بالفيديو: مزارعو الجنوب الى القمح در.. و«المناجل» تعود إلى الخدمة!

القمح

كان لافتا هذا العام، الزيادة الكبيرة في زراعة القمح في مناطق الجنوب الساحلية و المرتفعة، ولم يترك المزارعون قطعة ارض سواء كبيرة او صغيرة، الا وبذروها بالقمح، الذي بدأ بعض أصحابه بحصاده يدويا بواسطة ( المناجل ) التي أعيدت إلى الخدمة، بعدما تحولت لعقود مضت إلى أدوات للزينة في بيوت الأغنياء، بأجر للساعة يتراوح بين عشرين وخمسة وعشرين ألف ليرة، بينما تجاوزت ساعة ( الحصادة ) خمسة وعشرين دولارا.

اقرأ أيضاً: «دولرة» السياحة: «للصيف والضيف».. ماذا عن اللبناني؟!

وشكلت زيادة الزراعة، بنسبة تفوق على الستين بالمائة، عن الموسم الماضي، وخاصة في بلدات بنت جبيل ومرجعيون والنبطية وصور، فاستبدل السواد الأعظم من المزارعين زراعة القمح بزراعة التبغ، التي شهدت تراجعا قارب السبعين بالمئة لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، نتيجة كلفتها العالية وقلة مردود أسعارها.

شكلت زيادة الزراعة بنسبة تفوق على الستين بالمائة عن الموسم الماضي وخاصة في بلدات بنت جبيل ومرجعيون والنبطية وصور

بيد أن هذه الزراعة الموسمية، التي لا تحتاج إلى عناية دائمة، اصطدمت أيضا بارتفاع الكلفة، وغياب المتساقطات ( الامطار) في شهر نيسان، ما تسبب بتراجع الموسم خصوصا في المناطق المرتفعة عن سطح البحر ، وأيضا اجتياح ( سوسة الحب ) الحقول الزراعية في منطقة سهل البقاع، الذي لطالما كان خزانا تاريخيا لزراعة القمح .

الإقبال على زراعة القمح هذا العام بكميات كبيرة يتزامن مع أزمة القمح العالمية التي برزت منذ بداية الحرب الروسية في اوكرانيا ومخاطر الأمن الاجتماعي والغذائي


الإقبال على زراعة القمح هذا العام بكميات كبيرة، يتزامن مع أزمة القمح العالمية، التي برزت منذ بداية الحرب الروسية في اوكرانيا ومخاطر الأمن الاجتماعي والغذائي، ويبلغ إنتاجه التقريبي في لبنان، ما بين مئة إلى مئة وأربعين ألف طن من القمح الصلب، الذي لا يستخدم في إنتاج الطحين، ويصدر معظمه إلى الخارج، حيث يستخدم في صناعات مختلفة ، منها المعكرونة والبرغل، في حين ان لبنان يستورد مئات آلاف الأطنان من القمح الطري سنويا من الخارج، غالبيتها من اوكرانيا وروسيا ورومانيا، و الذي يستخدم في صناعة الطحين والخبز “.


وأكد عدد من المزارعين ل “جنوبية” ان “الموسم لم يكن وفيرا بسبب قلة الأمطار في نيسان، وبأن الكلفة المرتفعة جدا، ستفرض سعرا عاليا يتناسب مع كلفة الإنتاج، التي لم تتضح إلى الآن، خصوصا وأن غالبية المزارعين لم يبدأو بالحصاد”.
وأشار هؤلاء إلى “أن كلفة هذه السنة خيالية، إبتداء من الحراثة ، التي تجاوزت العشرين دولارا على الدونم، وبدل الحصاد ( ٢٥ دولارا للساعة ) وايضا الدراسة، ببدل يفوق الاربعين.
ولفتوا الى “ان أسعار التبن ارتفعت بالمقابل، خاصة تبن الباقية والعدس اللذين يعدان من الأعلاف المميزة، بحيث تجاوز سعر كيس الخيش الكبير مئة وخمسين ألفا”.
ويعزو المهندس الزراعي علي قاسم ل “جنوبية”، ارتفاع نسبة زراعة القمح الواضحة واللافتة في الجنوب، الى “عدم تسجيل متساقطات ضرورية في شهر نيسان، تسببت بتأثير( النمو الخضري) للقمح وبقيت قامته قصيرة في أكثر المناطق، وأيضا جراء عدم إقدام غالبية المزارعين على تسميد أرضهم، بعدما بلغت كلفة السماد عشرات الإضعاف، وعلى سبيل المثال فإن طن الكيماوي ، الذي كان ثمنه ثلاثماية دولارا، أصبح الآن تسعماية دولار على سعر السوق”.

السابق
«دولرة» السياحة: «للصيف والضيف».. ماذا عن اللبناني؟!
التالي
حزب الله يتسلل الى عكار.. والعشائر تتبرأ وتستنكر!