الشيخ حسين شحادة يَرثي العلامة الأمين..بغصون قلبك ناصرت فلسطين

السيد محمد حسن الامين

بفلسطين والحوار والابداع واللغة والشعر وبالحنين الى “عِشرة عمر”، يرثي العلامة الشيخ حسين شحادة، المفكر الاسلامي والوحدوي الكبير والعلامة الراحل السيد محمد حسن الامين بقصيدة “ما على فلسطين” على صفحته على “الفايسبوك”. وكتب العلامة شحادة يقول :

ما على فلسطين

لو تقوّس ظهرها

كمثل قبّة الصخرة

فأسندت قلبها بغصون قلبك

يا ليت قلبي في موكب الأطفال

حجر يقاوم

هل وصلت

وقلبي عصيّ  على هذا الفراق

إن قلت هو

كيف انطوى

بجهرك وسرّك في آخر المعنى

لم يبق إلاك

تهزّ بقايا الورد بدهشة البرق في مداك

شهقة الروح لو تكررت

تجتلي الآن وجهك

ماذا سأفعل

أنا المحارب بالرصاصة الفارغة

أنا المحارب بأغنية

لا تصالح

لا تصالح

لو أنكرتنا الأرض

وصارت كل مئذنة سنبلة

تعدو خلف توابيت أحلامنا الملأى

بنواح الفقراء والأحلام

وقيل

نريد السلام مقابل الرغيف

فتحت السماء

بانشودة  المطر

لو قمري غامق أريد الحبّ

كهذا العشاء الأخير

لترميم حزني بأزهار الحنين

إلى وجهك

وأريد ترسيم الحدود

بزيتونة جدّي المتعبة

وفوق كل هذا

أريد أن أكسر القيد والصدأ الذي

يتسلل من كهف إلى كهف

وأريد أن أهمس لخابية الفراغ

فتصغي إليّ

أقول

قمري شاحب كهذا الفنجان

سيرقد الليل العريق

في قاع الفنجان

ونبقى أضوأ من قلبين معاً

في الزحام

فزدني حيرة

فتقول  ما من قمر حيران

وفِي غدنا

لنا الشجر البرقوق

ولنا فضاء لذكريات القلب

وقهوتنا المرّة

كلمّا شربنا نقيع الحزن

هبّت الريح من جفون القصيدة

كي تكفكف دمعتك

وعفو عينيك

ما لها قيثارة الروح غافية

ولي منك  شجو الأسى

كيف يطيب  العمر بعدك

يا نسر اللغة

من يرسم لهذي اللغة

سماء جديدة

رحماك

إنه الليل والباب الموصد

وتباريحنا الرفض

ضدّ اغتيال الكلمة

وكنّا نغيب معاً في الزحام

وكنّا نغيب طويلاً

في قيلولة المخيلة

ونحلم بشبه جزيرة تضيء البحر

أليس لهذا النجف بحر يضيء الظلام

غريبان وصمتي مؤرق

بعواصمنا الخنادق

بتاريخنا المحترق

كهلان لم نفترق

ترعرع فينا الغيم ويملؤنا الزهر

ما ضلّ صاحبي

لكنه لم يصل إلى عرجون النهاية

يا حادي النهر

هل أخطأ النهر أم أرخى قناطره

ونادي عليك يشير إليك

ماذا سأفعل بدون يديك

أبرمت عليّ عهدك

ظمئت

فخذ عني وصايا الحطام

لا شيء يغريني

كي أعيش في الزمن الهباء

فاجمعني  على صراطك السوي

لا مقام لنا في المشهد العربي المهزلة

هو الزمن البغي

لفّ الحضيض عقال أمتنا

فلم يعرفوك

ولَم ينصفوك

ولَم

فتهامى فيك كبرياء الحبّ

وقام

نضّ بزهرتك الحمراء

فمضيت بوجهك النبوي

بلا حدود

تسائلني الجهات

وأنت أبعد منها

يحدّك من جهة الشرق

دم الحسين

ومن اللاجهات ملء هبوبك

تحدّك كربلاء

كما لو أنك توأم الصوت والصدى

فاهنأ بغربتك الكاملة

ليخصب الغياب

في أمة لم تزل تستاف التراب

ولَم تزل تغرز  أشياءها المبهمة

في صدورنا

آه ما أوسع ثلمة الروح

ما أوسعك

فامض بِنَا

واسق العطاشى تكرماً

لا بدّ منك

ركزت القلم

وركزت رمحك العربي

في يباس الوقت

فانشق القمر

وبكى

لم يبلغ الحلم  رشده

وتركتني

لا تسلني

في فمي ماء

وأقاليم الصحراء تريق الليالي

بقات يمضغ اللغة بنكهة دموية

اتهجاها صباحاً

أتهجاها مساء

ليس من حرب تقدر أن تكمل الأبجدية

خدعتني الريح

واسودت

أرى جسدي غربال الريح

وغربال البرق

وغربال التواريخ المرسومة بالرمال

وبعدك يا سيد الدهشة

لا شيء بعدك

لا شيء بعدك

فلنقم من برزخ الموت

ولنقم من غصّة الخوف

في جوف الألم

ألا يا أيها المهجور

في أمسنا وغدنا

سينهض الدفلى

من وضوح النهر

ويبوح ملء الذاكرة

فيخضوضر العشب النديّ

ليفرش من روحك في الأرض

كمثل حفيف الزهرة التي

تفك رباط الكفن

وتفتح للبلاد التي أقفرت

مزاراً لإسمك

كي تمرّ من تحته

مواعيد الحبّ والعشاق

يا وافدين إليه

هذي سجاياه في خمائله

تفاخرت

فلكل رمز رابض في هواك

ترتيلة تبحر بملحاح الضراعة

ولا يليق بها غيرك

وعدتني في بيرق الحزن

أن تكتب عن يقين علي

فانكشف الظلام

عن وردة زينب

ومعراجها امرأة مأخوذة بالسيف

فمن أين أبدأ

ومن أي امرأة سيولد هذا الشرق

ضقت ذرعاً بالمسافة

وليس لي نوارة أخرى

فأحكي للورى

عن يقين الشهداء

سكت الحلم

يا رفيق عمري

واعتراني من سردية اليتم

أنّ  اليتيم في سماء  غربته

من لا يذوق طعم شقائق الأقمار

في غلائل الجسد

كنّا شهيدين

ولَم يكن يرانا أحد

تقول سبقت الموت

أقول سبقت الوقت

أتذكر قمة الدم العالي

وصقر الريح المتشبث بعينيك

ونظرنا إلى سفوح المتاهة

فأجهشت لم تجترح صمتك

أقول سقط الغراب

ما أوسع قبر هابيل

فتقول لا بدّ يرفرف في ترحالنا

ومن هذه الأرض

سوف تفيض القيامة

ومشينا

مثلما يمشي النهر بين ضفتين

ولَم نزل من سبي بابل

نركض خلف قتلانا

وخلف مرايانا

نطيل الوقوف

نبحث عن تعاويذ للشعر

بين اثنين لا يضمران أرومة الضدين

في تضاريس الخارطة

وأخذت الراية من يدي

إنه زمن الخرائط المكوية بدم الصلاة

وغمرتني بصوتك البعيد

كيف انتهى هذا اللهب

لا وتر للرماد

ولا ناي لمساءات غربتي المتدفقة

من آخر المدن السبيّة

يا قدس

يا ألف سماء نزلت

على جروحها

لتحكّ ظهرها بالنيؤات

وَيَا ألف نبي

ها هنا وقفنا

هي ذاتها صخرة  القدس

ألقت نقابها أمام الله

وأمام لصوص الهيكل

تفرقوا فتلاعنوا

فألبسوا الربّ جبّة القتل

وتأبطوا مفاتيح الجحيم

قاتلون

قاتلون

لم تر في أباطيلهم غير النعيق

ولَم تر في ظلامهم

غير طيور الظلام التي

تنهش في لحم السماء

فهدمت الهيكل على أغاليقهم

وأسدلت للتاريخ أمرك

لا عليك

غلبت الموت

غلبني الحبّ

وغلال يديك

سنابل الفجر

وأحلام الشجر

أرأيت كيف يستسقي الغيم

زنابق قلبك

وانتابني منها

كخاشعات النور

بشهباء بئرك

جدل الأخضر  العميق

في المياه الغريقة

ومضيت بكل أجراسك

بطلقة  روحك

تجرّ الزمان إلى مستقر لك

في زنابق الأسئلة

لتكمل دورة الاحتمال

في بهاء السفر

“الموت ليس انحناء

إنه سفر أبهى

وبرق وراء العمر مدّخر “

فابتكر للضوء

حلم الغياب

ولا تعتذر

إقرأ أيضاً: العلامة الراحل محمد حسن الأمين في حديث شامل مع «صوت الشعب»: سلطة الإسلام السياسي فشلت!

السابق
سلامة أمام القضاء الفرنسي: نكايات وفساد..من أين لك هذا؟!
التالي
في حياته ومماته..سليماني «ينتصر» على «أهل البيت»!