الحرارة تدبّ بين بيت الوسط وكليمنصو.. هل تُذوب جليد «الاشتراكي» حكومياً؟

وليد جنبلاط سعد الحريري

لا يقتصر الحراك الذي يقوم به الرئيس المكلف سعد الحريري على الخارج العربي والدولي، بل إمتد نشاطه  أيضا إلى الداخل اللبناني في محاولة لحشد التأييد والتفاهمات حول الموضوع الحكومي، بعدما تكسرت نصال محاولاته لإخراج التشكيلة الحكومية التي إقترحها على أبواب بعبدا. فبعد جولته العربية في كل من القاهرة وأبو ظبي وباريس، سُجل إتصال بينه وبين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد  جنبلاط بعد مرحلة برودة في العلاقة بين الطرفين، في الوقت الذي تتسم فيه العلاقة بين بيت الوسط  وعين التينة وحارة حريك بالاستقرار.

اقرأ أيضاً: الحكومة وكورونا: تخبط في الفَتح كما القَفل.. و السوبرماركت يتكلم!

 قد يكون حراك الحريري يهدف الى  تصفية كل تبايناته مع كل الافرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة ليسجل “صفر مشاكل معها”، تمهيدا لما هو آت وهذا ما تظهره المواقف والزيارات الدولية، بدءا من موقف قداسة البابا الاخير حول لبنان وصولا إلى زيارات يقوم بها موفدين عرب وأجانب، فيكون الاستثناء الوحيد في هذه المعادلة الجديدة هو رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره الذي يختلف في وجهات النظر والمصالح، مع كل الافرقاء السياسيين  وحتى مع حليفه حزب الله وليس فقط مع الرئيس المكلف .

مصطفى علوش

المصلحة أساس التفاهم

لكن السؤال الذي يطرح هنا، ما الجديد الذي ستحمله عودة الحرارة في علاقة بيت الوسط – كليمنصو، و هل سيعود رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي حليفا للحريري على السراء والضراء على سابق عهده؟

علوش لـ”جنوبية”:  الحريري اتصل  بجنبلاط ليضعه في  أجواء التغييرات

يجيب نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش “جنوبية” على هذا السؤال بالقول:” كل الافرقاء السياسيين يلتقون على مصالح وتفاهمات، وإذا وجد وليد بك أن من مصلحته التفاهم مع الحريري في هذه المصلحة سيقوم بذلك”، مشددا على أن “الرئيس الحريري حريص على إستمرار العلاقة بشكل متين بينه وبين وليد بك ، ويؤكد دائما أن التعليقات التي يطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من وقت لآخر لا يجب أن تفسد للود قضية، ولذلك الاتصال جاء بعد فترة من “الجفاء”، كما سماّها البعض، ليؤكد أن هذه التسمية غير صحيحة وليضع وليد بك في صورة المستجدات ، ويتشاور معه في طبيعة المرحلة القادمة وفي ظل ما سيطرأ من تطورات هذا الاسبوع”.

ويختم:” لدي قناعة  أنه بعد الاتصالات والحراك الذي قام به الرئيس الحريري داخليا و خارجيا، من المفروض  أن تحصل بعض التغييرات و قد وضع وليد بك في أجواءها  والاحتمالات التي  قد تحصل”.

ظافر ناصر
ظافر ناصر

العلاقة ليست عابرة

على ضفة الحزب التقدمي الاشتراكي فإن الاتصال “أعاد الزخم بين بيت الوسط وكليمنصو بعد فترة من البرودة بينهما، إذ يلفت أمين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ل”جنوبية” أن العلاقة بين الطرفين شهدت “طلعات ونزلات” وإختلاف في وجهات النظر، وفي الفترة الاخيرة كانت العلاقة عادية والاتصال يعني ان الحرارة والتنسيق عاد بين الفريقين وهو مؤشر إيجابي على عودتها إلى سابق عهدها”.

يضيف:”جوهر العلاقة عميق وليس عابرا وهذا هو الاساس، وحتى وقت حصل تشنج في العلاقة وتحديدا في موضوع الحكومة بعد تكليف الرئيس الحريري، لم تحصل قطيعة بالمعنى الكامل للكلمة بل تباين في وجهات النظر لكن التواصل بقي بينهما”.

ناصر لـ”جنوبية”: لم يتم النقاش بتسمية وزراء غير مستفزين ل “الإشتراكي”

هل هذا التواصل يعني انه سيؤخذ برأي جنبلاط في ما يتعلق بالحصة الدرزية في الحكومة؟ يجيب ناصر:”النقاش تركز حول الوضع السياسي العام ومنها الشأن الحكومي، والثابت ان لا مشاركة مباشرة بالحكومة تماشيا مع متطلبات المبادرة الفرنسية، ولا أعتقد ان هناك نقاش في تفاصيل الحكومة وتسمية وزراء غير مستفزين لوليد بك، لأن الموضوع الحكومي لا يزال معقدا”.

ويختم:”في آخر تشكيلة للحكومة لم يأخذ الرئيس الحريري برأي وليد جنبلاط بأسماء معينة بل وضع أسماء درزية أخرى، وقد قدمنا ملاحظاتنا على هذا الموضوع ولكن لم نذهب إلى توتير الوضع في ظل الاوضاع الذي يعانيها لبنان”.

السابق
بالفيديو والصور.. مثوى لقمان سليم في حديقة منزله المكان الأحب الى قلبه
التالي
عقدة عدد الوزراء الى الحل: هل يكسر لقاء ماكرون – الحريري الجمود الحكومي؟