الهندي لـ«جنوبية»: الحكومة المقبلة حبة أسبرين لبلد يعاني من السرطان

توفيق الهندي

لا يحبذ السياسي المستقل توفيق الهندي أنصاف الحلول أو التمركز في المنطقة الرمادية حين يتعلق الامر بحل أزمة لبنان المستفحلة والتي تكاد تطيح بالكيان اللبناني عن بكرة أبيه، برأيه لبنان يعاني من مرض الطبقة السياسية المارقة والخبيثة، وبالتالي لا تنفعه “حبة أسبرين” حكومية أو إنتخابات نيابية سواء أكانت مبكرة أو في موسعد الحريري

عدها المنصوص عليه في الدستور، بل يحتاج إلى عملية إستئصال سريعة لهذه الطبقة الخبيثة ولو بمساعدة الامم المتحدة ليتم بعدها تطبيق الدستور وبناء المؤسسات من جديد .

اقرأ أيضاً: الخازن لـ«جنوبية»: جهود خارجية وداخلية تُسهم بتشكيل الحكومة


يشرح الهندي لـ”جنوبية” آلية تنفيذ هذا الحل”عبر وضع ثورة 17 تشرين خارطة طريق واضحة لها، والتيقن أن لبنان تحت الاحتلال الايراني من جهة وأنه تحت سيطرة الطبقة السياسية المارقة التي يديرها حزب الله من جهة ثانية”، مشددا على أنه “لا إمكانية للبنانيين من تخليص أنفسهم في هذه المرحلة إلا عبر تدويل الازمة في لبنان وأن تطالب قوى الثورة بتنفيذ القرار 1559 وإخراج لبنان من هذا الواقع المرير الذي لا تستطيع الثورة تغييره أو أن تحل مكان القوى السياسية”.

لا إمكانية للبنانيين من تخليص أنفسهم إلا عبر تدويل الازمة وتنفيذ القرار 1559


يضيف:”أنا لا أومن بتشكيل حكومات من مستقلين وقد برهن الواقع أن هذا الامر غير ممكن، كما ان الانتخابات مبكرة لا يمكن أن تغير الواقع لأن اللبنانيين مخطوفين و غير قادرين على حكم أنفسهم وما يحتاجونه هو مرحلة نقاهة أي المطالبة بقرار واضح من مجلس الامن الدولي بوضع لبنان تحت الادارة السياسية و الامنية و العسكرية للأمم المتحدة وبعدها نعود إلى تنفيذ الدستور”، معتبرا أنه “علينا اولا تفكيك الدولة العميقة وهذا ما حاول القيام به الرئيس فؤاد شهاب لكن الطبقة السياسية المارقة آنذاك لم تسمح له إلا ببناء بعض المؤسسات واليوم صحيح ان الوضع اللبناني مأزوم جدا لكنه مناسبة لتنظيف الوضع تحت رعاية وإدارة جدية للأمم المتحدة لإعادة تنظيف وتنظيم مؤسسات الدولة وبعدها نعود لتطبيق الدستور”.

ثورة 17 تشرين غير قادرة على تغيير الواقع طالما ان حزب الله يمتلك سلاحه 

حكومة حزب الله

يصف الهندي الحكومة التي يعمل الرئيس سعد الحريري على تأليفها بأنها “حبة أسبرين للبنان الذي يعاني من سرطان، وإذا ُشكلت لن تضع لبنان على طريق الحل لأنها حكومة حزب الله برئاسة الرئيس سعد الحريري كون الحزب هو الممسك بالوضع السياسي في لبنان”، معتبرا أنه “طالما أن الحزب موجود بسلاحه ويفرض نفسه على الطبقة السياسية المارقة فلا بد لهذه الطبقة أن تخضع لرغباته ولو تعددت التسميات والاطراف المشاركة في الحكومة”، ويلفت إلى أنه “سيكون هناك إشكالية في الحكومة القادمة حول شروط وإصلاحات صندوق النقد الدولي ولذلك لا بد من السؤال كيف سيتم التعاطي مع الصندوق النقد الدولي أم أن هناك إتفاق (تحت الطاولة) بين الحريري والحزب حول هذا الاستحقاق ولكن في كل الاحوال ستكون حكومة محاصصة وممسوكة من حزب الله وواجهتها الرئيس الحريري”.

مباركة فرنسية و ضوء أخضر أميركي

لا يرى الهندي “أن هناك ضوءا أخضر أميركي لهذه الحكومة، لأن الولايات المتحدة تتعامل مع ملف الحكومة كإمبراطور يترك للحاكم العسكري التابع له إدارة الامور في أحدى مقاطعاته(السفيرين ديفيد هيل وديفيد شنكر)، مشيرا إلى أن”الامور متروكة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وإذا إنتخب المرشح جون بايدن سوف يكون هناك إرتياح لإيران وحزب الله في لبنان ونكون قد إبتعدنا عن الحل الجذري لأزمتنا ونكون كدولة مرشحة للزوال،علما أن إستطلاعات الرأي تشير إلى أن حظوظ الرئيس دونالد ترامب مرتفعة وإذا حصل ذلك يمكن أن تكون فسحة الامل بإيجاد حل أكبر”.

الانتخابات المبكرة لا يمكن أن تغير الواقع لأن اللبنانيين مخطوفين

في المقابل يوافق الهندي على أن “المبادرة الفرنسية وضعت الحل في يد الطبقة السياسية المارقة وهذا ليس من مسؤولية قوى الثورة بل أن السبب هو موازين القوى والعامل العسكري الامني هو الاساس في تحديد موازين القوى”، مشددا على أنه “صحيح أن هناك مكونات أخرى سياسية وإقتصادية وشعبية لموازين القوى ولكن هذه العناصر تضعف حين يكون هناك طرف مسلح قادر على فرض الامور، والثورة اليوم في حالة عدم قدرة على تغيير واقع طالما أن حزب الله يمتلك سلاحه”.

السابق
ردا على الرسوم المسيئة للرسول.. علماء دين جزين يستنكرون: على فرنسا الاعتذار!
التالي
ارقام جديدة.. هذه توقعات صندوق النقد حول أوضاع الاقتصاد اللبناني!