هل تكون «موجة الغضب» الثانية.. «ثابتة»؟!

قطع طرق راشيا
رسالة ثانية سيوصلها إتحاد السائقين العموميين، وبدعم من الاتحاد العمالي العام إلى الحكومة، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، بعد تنفيذهم في الرابع من كانون الثاني المنصرم "يوم الغضب". لكن السؤال الذي يطرح هو ما هي الرسالة السياسية، التي يود القوى السياسية، الداعمة للتحرك إيصالها إلى رئيس الحكومة في هذا التوقيت؟ وهو سيتلقفها المعنيون؟

يكرر الإتحاد العمالي العام غدا ما بدأه في “يوم الغضب” في الرابع من كانون الثاني المنصرم، حيث تمّ الاحتجاج على الأوضاع المزرية التي يعانيها العاملون في قطاع النقل العام، وبالرغم من أحقية المطالب المرفوعة، إلا أنه لا يمكن فصل ما يحصل اليوم عن جولات الكباش الدائرة بين القوى السياسية الداعمة للتحرك( الثنائي الشيعي) وبين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي. لذلك من المفيد فك “شيفرة” الرسائل السياسية، المبطنة التي سيحملها هذا التحرك وما الذي تريده هذه القوى الحصول عليه مقابل رفعها الضغط عن الرئيس ميقاتي؟ لأن المشهد العام للتحرك يُظهر وكأن السلطة تتظاهر ضد نفسها، على إعتبار أن القوى السياسية الداعمة للتحرك ممثلة في الحكومة، لا بل أنها “أم الصبي”، لجهة المحافظة على سير عملها في هذا التوقيت وتجنيبها أي تشويش يمكن أن يصيبها بالشلل مجددا.

ينطلق المعنيين بالاجابة على هذا السؤال من نقطة أساسية وهي أن “صرخة الناس والسائقين محقة”، لكن ذلك لا ينفي حقيقة ثانية، بحسب عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود الذي يقول ل”جنوبية” أن “التحركات المطلبية التي تحصل لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تزيد من عرقلة حياة المواطنين في الوقت الذي على الحكومة، أن تأخذ قرارات مختلفة ومعاكسة تماما للقرارات التي تتخذها حاليا”، مشيرا إلى أنه “ليس هناك دولة في العالم تعاني من أزمات إقتصادية ومالية تقوم بزيادة الضرائب بدلا من خفضها، ففي فرنسا مثلا قامت بتخفيض ضرائبها بسبب تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد ولمساندة الناس”، ويلفت إلى أن “الحكومة في لبنان عمدت إلى زيادة الضرائب على شعب، لم يعد يملك ما يكفيه لشراء قوته، بعد ان إستولت المصارف على ودائعه، وفي نفس الوقت تنظم قوى سياسية مشاركة في الحكومة تظاهرات ضدها وضد مجلس نواب تتمثل فيه أيضا فكيف يصح ذلك؟”.

أسود لـ”جنوبية”: التظاهرات لا تجدي.. و القوى السياسية تتظاهر ضد نفسها

ويختم:”هذه التظاهرات هي أشبه بتمثيلية سخيفة لا تحظى بتأييد الناس، ولا تعطي البعد الاجتماعي الحقيقي لتحقيق هذه المطالب لأن القوى السياسية تتظاهر ضد نفسها”.

زياد اسود
زياد اسود

من جهته يرى عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب علي درويش ل”جنوبية” أن “التحرك الذي يقوم به الاتحاد العمالي العام هو مشروع، في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها كل العمال، الذي بات وضعهم غير مقبول بأي معيار”، معتبرا أنه”صرخة بوجه الحكومة والقوى السياسية، وحبذا لو أن الاوضاع السياسية أكثر إستقرارا كي تتمكن الحكومة، من التفرغ لمعالجة الوضع الاقتصادي البحت لأن هذا الجزء الذي يجب التركيز عليه وهو مسؤولية الجميع القوى السياسية”.

ويشير إلى أن “إنخفاض سعر الصرف وإقرار بطاقة الدعم، إبتداءا من شهر آذار المقبل، سيساعد الناس وأيضا هناك مجموعة إجراءات تخفض الازمة الاقتصادية، عن كاهل المواطن اللبناني، وخاصة العمال كونهم الشريحة الاكثر ضعفا إقتصاديا”.

درويش لـ”جنوبية”: التحرك صرخة موجهة لكل القوى لمعالجة الوضع الاقتصادي 

يضيف:”مع الاخذ بعين الاعتبار توقيت التحرك، إلا أن العمال هم من كل لبنان ولا ينتمون إلى فئة واحدة، والصرخة محقة وليست موجهة للحكومة فقط لأنها تعمل بكامل قدرتها، لكن لا يمكن الخروج من الواقع الاقتصادي القائم في فترة قصيرة نتيجة حجم الازمة”.

ويختم:”التحرك هي صرخة موجهة لكل المعنيين والقوى السياسية، ولذلك يدعو الرئيس ميقاتي إلى التكاتف الداخلي للإنكباب على معالجة الوضع الاقتصادي كونه الحيز الاهم في هذه المرحلة”.

علي درويش

السابق
رحيل الدكتور عبدالسلام شعيب.. خسارة للبنان الدولة والمؤسسات
التالي
«العلاقات التجارية الى ازدهار كبير».. اليكم مضمون لقاء ميقاتي بأردوغان