الحكومة وكورونا: تخبط في الفَتح كما القَفل.. و السوبرماركت يتكلم!

تعاونيات لبنان كورونا

يشبّه أحد الظرفاء مهمة مدراء السوبرماركت لجهة التحقق من حصول المواطنين على مواقفة مسبقة من لجنة كورونا للسماح له بالخروج والتبضع بمدراء الأمن.

هذا التوصيف وإن كان من باب الطرافة ، إلا أنه حقيقي وإختبره الكثير من المواطنين خلال يومين، إذ تخبر سارة جوني “جنوبية” أن السوبرماركت التي قصدتها كانت دقيقة جدا لجهة التقيد بمواعيد الدخول والخروج، بالاضافة إلى عدم السماح لإبنتها التي تبلغ من العمر 6 سنوات بالدخول فإضطرت لإنتظارها في السيارة.

إقرأ أيضاً: عندما «تَضِلّ» مساعدة الـ ٤٠٠ الف ليرة طريق الفقراء!

مقابل هذا التشدد في محال السوبرماركت في العاصمة، يروي أحد المعنيين بقطاع المواد الغذائية ( فضّل عدم ذكر إسمه) ل”جنوبية” أنه “تفاجأ بمحلات السوبرماركت في معظم المناطق في شمال لبنان، التي لا تطبق أي من الاجراءات الوقائية المطلوبة، وأن المواطنين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، من دون أي إعتبار لقوانين الوقاية وحظر التجول التي تفرضها الحكومة.

كل ما سبق يظهر حالة التخبط التي يعيشها البلد سواء المسؤولين، لجهة مقاربتهم لملف كورونا على كل الاصعدة الصحية والاقتصادية وفرض الاجراءات الوقائية، أو المواطنين الذين يقارب العديد منهم إجراءات الوقاية بفوضى عارمة وعدم إلتزام، ليتحول المشهد إلى”سوريالي” تطبق فيه مقولة “سيري فعين الله ترعاك”، من دون وجود آلية عمل واقعية تسد الثغرات التي تظهر في كل مرة يتم فيها إقفال البلد وفتحه، فهل من سبيل للوصول إلى هذه الآلية ولماذا لا يتدارك المعنيون الاخطاء التي تظهر بعد كل فترة إقفال؟

معالجات من وحي الواقع

يجيب رئيس المجلس الاجتماعي- الاقتصادي شارل عربيد “جنوبية” على هذا السؤال بالقول “أننا نمر بتجربة لا تمتلك الحكومة خبرة كبيرة فيها وهذا أمر مشترك في كل دول العالم، لا سيما ضبط حركة المواطنين بعد كل إقفال وفتح”، لافتا إلى أن “خصوصية لبنان هي في واقعنا الاقتصادي والسياسي المقفل وتداعيات إنفجار المرفأ على العاصمة بيروت ولذلك على الحكومة إجتراح معالجات من وحي واقعنا”.

يضيف:” إقترحنا على لجنة كورونا أن يكون فتح البلد بحسب القطاعات الانتاجية، فالقطاع التجاري متضرر جدا من الاقفال، في ظل غياب أي دعم أو مقومات صمود، وأيضا يجب أن يكون الحجر بحسب الفئات العمرية من دون السماح لكبار السن بالتجول مع تأمين كافة متطلباتهم للصمود، وقد أخذت الحكومة بجزء من كلامنا كمجلس إقتصادي- إجتماعي”.

عربيد لـ”جنوبية”: المعضلة في الأداء الرسمي مع أزمة كورونا

ويشدد على أن “الحل هو بالتطبيق الصارم للإجراءات الوقائية والتي لم يتم الالتزام بها من قبل العديد من المواطنين بل تم الاستخفاف بها، هناك أسواق تُفتح بدون أي وقاية وعلى الاجهزة الامنية أن تكون صارمة في هذا الملف”.

ويختم:” هناك معضلة في الأسلوب والأداء الرسمي للتعاطي مع أزمة كورونا، فالحكومة مرتبكة في أخذ القرارات بالاضافة إلى عدم إشراكها القطاعات المعنية في البحث عن الحلول الناجعة لمواجهة الكورونا”.

رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي شارل عربيد
شارل عربيد

لسنا في بلد أوروبي

يوافق رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي على أن “الاقفال الكامل للبلد لا يجب ان يستمر”، شارحا لـ”جنوبية” أنه “بعد الاقفال تتهافت الناس على الاسواق والمحلات التجارية وتزداد عدد الاصابات”.

ويضيف:”إقفال محلات المواد الغذائية في الفترة الماضية كان خطأ، والدليل ما شهدناه من إزدحام فيها وفي المصارف خلال يومين، في حين أنه في مناطق أخرى خارج العاصمة نجد أن محلات السوبرماركت تفتح أبوابها أمام المواطنين بشكل عادي، ولا يطبق الاقفال إلا على العاصمة والمناطق القريبة منها”، مشددا على أنه “لا يمكن ان يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد، ويجب أن على لجنة الكورونا أن تتشارك مع مسؤولي القطاعات، قبل إتخاذ قرارات الاقفال أو الفتح لأنهم الاكثر دراية بمتطلبات الامور، وواقعيا لا يمكن أن نسيّر البلد على application فلسنا في بلد أوروبي”.

بحصلي لـ”جنوبية”: على لجنة الكورونا مشاركة مسؤولي القطاعات قبل إتخاذ القرارات

يضيف:”الاجدى أن ينصب الاهتمام نحو دعم و تطوير القطاع الصحي لكي يتمكن من إستقبال المصابين، هناك تخبط في مقاربة ملف كورونا، سواء على صعيد فرض الوقاية أو على صعيد دعم القطاع الصحي وتطويره أو على الصعيد الاقتصادي والقطاعات المعنية بالاقفال ومدى قدرتها على الصمود”.

رئيس نقابة مستوردي السلع الغذائية هاني بحصلي
هاني بحصلي

إقفال السوبرماركت كان خطأ

على ضفة أصحاب السوبرماركت، فهناك محاولات حثيثة منهم لسد الثغرات التي ظهرت أثناء اليوم الاول من تطبيق application على الاذونات المسبقة، إذ يشرح نقيب اصحاب السوبرماركت نبيل فهد لـ”جنوبية” أن “النقابة عملت منذ البارحة على معالجة الثغرات التي ظهرت في اليوم الاول سواء على application او على صعيد سرعة تلبية الموظفين لأذونات دخول المواطنين والخروج من السوبرماركت”، لافتا إلى أن “هذه الطريقة (السماح للمواطن بالتبضع مباشرة) هي الاجدى له لجهة عدم وقوعه ضحية إرتفاع الاسعار وللتجار لجهة عدم حصول نقص في البضائع وللمزارعين من ناحية عدم كساد محصولهم الزراعي “.

فهد لـ”جنوبية”: ليستمر فتح السوبرماركت جزئيا طالما في ظل إجراءات وقائية

ويختم:”من الافضل أن يستمر إعتماد هذه الطريقة طالما أن هناك إجراءات وقائية في البلد، مع زيادة نسبة عدد المواطنين المسموح لهم الدخول للتبضع كلما تضاءل عدد المصابين بالكورونا في البلد”.

نقيب اصحاب السوبرماركت نبيل فهد
نبيل فهد
السابق
قلق وترقّب.. «حزب الله» سيُبادر بسلسلة معارك مع اسرائيل!
التالي
السان جورج تنعي شهيدها الممرض عباس طليس.. قاوم «كورونا» للرمق الأخير!