«شياطين الحكومة» تكمن في تفاصيل «الحصة المعطلة» والتسوية الآتية!

عون ميقاتي
شياطين التفاصيل تتربص بتشكيلة الرئيس نجيب ميقاتي، التي سيحملها هذا الاسبوع إلى بعبدا، فإما أن تقطع عليها الطريق للخروج إلى النور، عندها سيجد الرئيس ميقاتي نفسه مجبرا على الاعتذار، أو ان الضغوط الدولية ستفعل فعلها هذه المرة و تؤدي إلى ولادة الحكومة. إلى الان لا شيء محسوما، لأن كل الاطراف الداخلية تحاول لملمة أوراقها، لتحصل على دور أكبر في التسوية القادمة إلى المنطقة. أما المجتمع الدولي، فبات يريد الحفاظ على الحد الادنى من هيكيلة الدولة اللبنانية، بإنتظار نضوج التسوية في المنطقة و توزيع المغانم و الادوار، و التاريخ في لبنان يعيد نفسه دائما.

من المرجح أن لا يستغرق الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أكثر من شهر لتشكيل حكومته المرتقبة( مضى 25 يوما على تكليفه حتى الآن)، وقد أشاع منذ لقائه الاخير (ال12) مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، أن الاسبوع الحالي سيكون أسبوع الحسم سواء لجهة التشكيل أو الاعتذار، لكن حتى اليوم الثلاثاء لم يسرب أيا من المحيطين بالرئيس ميقاتي أو قصر بعبدا، موعدا محتملا للقاء ال13، ما يعني أن التشكيلة لا تزال عالقة بين شياطين التفاصيل، علما أن المحيطين بقصر بعبدا يقولون، أن التشكيلة شبه جاهزة ولا يلزمها إلا القليل من الرتوش.

إقرأ أيضاً: ميقاتي في بعبدا اليوم: «بروفا» تأليف او إعتذار؟..و«جمهورية المجذوب» بلا طلابها!


على ضفة الرئيس المكلف، فإنه يعتصم بالصمت المطبق و لا يفصح بأي معلومة حول موعد زيارته بعبدا مجددا، كما أنه يوصي المقربين منه و كتلته النيابية، بعدم الادلاء بأي تصريح خلال هذا الاسبوع، بإنتظار حصول “تطور ما” ليبني على الشيء مقتضاه، أي إكمال التشكيل أو الاعتذار.

على ضفة الرئيس المكلف، فإنه يعتصم بالصمت المطبق و لا يفصح بأي معلومة حول موعد زيارته بعبدا مجددا

في المقابل لا ينكر زوار الرئيس ميقاتي لـ”جنوبية” أن “وضع التشكيلة الحكومية دقيق، و أن الامر لا يتعلق فقط بإختلاف على الاسماء، بل أيضا بمحاولات متجددة للحصول على “الثلث الضامن”، وبالتالي من المرجح أن يزور الرئيس المكلف بعبدا خلال اليومين المقبلين، حاملا معه تشكيلة متكاملة من 24 وزيرا، تم وضعها وفقا لمعايير محددة، و هي تشكيل حكومة إنقاذية من وزراء غير منتمين حزبيا لأي طرف سياسي، و بالتوافق مع كل الاطراف السياسية و بالتشاور مع رئيس الجمهورية “.

زوار ميقاتي: وضع التشكيلة الحكومية دقيق والامر لا يتعلق فقط بإختلاف على الاسماء بل أيضا بمحاولات متجددة للحصول على “الثلث الضامن”

و يلفت الزوار إلى أن “على الجميع تسهيل مهمته إذا كانوا يرغبون بتشكيل حكومة، ولذلك سيقدم تشكيلة حكومية تتقاطع مع معايير رئيس الجمهورية، و بالتوافق مع الاطراف المعنية، و في حال كانت التعديلات التي سيطلبها رئيس الجمهورية طفيفة و يمكن التوافق عليها، فإن الحكومة ستولد هذا الاسبوع”.

و يختم الزوار:”إذا كانت التعديلات تمس جوهر التركيبة وتنسفها، فالرئيس ميقاتي سيكون أمام خيارين، إما الاستماع إلى المساعي الدولية، لإجراء جولة جديدة من المشاورات حول تشكيل الحكومة و لن تكون طويلة، أو يرى أن الطرق مسدودة و لا بد من الاعتذار”.

ميقاتي سيكون أمام خيارين إما الاستماع إلى المساعي الدولي لإجراء جولة جديدة من المشاورات ولن تكون طويلة أو يرى أن الطرق مسدودة و لا بد من الاعتذار

كل هذه الأجواء، تشي بأن الأمور لا تزال عالقة في مكان ما، وأن الحسابات السياسية والحزبية الداخلية، هي التي تحكم المفاوضات حول توزيع الحقائب والاسماء، في المقابل هناك ثمة تراجع في حجم الضغوطات الدولية المتداولة، لحث المسؤولين اللبنانيين على تشكيل حكومة، وهذا ما يوافق عليه مصدر دبلوماسي على إطلاع على مسار التشكيل، إذ يشرح ل”جنوبية” أن ” رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يريد تشكيل  حكومة وفقا لشروطه ومعاييره، لأنه يحتاج إلى ضمان إستمرارية أفكاره و نهجه بعد إنتهاء ولايته، بعد أن تيقن، أنه لن يتمكن من تحقيق أي إنجاز، في السنة الاخيرة من عهده”، لافتا إلى أنه “إذا لم يتحقق هذا الشرط، فهو لن يقبل بالتوقيع على مرسوم التشكيل، خصوصا بعدما لمس أن الضغط الاوروبي والاميركي حول فرض عقوبات أوروبية عليه وعلى النائب جبران باسيل، قد تراجع في المرحلة الاخيرة “.

مصدر دبلوماسي: عون يريد تشكيل  حكومة وفقا لشروطه ومعاييره لأنه يحتاج إلى ضمان إستمرارية أفكاره و نهجه بعد إنتهاء ولايته

يضيف المصدر: “مقابل هذا التمهل “الاقليمي والدولي لتشكيل الحكومة، “هناك قرار دولي ناجز، بعدم إنهيار الدولة اللبنانية بشكل كامل، والذهاب نحو فوضى إجتماعية، وهنا لا بد من التوقف مليا أمام قرار شركة توتال الفرنسية، بفتح محطاتها على الاراضي اللبنانية لتأمين البنزين بالرغم من إعلانها السابق بنفاذ المخزون لديها، وقد تزامن هذا الامر مع اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عن مجيء باخرة محروقات إيرانية إلى لبنان”، مشيرا إلى أن “من المؤشرات على عدم السماح بالانهيار الشامل، هو إعادة مشاركة الرئيس المستقيل حسان دياب في إجتماعات بعبدا، وتحرك الجيش للكشف عن أماكن تخزين وإحتكار البنزين”.

ترتيبات ما تحصل بين الجانبين الفرنسي والايراني، لضمان عدم سقوط الدولة اللبنانية بشكل كامل في حال تأخر تشكيل الحكومة

ويلفت إلى أن “هذا يعني أن ترتيبات ما تحصل بين الجانبين الفرنسي والايراني، لضمان عدم سقوط الدولة اللبنانية بشكل كامل، في حال تأخر تشكيل الحكومة، إلى ما بعد حصول تسوية شاملة في المنطقة، في الوقت الذي لا ترغب فيه الولايات المتحدة التصعيد مع الايرانيين، في ظل المفاوضات النووية الحاصلة حاليا”، ويشدد على انه “إلى الان لا تزال حظوظ ولادة حكومة الرئيس ميقاتي 30 بالمئة، في حين أن إمكانية إعتذاره قد تبلغ 70 بالمئة، ولذلك وبإنتظار نضوج التسوية الشاملة، التي ستهب على المنطقة ومنها لبنان، (كجزء من أذرع إيران في المنطقة)، ستحرص الاطراف الداخلية اللبنانية على تجميع أوراق قوتها، والوقوف على قدميها مجددا ،كي ينال حصة وازنة من غنائم التسوية كما حصل في العام 1990”.

السابق
عبد الحسين شعبان يكتب لـ«جنوبية»: «ثورة الياسمين» تأكل التونسيين!
التالي
«حزب الله» يعلّق على زيارة مسؤول أمني مصري إلى الضاحية.. ماذا قال؟