معركة صور- الزهراني.. بين المعارضة وتحدّي إضعاف كل أجنحة السلطة!

محمد فران

فيما تستعد القوى السياسية والمعارضة للاستحقاق النيابي في الربيع المقبل، كتب الناشط في منتدى صور الثقافي، وفي الإنتفاضة، القياديّ السابق في منظمة العمل الشيوعي محمد فران عبر “فيسبوك”، بوست حول المعركة الانتخابية في دائرة صور – الزهراني.

اقرأ أيضاً: أرقام صادمة عن الهجرة.. كم بلغ عدد المهاجرين خلال 2021؟!

وكتب فران التالي: ارسل لي أحد الرفاق اللذين احترمهم واحترم تاريخهم ونشاطهم ومبادئهم، تعليقا على البيان الذي صدر في مؤتمر صحفي حول خوض المعركة الانتخابية في دائرة صور- الزهراني، عددا من الملاحظات النقدية، ووعدته بالرد خطيا عليها. ولأن نقاط البحث هي شأن عام تهم جميع المتعاطين في الشأن العام، وخاصة الانتخابات النيابيةالقادمة، رأيت انه من المفيد عرض رأيه بأمانة مع تسجيل رأيي في الموضوع. وكلا وجهتي النظر ليستا من اختراعي او اختراعه وإنما هما متداولتين منذ بدء الحراك وحتى قبله. يعرض رفيقي،الملاحظات النقدية التالية:
– البيان ،عام جدا
– غياب الرأي حول النظام الطائفي اللبناني.
_ وثيقة الطائف هي سقف العمل والممارسة السياسية لهذا التحالف، أي معارضة تحت سقف النظام الطائفي الموروث من الزمن السلطة العثمانية.
-هكذا معارضة لا تختلف عن أطراف السلطة.
– يجب الدعوة إلى إلغاء الطائفية كاملة وهذا هو الأساس، اما معارضة الطبقة السياسية فتأتي في الدرجة الثانية.
_ المطلوب إسقاط كل الطبقة السياسية وليس أضعاف احداها لصالح طائفة أخرى.
_ إسقاط النظام كله ، او مراكمة تغييرات متدرجة في أسس النظام وصولا إلى الخلاص منه وإلغاء الطائفية نهائيا من حياتنا وحياة الاولاد والاحفاد.
هذه ملاحظات صديقي النقدية نقلتها كما هي بكل صدق وأمانة وهذا ردي:
سأبدأ من النقطة الأخيرة بالقول،اننا اذا كنا أمام خيار من اثنين،إسقاط النظام كله دفعة واحدة، او مراكمة تغييرات متدرجة وصولا إلى الخلاص منه نهائيا، فمن غير المنطقي أن نختار التمهل في الإنجاز. ( فخير البر عاجله) .ولكن وكما يعلم رفيقي أن هذه المهمة تتطلب عمل طويل ودؤوب وارتفاع في مستوى الوعي والتطور المجتمعي، ووجود أحزاب ونقابات….، وظروف دولية واقليمية مناسبة،لكي نحقق هذا الهدف. وهذا في المدى المنظور غير متوفر. اذا خيارنا هو مراكمة التغييرات وصولا إلى الهدف.
معارضة النظام الطائفي ليست دعوة أخلاقية ،تتحقق بالارشاد والدعاية. النظام الطائفي هو نظام، احسن البرنامج الانتخابي ل ( بيروت تقاوم) وصفه. ولكي نضعف هذا التنين المتعدد الرؤوس،علينا أن نخوض معارك على جميع الجبهات. وعلينا أن نعي المشكلة الأساس هي نظام المحاصصة الطائفية. فالنظام الطائفي قديم قدم النظام نفسه ولكن ما سرع الانهيار هو اختصار كل طائفة بمرجع واحد او اثنين يتقاسمون مع بعضهم البعض المناصب والمواقع والنهب المنظم والمشرع من خزينة الدولة واملاك الشعب. وأهمية اتفاق الطائف، انه اتفاق توافقت عليه الطبقة السياسية الحاكمة،وبالتالي هو اتفاق جاهز ولسنا بحاجة معه إلى إعادة مناقشته بندا بندا واهدار سنوات وجلسات لا تنتهي لإنجاز اتفاق جديد. واتفاق الطائف يوجه عدة طعنات هامة الى جسد النظام الطائفي، نحو بناء دولة القانون. فهو يتبنى مجلس نيابي غير طائفي ويحجر الطوائف في مجلس الشيوخ لضمان حسن سير العمل من جهة واطمئنان الطوائف إلى وضعها. واتفاق الطائف يدعو إلى بناء أجهزة الدولة المركزية والرقابية واستقلال القضاء كما العديد من القرارات التي تخدم تسجيل نقاط لصالح الوصول إلى الهدف المرتجى. وليس صدفة أن اقطاب السلطة جميعا تخلوا عنه لأنهم يدركون مخاطر تطبيقه على مستقبل هيمنتهم .نعم اتفاق الطائف (على ما فيه من ثغرات بحاجة إلى معالجة،) هو سقف نطمح للوصول اليه، وربما يدرك المسيحيون يوما خطأ تسليم قيادتهم لمعارضي هذا الاتفاق.
نعم نحن نريد إضعاف كل أجنحة السلطة.وقد اتهمناها جميعها بالنهب والقمع والفساد ، وطالبنا بإسترجاع الأموال المهربة للخارج وبمحاسبة الفاسدين،ولا ادري أين تراءى لصديقي اننا نريد الغلبة لفريق على فريق آخر ضمن السلطة!!!. وبرأيي الشخصي فإن مهمة الجنوبيين التركيز على الفساد والفاسدين ومتجاوزي القوانين في منطقتهم اكثر من غيرهم، والإضاءة اكثر على نهب مسؤوليهم لمشاعات الدولة والمال العام ورفضهم إقرار الكابيتال كونترول من أجل مصالحهم وعل حساب الطبقة الوسطى( الشيعية) خاصة. على المعارضة الجنوبية أن توضح للناس أن تهريب المحروقات والخبز ومختلف البضائع التي كانت مدعومة هي احد اسباب إلغاء الدعم عنها. على المعارضة الجنوبية أن تدرك أن مهاجمة زعامات الطوائف الأخرى لا يفيد سوى في تكتل هذه الطوائف حول قادتهاوحجب اقترافات مسؤوليهم. نعم علينا أن نخصص المسؤولين لدينا بالنقد اكثر من غيرهم،كما على كل منطقة أن تفعل بالنسبة إلى مسؤوليها في السلطة. على المعارضة الشمالية مثلا أن تحاسب مسؤولي منطقتها حول انجازاتهم وتراكم الفقر في اوساط الناس والغنى الفاحش لدى المسؤولين. عليها أن تشرح للناس أن قادة السنة يسيطرون على العديد من المراكز التي تدر ثروات طائلة يستفيد منها قلة من الزعامات وازلامهم. وكذلك الأمر في الجبل والبقاع.
اما اذا كان قصد صديقي ( وارجح ذلك) بأننا خصصنا الحزب بالنقد، فهذا غير صحيح أيضا.بل يسود الاعتقاد اننا راعيناه كثير. ولمن لم يطلع على البيان اورد ختاما الفقرة التي فيه حول المقاومة: ( المقاومة حق مكرس للشعوب وهي كانت في لبنان ردا على الاحتلال والاعتداءات والاطماع الصهيونية،…….. ندعو إلى استرتيجية دفاعية وطنيه صونا للاستقلال ورفضا لأي اعتداء او تهديد خارجي ومنعا لأي انتقاص للسيادة….
السعي إلى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وحماية حدودها وامساكها بقرار الحرب والسلم .)

السابق
«الواقع في سماء لبنان تغير».. تقرير اسرائيلي خطير عن أنظمة «حزب الله» الدفاعية!
التالي
في عيد مار مارون.. الراعي يُعدّد 5 أولويّات: لئلا يكون لبنان منصة صواريخ!