الشيعة والانتخابات البرلمانية الكويتية.. فرصة لاستعادة المقاعد الضائعة!

الكويت
يتنافس اليوم في دولة الكويت مجموعة من الشخصيات السياسية والاجتماعية للفوز بمنصب نائب في برلمان الأمة الكويتي، ويبلغ عدد المقاعد المتنافس عليها 50 مقعداً، تتوزع على خمس دوائر انتخابية بحسب التقسيمات الإدارية التي قررتها الحكومة الكويتية لانتخابات 2020.

هذه الانتخابات التي تخوض في ظلها البلاد معركتها مع تفشي جائحة كورونا للوباء التاجي الڤايروسي المستجد كبقية دول العالم، وتُعاني ما تعانيه بقية الدول من الركود الاقتصادي والكساد والبطالة وغزو اليد العاملة الأجنبية مما يُهدد بنية الدولة والمجتمع بمخاطر لا خلاق لها .. 

اقرا ايضاً: أمير الكويت.. رحيل عراب لبنان و «الطائف»!

      فعلى صعيد اليد العاملة الأجنبية هناك في الكويت ما يزيد عن مليونين ونصف مليون عامل أجنبي يتوزعون على مختلف القطاعات العامة والخاصة من انتاجية واستهلاكية، وأكثرهم من دول الهند وپاكستان وكشمير وسيريلانكا والڤيليپين وبعض الدول العربية كمصر والسودان وفلسطين، وقليل منهم من اللبنانيين الذين يتميز معظهم بخبرات علمية وإدارية تحتاج لها دولة الكويت لاستمرار دورتها الاقتصادية. 

 وهذا التوزيع الديمغرافي استدعى شعارات انتخابية هذا العام تدعو لتقليص اليد العاملة الأجنبية لتتساوى مع عدد السكان الكويتيين الأصليين الذين يبلغ تعدادهم 1.43 مليون نسمة بحسب الإحصاءات الرسمية. ويبلغ عدد الذين يحق لهم الانتخاب من هذا العدد  568 ألفاً، منهم 294 ألفاً من الإناث، و 274 ألفاً من الذكور ..  

ويتنافس اليوم على مقاعد مجلس الأمة الكويتي 300 مرشح بينهم 29 إمرأة، وتتم عملية التصويت في 590 لجنة، وتتوزع هذه اللجان على 102 مدرسة في أنحاء البلاد ..  

الشيعة ومجتمع الحسينيات 

   وتواجه الكتلة الشيعية في مجلس الأمة الكويتي جملة من التحديات، سيما المنافسة الحادة التي شهدتها مختلف الدوائر الانتخابية في الجولات الانتخابية الأخيرة، وبالخصوص في الدائرة الأولى التي تتجمع فيها غالبية الأصوات الشيعية الكويتية، فقد أدت هذه المنافسة الحادة والفوضوية والعشوائية لخسارة الكتلة الشيعية قرابة 50 ألف صوت في الجولتين الانتخابيتين الماضيتين، على حساب فوز بعض الأفراد من طوائف أخرى ، فكانت النتيجة تقلص عدد النواب الشيعة والكتلة البرلمانية الشيعية في مجلس الأمة في الدورتين الماضيتين .. والشيعة في الكويت يشكلون في تعدادهم السكاني قرابة ثلث السكان، بما يعادل النصف مليون نسمة، ويحق لقرابة نصف هؤلاء أن ينتخبوا ، أي بما يعادل ربع مليون ناخب، تتوزع أصواتهم على مختلف الدوائر ، علماً أنه لا يشارك كل هؤلاء في العملية الانتخابية، وبعض أصوات المشاركين تذهب لمرشحين من طوائف أخرى بسبب ارتباط مصالح بعض المشاركين بغير النواب الشيعة، وهذا تحدٍ آخر تواجهه الكتلة الشيعية البرلمانية في الكويت بما يهدد المجتمع الشيعي ومصالحه، سيما مجتمع الحسينيات الذي يعتبر أقوى تكتل جماهيري وشعبي تشهده الطائفة الإسلامية الشيعية في الكويت ، وله تأثيره الكبير في مجريات السياسة الداخلية الكويتية ..  

حيث أن مجتمع الحسينيات الكويتي يشهد انفتاحاً كبيراً على الطوائف الأخرى، وتتحول كل حسينية إلى جامعة علمية لمختلف العلوم والمعارف من خلال دعوتها لعلماء كبار حوزويين وجامعيين من دكاترة وفضلاء ليلقوا المحاضرات الفكرية التوجيهية المختلفة، كما يتميز مجتمع الحسينيات الكويتي بعدم الخوض في القضايا السياسية والخلافات المذهبية، وهذه ميزة نادرة في مجتمعات الحسينيات الشيعية في العالم ، ولكنها تتميز بها الحسينيات الكويتية خصوصاً والخليجية عموماً ..  

       وأمام هذه التحديات فإن مصالح شيعة الكويت تقتضي المزيد من التكاتف والتضامن في الاستحقاقات الانتخابية ليتمكن نواب الشيعة في مجلس الأمة من حفظ مجتمع الحسينيات ورعايته كونه يُمثل الوجه البارز للوجود الشيعي الكويتي ، وهو يتعرض لكثير من حملات التشويه والتضييق عليه من قبل المخالفين للشيعة داخل الكويت وخارجها …  

  وهذا و يخوض اليوم ستة عشر مرشحاً شيعياً انتخابات مجلس الأمة الكويتي ، يتوزعون على الدوائر الأولى والثانية والثالثة والخامسة، عرفنا منهم في الدائرة الأولى النائب الحالي صالح عاشور وفي الدائرة الثانية النائب الحالي خليل الصالح وهما معروفان بخدماتهما الجليلة لمجتمع الحسينيات في الكويت ..  

السابق
بالفيديو: بعد لجوئه للقضاء.. اهالي شهداء المرفأ يعتصمون ويتهمون حزب الله بالارهاب
التالي
«حزب الله» يفتح عليه «نار الدعاوى».. فهل يمتثل أمام القضاء؟!