نجاّر لـ«جنوبية»: لن يبقى لبنان عند إتفاق مار مخايل!

وزير العدل السابق إبراهيم نجار
لبنان ليس بخير، والشعب اللبناني متروك لمصيره، من دون أن يقوم السياسيون بأي خطوة تساعد على تغيير هذا المصير القاتم، إنها حالة إنفصام عن الواقع يعيشها الحُكام، تحوّل تصريحاتهم إلى مجرد دخان عابر لا مفعول له.

يشبه أحد الظرفاء كلام المسؤولين السياسيين بـ”معسل النرجيلة”، الذي تختلف نكهاته لكنه مجرد دخان يُنفث في الهواء ولا تجلب إلا الضرر على الرئتين، قد يكون هذا التشبيه الساخر منطقيا إلى حد كبير، إذا تم ّ رصد أداء وتصريحات المسؤولين السياسيين، في عز الازمة الاقتصادية، وفي ظل تسجيل “دولار السوق السوداء” أعلى مستوياته. إذ في الوقت الذي يدق المتابعون للوضع المعيشي ناقوس الخطر، ويحذرون من أن اللبنانيين سيصلون إلى مواقع أخطر غذائيا، تبقى تصريحات السياسيين في واد آخر ففي ما يتعلق بالأزمة الحكومية التي هي مفتاح لأي معالجة جدية، فإن كل ما يصرح به رئيس الحكومة  نجيب ميقاتي هو”أنه يسعى إلى المعالجة الرصينة والهادئة لمعضلة عدم إنعقاد مجلس الوزراء” في حين يدعوه رئيس الجمهورية إلى تعيين جلسة ” تتجاوز الموقف المعارض”، ويصرح رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه “مستعد للصعود إلى بعبدا مشيا على الاقدام إذا شعر بوجود إيجابية لإيجاد حل للأزمة التي نعيشها”، أما على أرض الواقع كل هذا التصريحات لاتسمن ولا تغني اللبنانيين من جوع.

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: بعد إجتماع الداخلية أمن الدولة يلاحق صرافي «أبو شنطة» في الجنوب والضاحية!

إذا الازمة مستمرة والخناق يضيق حول أعناق اللبنانيين، من دون أن يحرك اي من المسؤولين ساكنا، سوى إطلاق الكلام في الهواء، فإلى متى سيستمر هذا الامر وهل هناك تغييرات ستحصل على الساحة الداخلية نتيجة اللامبالاة التي يمارسها السياسيون تجاه عذابات اللبنانيين؟

ما يحصل هو نتيجة عدم إستيعاب حكامنا ما نعيشه ولا يقومون بمراجعة ضميرية لأنفسهم

يوافق وزير العدل السابق إبراهيم نجار في كلامه ل “جنوبية” على أن “أداء الطبقة السياسية ليس على مستوى المعاناة الاقتصادية، التي يعيشها الشعب اللبناني”، معتبرا أن “حالة التقهرقر التي يعيشها اللبنانيون يبدو أنها لا تهم أي طرف، والدليل أن الجهات التي تتلاعب بالدولار معروفة، لكن لا قدرة للمراجع المصرفية وفي مصرف لبنان على لجم سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مع ما يترتب على ذلك  من آثار على معيشة اللبنانيين”، ويرى أن “ما يحصل هو لسوء الحظ، نتيجة عدم إستيعاب حكامنا ما نعيشه، ولا يمكنهم القيام بمراجعة ضميرية لأنفسهم، لأن المقاييس التي تحكمهم باتت مختلفة كليا، وهم يعيشون في غربة عن أنفسهم وعن المجتمع الذي ينتظر منهم حلولا بفارغ الصبر”.

في المقابل يشدد نجار على أننا “نعيش اليوم فترة تحول كبير، وهذا التحول لن يبقي لبنان حيث أوصله إتفاق  مار مخايل”، لافتا إلى أن “ثمة تغير واضح في الوضع الداخلي اللبناني، لجهة التحسس الذي يبديه رئيس التيار الوطني جبران باسيل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، نتيجة هبوط شعبيتهم بسبب قضية المحقق العدلي طارق البيطار وخوفهم من إستحقاق الانتخابات النيابية”، ويرجح أن “لا يؤدي الطعن في قانون الانتخابات، المقدم من نواب تكتل لبنان القوي إلى شيء، وهذه إنتكاسة كبيرة بالنسبة لهم”.

من المرجح أن لا يؤدي الطعن في قانون الانتخابات إلى شيء.. وهذه إنتكاسة كبيرة للتيار الوطني الحر

يضيف:” التبدل واضح وعلني في الموقف من حزب الله، وهناك مطالبة بإعادة النظر بمضمون إتفاق مار مخايل”، لافتا من جهة أخرى إلى أن “هناك نوع من الانكفاء في القيادة السنية بعد الوهن الذي أصابت العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والمملكة العربية السعودية، وهذا سيؤثر على قدرة تيار المستقبل على خوض إنتخابات نيابية، على شاكله ما كان يحصل في السابق”.

ويرى أن “التحالفات الانتخابية قد تطرح إشكاليات جديدة، لأن هناك إعادة خلط أوراق، مثلا هناك نوع من التناغم بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، حول سياسة المملكة العربية السعودية ودول الخليج”، مشيرا إلى أن”هذا الامر غير متوفر في مواقف تيار المستقبل، التي يمكن وصفها بأنها “في مرحلة إنتظار” لحصول معطيات معينة، ولذلك المشهد الداخلي اللبناني يحفل بتغيرات قوية ومهمة”.

الدول المعنية بلبنان تنتظر إستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة وما ستسفر عنه من نتائج

ويعتبر أنه “على صعيد المنطقة، هناك نوع من عد عكسي لما تميزت به قوة حزب الله في المنطقة، سواء في العراق وسوريا واليمن وأيضا في لبنان، ولا يعني ذلك أنه سيؤدي إلى تغيير الأكثرية النيابية في الطائفة الشيعية، لكن تحصل أمور خطيرة منها إنفتاح إسرائيل على الدول العربية وباتت تضيق مع دول عربية على لبنان”. 

ويختم:”اعتقد أن الدول المعنية بلبنان تنتظر إستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، وما ستسفر عنه من نتائج”.

السابق
البيت الأبيض يصعّد لبنانياً.. ورسالة شديدة اللهجة الى «السياسيين الفاشلين»!
التالي
انتبهوا.. قرار منع تجول غير الملقحين بدأ!