لكن هذا الهبوط الذي يحصل في ظل ارتياح سياسي بالشكل، مع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة، قد احدث أرباكا في سوق الصرف الشرعية وغير الشرعية، ولم يسجل حركة بيع أو شراء كبيرة للدولار، في وقت بقيت الأسعار السلعية على حالها تقريبا.
أجواء من الترقب تسود أسواق الصرف والأسواق التجارية في آن، على وقع تحسن سعر صرف الليرة مقابل الدولار ، الأمر الذي انعكس أرباكا في التعاملات وارتياحا لدى المواطنين، الذين يراهنون على شحنة إيجابية، من خلال حلحلة الوضع السياسي، المؤدي بنسبة كبيرة إلى الدفع نحو وقف الانهيار الاقتصادي.
حذر وقلق في صور
وقد سيطر على أسواق الصرف وعمليات بيع وشراء الدولار في صور، التي تعتبر واحدة من انشط اسواق الصرافة في لبنان، الحذر والتمهل لناحية عمليات البيع والشراء الكبيرة، التي تفوق مئات آلاف الدولارات، واقتصرت على مبالغ اقل من التي كانت تجري في نهاية الأسبوع الماضي.
جباعي: الاسباب سياسية
ويلفت الخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي لـ”جنوبية”، إلى أن “الاجواء الإيجابية المتعلقة بتكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، تشكل عاملا مهما في هبوط الدولار أمام الليرة، وقد يكون مجموعة من المقربين من فريق ميقاتي السياسي ضخوا الدولار في السوق، إلى جانب العامل النفسي الذي دفع المواطنين لشراء الليرة، ومن الممكن أن يستمر نزول الدولار إلى ال١٢ الف ليرة، اذا تألفت الحكومة، وهذا أمر طبيعي يرجع إلى سعره المنطقي .
سيطر على عمليات بيع وشراء الدولار في صور وهي من انشط اسواق الصرافة في لبنان الحذر والتمهل لناحية عمليات البيع والشراء الكبيرة
وقال “:إن هذه الحكومة ليست حكومة انقاذية، إنما هي حكومة ترقيع، ويمكن أن تحدث شيئا إيجابيا في الوضع النقدي والمالي والحياتي.
وأضاف”: الحل يتمثل بالحاجة إلى إصلاحات جذرية، يرضى عنها المجتمع الدولي والدول العربية والخليجية وخصوصا السعودية، ولا يبدو أنه متوفرا في هذه المرحلة، وهو مرتبط بالحل الشامل في المنطقة، وإذا لم تتأمن مساعدات نقدية ومالية للبنان، فإن الدولار سيرتفع مجددا، وأيضا اذا لم يغير مصرف لبنان تعاميمه النقدية المتتالية”.
