فتنة اللافتات.. «إنهم يدرون ما يفعلون»!

ليست سخافة ولا( قلة عقل) هذه الاشتباكات والصراعات من أجل تعليق يافطة هنا أو علم هناك. رسم حدود لافهام قاطني المنطقة بأنهم يخضعون لها. اليافطات، الإعلام صور القادة، الحواجز، تعليق مكبرات الصوت على المباني والاعمدة، السيارات الجوالة مع مكبرات الصوت، جميع هذه العناوين هي عدة القوى السياسية اللبنانية لتحديد مناطق نفوذها. وهذه العناوين هي عينات من وسائل تذكيرنا بأننا لسنا احرارا. مكبرات الصوت المسلطة على منازلنا فارضة علينا الاستماع إلى الادعية او المجالس الحسينية، أو خطب الجمعة، وسواها هي استباحة لحرياتنا واعلانا صارخا لقوة المهيمن وسيطرته، وهي اعلان اخضاع للمقيم وترسيم حدود للمنافسين. وأحيانا تكون رسالة بالدم للآخر كي يتراجع عن موقف ما او لاجباره على سلوك  طريق محدد. وأحيانا لاعلان فائض القوة، أو ادعاء القوة يجري منع السير في شوارع محددة او إقامة حواجز تفتيش للسيارات.

اقرأ أيضاً: هذا ما يريده «حزب الله» من فتنة خلدة!

عمليات إطلاق النار

وفي هذا الإطار تجري عمليات إطلاق النار خلال تشييع  المنظمين او المنتمين لتيار محدد. فإطلاق النار هو اعلان سيطرة ونفوذ، وهو تنفيس عن عقد نقص واستزلام وتبعية مطلقي النار لقيادة  تنظيم الفقيد. إطلاق النار في التشييع قد يكون تنفيسا عن حقد تجاه طائفة محددة او منطقة بعينها  يصوب سلاحه عاليا بأتجاهها على أمل أن تهوي  مقذوفاته وتصيب الآخر في المناطق الأخرى. قد يكون إطلاق النار إشارة لعدد من الأشياء ولكن الحزن  ليس من بينها.

ما حصل في قرية اللوبية الجنوبية او خلدة، وسواهما هي معارك هيمنة ونفوذ واعلان غلبة، وهي ليست عفوية، أو تجاوزات من عناصر غير منضبطة، انها الحروب الصغيرة البديلة عن حروب اكبر لم يسمح لها بعد بالانفجار.

السابق
تحجيم «حزب الله» عسكرياً.. معلومات جديدة حول تعديل مهام اليونيفل وشروط التمديد لها!
التالي
تعليق التداول بصنفين من اللبن لعدم مطابقتهما المواصفات