لقمان الشهيد.. «حارس الأفكار النيّرة»!

لقمان سليم

سنة عبرت وانقضت من دون لقمان سليم، سنة بلا لقمان وحكمته، سنة من دون خطواته وصوته وحركته، لكنها لم تكن سنة غياب الحكيم العليم العارف المؤثر، بل كانت سنة أطياف الغائب وظلاله الكثيرة في المكان الوطني والانساني، سنة الحضور الكبير للرمز الكبير، الذي أضاء شعلة الحرية فوق أرض الروح.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: «أجمل الأمهات» والدة لقمان لـ«جنوبية»: «لقمان عايش معنا».. وهذه رسالتي الى الشباب!


لقمان سليم الشهيد المغدور المظلوم، والمقتول جهاراً بأيادٍ سوداء ظلامية، في عزّ الوضوح الليلي في دروب الجنوب، التي أحبّها وعشقها وما فارقها، ولا غاب عن أريجها العابق بزهر الليمون، والفكر النّيّر الشامخ في العقول والسفوح والتلال والاودية المُغرِّدة، بصدى الزمن الجميل، الأجمل من الجميل نفسه.
لم يكن الشهيد لقمان سليم ناشطاً  ثقافياً وسياسياً وحسب، بل كان أيضاً مفكراً، استطاع التفكّر بروية، ونجح بالوصول الى أساس الفكر ، كركيزة معرفية تحرس مناخ الوعي في تقاطعاته وتحولاته المختلفة، وتأثيراته القديرة والقادرة، على فهم وتفسير القائم المعرفي، والانطلاق من خلاله الى برمجة منطقية لهذا الوعي نفسه.
وبما أنه كان يتوخى المعرفة والدقة والحقيقة، ذهب، عميقاً، في هذا الوعي التفسيري الى آخر مداه. فامتشق المنطق، واستعمل الدلالة الوثيقة الواثقة الدامغة، وتجوّل، بوعي وحذر، في مسار الاحتمالات، في مقاربةٍ تخوّله الوصول الى معرفة مثبتة في كل افتراض، حاوله ورسمه في الواقع السياسي والاجتماعي.
ضريبة باهظة دفعها الشهيد، ضريبة كِلفتها كانت حياته كلها، ولم يكن يأبه (لمخاطر وعيه)، بل أصرّ على هذا الوعي، غير آبهٍ لزمرة التخلف والظلام، التي كانت تترصد وعيه الجاد الرصين والكاشف.
لم يترك ويهمل، بل استمر واهتم وتابع، ونشِط بما لا يدعو مجالاً للظالم المُظلِم أي بؤرة ظلام، تغلف وتخفي ما يرمي اليه السفاح المجرم القاتل، قائد الفجور والارهاب والموت.
إن تلك الزمرة الفاجرة  بارهابها وعنفها الوحشي، لم تستطع إخفاء توقيعها على الجريمة. وقاحة الاجرام فاقت كل ظلم واجرام ووحشية، عرفها التاريخ القديم والمعاصر.
تطل الذكرى السنوية الأولى على غياب لقمان، وتحمل في أجنحة تحليقها، علم الحياة والعيش السليم والحرية الأسلم.
أن يشخص العالم الى تاريخ المغدور بنظرات حب واحترام وتقدير، قلّ نظيره، أن تطل الذكرى خفاقة في سماء وطن، ينشد الخلاص والتحرر من عصابة مجرمة، أن تعبر الأيام بخطى لقمان المستقيمة، المتجهة الى عرش الحرية والأمل، لأمر بالغ الحكمة والعقل.

السابق
المنسقة الأممية لتحقيق العدالة في إغتيال لقمان: لا يمكن إسكات صوت الحق!
التالي
ماذا قال نقيب اصحاب السوبرماركت عن أسعار السلع؟