رفعت شناعة: السيد الامين كانت فلسطين شغله الشاغل

رفعت شناعة

كان رحمه الله السيد محمد حسن الأمين، يركِّز على نقطة جوهرية لها علاقة بتقييم الانتفاضة وتمجيدها ورفض إعطاءها طابع البطولة الاستثنائية المتفجرة من فراغ، وهجاء المراحل التي سبقتها وَوَصْفها بالعقم والفشل. وكان رأيه دائماً بأن الانتفاضة، ولدت من المراحل الجهادية التي سبقتها والتي منها تكوَّنت هذه الانتفاضة.واعتبر أن الانتفاضة في العام 1987، ليست سوى تحوُّل نوعي عميق في التاريخ النضالي الفلسطيني ومنعطفاته، خاصة أن هناك ضربات قاسية وجهها العدو إلى الوجود الفلسطيني العام 1982، وهو الاجتياح الذي كان مخططا له، استئصال الوجود المقاوم من جنوب لبنان، ولكنَّ الانتفاضة جاءت لتؤكد جذرية واستمرارية الثورة الفلسطينية.

اقرا ايضا: الدكتور رزق يستذكر العلامة الأمين: سيد الموقف والكلمة


 إن الثورة هي الخيار الأصيل والرد التاريخي الطبيعي للشعب الفلسطيني، وللأمتين على مشروع الاستعمار والاستيطان الصهيوني، وكان لا بد للثورة بين غمرتي النشوة واليأس بين الأطراف المختلفة، بين هذين القطبين من النشوة واليأس مفاجأة الانتفاضة، وهي ليست بالمفاجأة، بل هي التحوُّل العميق الذي تمخضت عنه مسيرة الثورة، واستطاعت بأقصر وقت أن تنتقل، هذا الانتقال المفاجئ إلى مكانها الطبيعي في فلسطين، وقلة هم الذين كانوا يتوقعون بروز هذه الانتفاضة، كآخر تجليات جهاد شعب فلسطين، وبوصفها أحد المنعطفات الحاسمة في مسيرة هذا الجهاد المتواصل.ويرى سماحته أنَّ هذا الكتاب، هو فصل منهجي على طريق وعي عملي وتاريخي أعمق لطبيعة الانتفاضة، وكونها أيضاً أحد المنعطفات الحاسمة في مسيرة هذا الجهاد.

كان رحمه الله السيد محمد حسن الأمين يركِّز على نقطة جوهرية لها علاقة بتقييم الانتفاضة وتمجيدها ورفض إعطاءها طابع البطولة الاستثنائية المتفجرة من فراغ

ولكنها ليست الفصل الأخير والنهائي لهذه المسيرة الجهادية.وحينما تمَّ قرن (سيرة أبو جهاد) شهيد فلسطين والأمة بالبحث عن الانتفاضة، لم يكن هذا الاقتران عفوياً، وهو اقتران فرضته منهجية البحث التي لا تكتمل إلاَّ بحضور أبي جهاد المسؤول الحقيقي، فكراً وممارسة عن الانتقال التاريخي للثورة الفلسطينية إلى الداخل.

الثورة هي الخيار الأصيل والرد التاريخي الطبيعي للشعب الفلسطيني وللأمتين على مشروع الاستعمار والاستيطان الصهيوني

إنَّ قرار العدو بقتل (أبو جهاد) كان له ما يبرره في ظل المشروع الإجرامي للصهيونية، وهي الحيثية نفسها التي تكرّس أبا جهاد بطلاً تاريخياً على مستوى الشعب والأمة التي تشكل القضيةُ الفلسطينية قلبَها النابض.

هذه الدراسة تتجه إلى قراءة راهن الانتفاضة ومستقبلها على ضوء الخط البياني الصاعد لكفاح الشعب الفلسطيني وهي تضع الانتفاضة في مكانها الصحيح، وتُسهم عميقاً في إعادة الثقة بخيار الثورة الفلسطينية بوصفه الخيار الوحيد لتحرير الأرض المقدسة.

كان رحمه الله قد تخرّج من معاهد النجف شاعراً مبدعاً وأديباً بارعاً وهو خير خلف لخير سلف

ونحن نلتقي اليوم في الذكرى السنوية الأولى لرحيل سماحة السيد محمد حسن الأمين، رحمه الله وادخله فسيح جناته، وهو الذي وُلد في بلدة شقرا قضاء بنت جبيل العام 1946 ووالده هو السيد علي مهدي الأمين، واكمل دراسته في بلدته ثم هاجر إلى النجف العام 1960، ودخل كلية الفقه وتخرَّج منها العام 1967، ثم تابع دراسته العليا حتى العام 1982، وبعدها عاد إلى جبل عامل، وسكن بلدته شقراء حتى عام 1975 ميلادي.

كانت فلسطين هي القضية الروحية التي تنال إهتمامات سماحة السيد أينما ذهب واينما حاضَرَ

عُيِّن قاضياً شرعياً في مدينة صور حتى العام 1977، حيث انتقل إلى مدينة صيدا وبقي رئيساً لمحكمتها حتى سنة 1997 حين نقل إلى المحكمة العليا مستشاراً.كان رحمه الله قد تخرّج من معاهد النجف شاعراً مبدعاً، وأديباً بارعاً وهو خير خلف لخير سلف.

كانت فلسطين هي القضية الروحية التي تنال إهتمامات سماحة السيد أينما ذهب واينما حاضَرَ، أو تكَلَّم، أو أفتى، أو حلَّل، ولهذا كانت أراه كمن  يحمل عبئاً ثقيلاً لأنها أمانة، وهو خير من حمل الامانة. *عضو المجلس الثوري لحركة فتح 

السابق
محمد علي شمس الدين يستذكر العلامة الأمين: خسرت أكثر من رجل واحد
التالي
منيف فرج: سيدي محمد حسن الامين.. امثالك لا يموتون!