رسالة من لقمان (17): دارة سليم موئل العلماء

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي

[لا أعرف إذا أعتذر منك أو أتأسّف على الواقع الذي وصلت إليه الطائفة؛ فقد عرفتُ يا مولانا أنّ البعض تعرضوا لك بكلامهم مستغربين كيف عالم دين يأتي إلى “دارة سليم”، وعبّروا بشكل غير لائق، أساؤوا لك، وانتقدوا العلاقة بيننا.. قيل أنَّ البعض زعجهم ظهور وجه ديني شيعي في “دارة سليم”غريب أمرهم!!

اقرأ أيضا: رسالة من لقمان (16): لماذا اختزالي بـ«معارض للثنائي»؟!

قطعاً هذا أمر غريب، كأنَّهم لم يعرفوا أن عشرات علماء الدين قصدوا وزاروا هذا البيت، شاركوا في مناسباته، ولبّوا دعواته؟!
طبعاً بعضهم ممن تولَّى موقع الصدارة، مثل الإمام السيّد موسى الصدر الذي لطالما زار البيت، لطالما عقد اجتماعاته فيه.. (يكفي أن يراجع من يجيد منهم القراءة كتاب “مسيرة الإمام السيد موسى الصدر” الصادر عن حركة أمل؛ حتى يقرأ ذكر بعض تلك اللقاءات التي عقدها موسى الصدر في دارتنا).
كذلك آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) الذي كانت تربطنا به علاقة متينة، والذي طالما زار البيت، وطالما استقبلناه..
والكثير الكثير من علماء الدين، لماذا يستغربون علاقتي بك، قد يكون ذكر ذلك يتنافى مع التواضع؛ لكن تبياناً للأمر نوضح ذلك، كي يعرف كلَّ شخص حدوده وما له وعليه؛ وإن كنتُ لا أود ذكر ما قمنا به اتجاه بعضهم، وكيف كنَّا بخدمة العلماء ببعض المحطات المفصليّة، أترك ذلك بيننا وبين الله حصراً].
وهكذا، دار نقاش لطيف بيني وبين لقمان حول إشكالية العلاقة بين دارة آل سليم وعلماء الدين الشيعة، وطبعاً لطالما أنا صادفتُ عدداً من علماء الدين والمعممين في منزل لقمان.
بل – وبمنتهى الصراحة – جرى أن تواصل معي بعض العلماء يريدون فتح خطوط على لقمان، وكانوا يصطدمون بالحلف القائم بيني وبين لقمان، حيث لم نكن مجرد أصدقاء، بل شركاء بالهموم والأنشطة، ولطالما كانت أفكارنا شبه متفقة.. وكما أنني لم أتجاوزه ببعض القضايا التي هي من مجاله؛ كذلك هو كان يبادلني الأمر؛ بل لطالما اشترط على بعض العلماء وجودي في اللقاء حتى يوافق على عقد بعض الجلسات..
المهم يبدو أنَّ البعض لا يعرف مدى ارتباط آل سليم ببعض النخب من علماء الدين الشيعة! لن نحاول الرد عليهم، ولا إيضاح الكثير من التفاصيل؛ يكفي الإشارة، وعلى من يود معرفة الحقيقة البحث عن الحقائق، ذلك لمن كان باحثاً عن الحقيقة، ولو أننا نعرف أنَّ الأغلبية الساحقة “ينعقون مع كلّ ناعق” على حدّ قول علي بن أبي طالب (عليه السلام).

السابق
مصدر ديبلوماسي لـ«جنوبية»: إقتراع المغتربين.. لبنان يرصد أقل من 3 مليون دولار والكلفة أكثر من 5 ملايين!
التالي
أنطوان سيف يستذكر «السيد النوراني»