استدراكاً على محادثة سابقة عاود الاتصال بي قائلاً: [نسيتُ شيئاً، هل تصدّق أنني منزعج كثيراً من اختزالي في الاعلام بأنني مجرد معارض للثنائي!!
ولو يا مولانا: كلّ هذا الشغل المركّز، والنشاط، والمراكمة على مستوى العلم والعمل.. وبالنهاية ينظرون لي من زاوية أنني “معارض”!
طبعاً أنا معارض، ومعارض شرس، للفساد، وللإجرام، ولسياسة التجهيل؛ لكن كان ينبغي مقاربة الأمر بنظرة أشمل.
مولانا: قد أتفهم بعض المرتزقة بالسياسة، الذين يريدون فقط المتاجرة بدمي أنَّهم يذكرون حصراً هذا الجانب، لكن لا أفهم الأصدقاء، لا أفهم مَنْ يفترض بهم أن يكونوا أكثر تبصّراً في هكذا قضية].
وهكذا، أخذ لقمان يبدي انزعاجه من طريقة مقاربة موضوع اغتياله، وكيف وضِعَ في سياق أدى لتقزيم دوره ومستواه..
وطبيعي أن يشكَّل له هذا الأمر حساسية، لا سيما لشخص بمستوى لقمان الفكري، الذي كانت علَّامةً في اللغة العربيَّة، كما كان قد تخصص في دراسته الجامعيَّة باللغات القديمة.
علاوة على ذلك عَمِل على تصويب الذاكرة اللبنانيَّة، فركّز جهده على الأرشفة، وعلى تنظيم ورش العمل بشكل دائم، مع العديد من الكتب والاصدارات في هذا الإطار وفي سواه من اهتمامات فكريَّة وثقافيَّة وسياسيَّة..
فإنه “إنسان” بكلّ ما للكلمة من معنى قبل أن يكون رجلاً سياسياً، واختزاله بأنَّه مجرد معارض فيه إساءة للقمان، وتقزيم لدوره.