بالصور: محمد المغربي المثقف المشرد.. من مكتبة الى خيمة الى كوخ!

استعاد المشرد محمد اسماعيل المغربي حريته بالتشرد والانزواء، بعد المحنة النارية الحارقة التي ألمّت به وبـ(مملكته!) .

عاد بالأمس الثمانيني المغربي الذي يقيم ويبيت ،ويعيش بين كتبه تحت جسر الفيات الحديدي في سن الفيل.
فبعدما تعرضت مكتبته لحريق التهم الجزء الكبير من الكتب ومن فراشه ومكان اقامته وعيشه، عاد المثقف التائه الى مكانه والى كتبه، وسط تعاطف كبير من المواطنين وجيرانه الذين ساعدوه وقدموا اليه الطعام والماء، كما قاموا بالتعويض وقدموا له بعض الكتب، ومنهم من قام بتنظيف المكان من أثار الحريق.

وتميزت المساعدات التي تلقاها المشرد ، حيث حضر الى (الجسر) بعض النجارين، كانت أرسلتهم اليه النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، وبنوا له كوخاً من الخشب، وهكذا استعاد المغربي تشرده في كوخ خشبي يحميه من العواصف والمطر.

ربما تحدى المغربي المحنة وأعاد مكتبته التي تعرضت للحرق، أعاد نصبها في مكانها الأصل.
فمن هو محمد اسماعيل المغربي؟ هو رجل كهل يعيش تحت جسر الفيات الحديدي في بيروت، يحمل شهادة هندسة، لكن الحياة أتعبته وقست عليه، وجعلته في غير مناص،(ولا بد منه) فأنتهى به الامر على هذا الحال من التشرد.

المشرد المثقف، لم يحقق ما يريد، لكنه اراد ما “كتب له القدر” ، وما أراد له الحريق الذي التهم مكتبته ومعيشته.
وكان فجر الجمعة الماضي موعد نكبة المغربي والتي هي حتى الأن غير معروفة الأسباب.. خرّبت ما خرّبت في (موطنه الصغير) .

تقوم حكاية المغربي وكتبه وتشرده، منذ قرابة السنتين، وهي قائمة تحت جسر الفيات في منطقة سن الفيل، حيث يعيش تحت جسر الفيات على كورنيش النهر في بيروت في منزل، بابه عبارة عن لوح من الخشب ومن دون سقف، وزاوية (سكنه) مكوّنة من سرير خشبي، ومكتبة تحتوي على كتب متنوعة قديمة وجديدة، وراديو قديم وموقدة حطب وملابس قديمة، وبعض الحاجيات الأخرى وهي عبارة عن فرشة وصناديق من الكرتون، وتحتل مكتبته مساحة من الرصيف العام وكرسي قديمة يربط اليها كلبه الذي يحرسه.
يجمع المغربي الكتب،يبيع بعضها ويهدي بعضها، كما يقول.

السابق
عاصفة جليدية جديدة تُزنّر لبنان.. وثلوج تُلامس الـ٥٠٠ متر!
التالي
داليا خليل لـ«جنوبية»: «منصة لبناني» فرصة.. ورسالة صمود اقتصادية!