رعد «يرعد» بوجه النوّاب الجدد: أما «حزب الله» وإما إسرائيل؟!

محمد رعد

أحدثت مجموعة من النوّاب الجُدد (قوى التغيير) نقلة نوعية في العمل البرلماني، وذلك للمرّة الأولى منذ عقود من الزمن، بعدما تمكّنت من إزاحة عدد من رموز السلطة في “عرس” ديمقراطي، عبّر عنه اللبنانيون على مُختلف مشاربهم وانتماءاتهم الطائفية والحزبيّة.

اقرأ أيضاً: وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: استحقاق الخيار بين سلاح الدولة ودولة السلاح


لكن يبدو أن هذا “العرس” تحوّل بلحظة مصيرية حاسمة، إلى مآتم لدى البعض، وتحديداً “حزب الله” الذي أطلق رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد تهديداً واضحاً وصريحاً أراد من خلاله، ترهيب النوّاب الجُدد وصولاً إلى وضعهم في خانة واحدة مع إسرائيل، لمُجرّد التعبير عن رأيهم بعدم القبول بتشكيل حكومة توافقية.

هذا “العرس” تحوّل بلحظة مصيرية حاسمة إلى مآتم لدى البعض، وتحديداً “حزب الله”


لم يكن مضى بالأمس سوى ساعات قليلة، على إعلان النتائج شبه الرسميّة للإنتخابات النيابية، وعلى إثر المواقف التي أعلنها بعض الفائزين بما هو مّتعلّق بنوعيّة الحكومة المُقبلة، حتّى أطل النائب رعد بتصريح توجّه به لهؤلاء الفائزين بالقول: إذا لم تريدوا حكومة وطنية فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية وإياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية، فنحن نرتضيكم أن تكونوا خصوماً لنا في المجلس النيابي، لكن لا نرتضيكم أن تكونوا دروعاً لإسرائيل. مُضيفاً: عليكم التعاون معنا وإلّا فإن مصيركم العزلة، نحن نحرص على العيش المشترك وإياكم أن تكونوا أعداءً لنا فالسلم الأهلي خط أحمر، وإياكم أن تخطئوا الحساب معنا. معتبراً أن لغة الكراهية والحقد التي لا تزال على ألسنة خصوم المقاومة وأهلها لا تصنع وطناً”.

تهديد إستباقي أراد من خلاله “حزب الله” إيصال رسالة لكُل من يسعى إلى إحداث تغيير في العملية السياسية في لبنان


كلام رعد جاء تفسيره عبر جهة سياسية تقرأ التحولات في الملف النيابي ل”جنوبية”، على أنه “تهديد إستباقي أراد من خلاله “حزب الله” إيصال رسالة لكُل من يسعى إلى إحداث تغيير في العملية السياسية في لبنان، بأنه ما زال رقما صعباً في المُعادلة اللبنانية، حتّى في ظل خسارته جزء هاماً من الحلفاء داخل المجلس النيابي، وبالتالي فإن الحزب أشهر باكراً سيف عداوته، لكُل هذه الدماء الجديدة ظنّاً منه كعادته، بأن الترهيب هو الطريقة الأقصر لتحقيق إملاءاته وشروطه على اللبنانيين.”
وتشير المصادر عينها، إلى “أن اخطر ما في تصريح رعد هو عودة “حزب الله” إلى إستخدام مُصطلحات التخوين ضد من يُخالفه الرأي، والمُلاحظ أن هناك تطوّراً غير مسبوق في تُهمة رعد لهؤلاء النوّاب، إذ وضعهم بين خيارين، إمّا معه وإمّا مع إسرائيل والجميع يعلم “القصاص” الذي يُنفذه “حزب الله” بحق كُل من يضعه في خانة الإتهام”.

هناك تطوّراً غير مسبوق في تُهمة رعد لهؤلاء النوّاب إذ وضعهم بين خيارين إمّا معه وإمّا مع إسرائيل والجميع يعلم “القصاص” الذي يُنفذه “حزب الله”


و ترى إن الحزب “بدأ يُحضّر نفسه لمعركة سياسية كبيرة، يواجه فيها القسم الأكبر من اللبنانيين، قد تتخطّى بمضمونها الخطأ الكبير الذي إقترفه في السابع من أيّار عام 2008”.
وتخلص المصادر الى انه “بطبيعة الحال، فإن “حزب الله” يُدرك تماماً أن هناك نوّاباً جُدد سيُشكلون مصدر إزعاج له داخل البرلمان، والأبرز أن هؤلاء النوّاب جاؤوا من خلفية سياسية رافضة للتسويات ومصرة على المُحاسبة، وإلا هناك شريحة واسعة جداً من اللبنانيين ستُحاسبهم بشكل سريع، ولذلك يخشى “حزب الله” على وضعه السياسي ضمن العمل البرلماني، بعدما فقد مُعظم عناصر الدعم الطائفي والحزبي، والتي كانت ترضخ لبوصلته ترهيباً ام ترغيباً.”

السابق
«حزب الله» يُلوّح بسلاحه رفضاً للنتائج..و«التزوير» يُعادل حصة «التيار» بـ«القوات»؟
التالي
انتخابات لبنان بعيون الصحافة العالمية.. «حزب الله» وحلفاؤه خسروا الأكثرية البرلمانية!