تتنافى مع هذه الأعمال التي ظهرت، مع تمدد ثقافة غريبة عن المجتمع البقاعي ونخرت به وفتته، واليوم ندفع ضريبة هذا الغزو المذهبي المسلح، الذي دخل البيوت بأساليب ملتوية وتحت شعارات براقة، مستغلين حالة الحرمان التي تعاني منها المنطقة ليتسللوا بالمال والمساعدات”.

الأمن الذاتي بوجه الشبيحة والمطلوبين التابعين لسلطة الميليشيات وأحزابها

الكاتب والمحلل السياسي رائد المصري دعا الى “الأمن الذاتي بوجه الشبيحة والمطلوبين التابعين لسلطة الميليشيات وأحزابها، وحمل مسؤولية الدم لرؤساء الاجهزة الامنية والمحافظ بشير خضر.
وشنّ المصري في منشور كتبه على صفحته” هجوما على رؤساء البلديات من دورس الى الهرمل ووصفهم “بمجموعة زعران وشبيحة كما اتهم المحافظ بالفاسد الأكبر والشبيح الأخطر.
وبدورها نعت الناشطة سارة علي وهو اسم “مستعار” لفتاة من عائلة “بعلبكية” محمد رايد، ورأت أن محمد لن يكون لا اول ولا اخر شهيد، وسيكون مصير الجميع متل محمد والقادم اصعب، وأن ذنب محمد انه من طائفة اصحبت ملحق بسرايا المقاومة وراسمالها بطاقة سجاد”.
وكتبت “سارة” على صفحتها الخاصة فيسبوك “ننعي اليكم #الشاب #الشهيد #محمدرايد عموم أهالي عرسال، وعموم الأحرار في لبنان ينعون اليكم الشاب الشهيد الذي غدرته أيادي خبيثة، تحرسها أيادي أخبث كان عائدًا بالأمس ليلًا من شتورة الى عرسال، فاعترضه شذاذ الآفاق، وانتهكوا حرمة #الحياة و #الوطن و #المجتمع و #وحريةالتنقل و #حريةالانسان بل انتهكوا كل شيئ… واضافت “كل الأحرار في لبنان يدفعون ثمن الغطرسة التي تنتهجها سلطة فعلية تتمثل بأحزاب وتيارات وحركات وزعامات… ، وسلطة وهمية تتمثل بدولة متحللة متخلية عمياء صماء طرشاء… لن يتأقلم الأحرار على طريقتكم ونهجكم، ولن يخضعوا، ولن يُدجّنوا، ولن يُروضوا، ولم ينكسروا…. بل ستبقى #ارادةالحياة هي نهجهم……
وختمت “ذنبك يا محمد انك من طائفة اصحبت ملحق بسرايا المقاومة …
ذنبك انك من طائفة اصبحت مشايخها عبيد الدولار..
ذنبك انك من طائفة اصبحت راسمالها بطاقة السجاد …
ذنبك انك من طائفة لازم نموت ونسكت حرصا على السلم الاهلي ومنع الفتنة …ما كسم هك سلم وعيش مشترك مبني على البلطجة …
محمد ما حيكون لا اول ولا اخر شهيد ..كلنا حيكون مصيرنا متل محمد والقادم اصعب.”

حاولت عشائر وعائلات المنطقة إمتصاص نقمة أهالي عرسال وغضبهم وإيصال رسالة ودية

وفي ظل صمت قوى الامر الواقع أمام هذا المشهد ووقفها موقف المتفرج من جهة والمشاركة من جهة ثانية على ما يجري، حاولت عشائر وعائلات المنطقة إمتصاص نقمة أهالي عرسال وغضبهم وإيصال رسالة ودية، أن العشائر براء من هذه الاعمال الاجرامية، فنعى أهالي بلدة مقنة وعموم عشائر وعائلات بعلبك الهرمل في بيان “شهيد لقمة العيش محمد علي رايد الذي قضي أمس بسلاح الغدر والفتنة”.
وجاء في البيان: “إنّ أهالي بلدة مقنة وجوارها وعموم أهالي بعلبك الهرمل بعشائرهم وعائلاتهم، شيوخهم وأطفالهم، نساء ورجالاً، يدينون هذا العمل الجبان الغادر ويطلبون من الدولة تحمل مسؤوليتها بحزم، والضرب بيد من حديد أوكار هذه العصابات التي أصبحت خطراً يهدد الحياة الاجتماعية، ويهدد أمن وسلامة الأفراد، وتخطت هذه العصابات بجرائمها كل الحدود”.
وختم: ” كل التعازي لأهلنا في عرسال ولعائلة رايد إخواننا وشركاءنا في الوطن، ونحن شركاءهم بالدم.”

إقرأ أيضاً : بالصور: ذبح خراف وسجاد أحمر لـ «حزب الله» وسط «حزام بؤس» بعلبك الهرمل!

من المنشورات
اعتراض على الفيسبوك
السابق
مجلس القضاء الأعلى «يتخلى» عن المحقق العدلي.. والبيطار «لن يعترف» بأي قاض مساعد!
التالي
إنخفاض بإصابات بكورونا.. ماذا عن الوفيات؟