باسيل على «كرسي» حزب الله!

جبران باسيل
اللبنانيون مقتنعون ان رئيس التيار الحر جبران باسيل الذي يفرض نفسه بوصفه صهر رئيس الجمهورية ميشال عون في الوزارات التي يتقلدها، والمستقوي بحزب الله لتحقيق اطماعه السلطوية ووراثة كرسي الرئاسة بعد عمه، اصبح مشكلة لبنان الثانية، بعد المشكلة الأولى وهي سلاح حزب الله.

نقض جبران باسيل اتفاقه المكتوب مع القوات اللبنانية بمباركة عمّه الرئيس عقب الانتخابات النيابية، وتراجع قبل شهور عن التسوية التي عقدها مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لتسوء العلاقة مع تيار المستقبل، ولكنه تشبّث أكثر بحلفه مع حزب الله على الرغم من جميع الضغوطات العربية والاجنبية كي يتراجع عنه، بعد ان اصبح حزب ولاية الفقيه الايراني وسلاحه عبئا كبيرا على لبنان وأهله. 

اقرأ أيضاً: نصر الله يرفع عصا 7 أيار.. هل يضرب بها؟!

مع حزب الله حتى النهاية 

في مؤتمره الصحافي الأخير، قال جبران باسيل مدافعا عن خياراته السياسية “بصراحة، نحنا مطلوب منا نشارك بالحصار الخارجي والداخلي يلّي عم ينعمل مش على مجموعة حزبية اسمها حزب الله بل على مكوّن لبناني بكامله. مشهد الـ 05 و 06 عم يتكرّر، وعزل مكوّن لبناني نحنا ما بيسوى نمشي فيه، ولو كلّفنا غالي. بيلوّحوا لنا بفرض عقوبات، ولو جائرة وما الها أساس قانوني او اثباتي؛ ولكن انا شخصياً من دون تردّد مستعدّ اتحمّل الثمن كرمال ما ينمسّ بوحدة لبنان وسلمه الأهلي ويتمّ اغراقه بالفوضى والفتنة”. 

لاحقا ردّت مصادر حزب الله لباسيل التحية عبر صحيفة “الانباء” وقالت “أنها تثمّن موقف باسيل المؤيد للحزب، وهذا ‏دليلٌ على أنه رجل مبادئ ويحترم التحالفات”! 

المراقبون يفسرون موقف رئيس التيار الحرّ بأنه مصلحي بامتياز، فباسيل يدرك انه فقد الشريك المسيحي بعد فك حلفه مع جعجع، وكذلك بعد تراجعه عن التسوية مع الحريري فقد الشريك السني، فلم يبق له الا الحليف الشيعي القوي حزب الله صاحب الاكثرية البرلمانية، والقادر وحده على ايصالة لسدّة الرئاسة الأولى. 

لا للإصلاح والتغيير!

فالوفاء لسلاح حزب الله هو أمل باسيل الوحيد، ومستقبله السياسي معلّق على نجاحه والحزب المسلّح في البقاء صامدين بوجه مطالبات المجتمع الدولي بتغيير الحكومة والاصلاحات وتشكيل حكومة محايدة. 

ويؤكد هؤلاء المراقبون ان انخراط رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل مع حزب الله بدأ بقوة منذ 15 عاما، يشمل هذا الانخراط جوانب عدة، سياسية، ومالية، وادارية وأمنية وغيرها

ويعلم باسيل ان مستقبله السياسي معلّق على أمرين دعم حزب الله، والمحافظة على منظومة الفساد التي تشكل مصدر نفوذ دائم له في الادارة، لذلك فهو يرفض الضغوطات الدولية على حزب الله لتقليص نفوذه او نزع سلاحه، وللمفارقة فانه يرفض ايضا “الاصلاح والتغيير” رغم انه شعار كتلته البرلمانية زورا، لانه يقلص حصته من الفساد المالي من جهة، ويقلص نفوذه داخل ادارات الدولة. 

اقرأ أيضاً: عون يَضرب «النَفَس المقاوم» لباسيل..والصحافة الإسرائيلية تُهلل!

وعلى الرغم من عدم نفيه احتمال تلقيه وشركاته الكثيرة التي يملكها لعقوبات أميركية بسبب دعمها لحزب الله وانه مستعدّ لتلك العقوبات، ما يظهر انه حرق السفن، وقطع شعرة معاوية مع المجتمع الدولي والاميركيين، فان تحليله “الساذج” حول اتفاق اميركي ايراني وشيك كان لافتا، عندما قال: “أن الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن متفقان على التقرب من إيران وعقد صفقة معها بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل”! 

ويؤكد هؤلاء المراقبون ان انخراط رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل مع حزب الله بدأ بقوة منذ 15 عاما، يشمل هذا الانخراط جوانب عدة، سياسية، ومالية، وادارية وأمنية وغيرها، وبالتالي فان فكّ الارتباط بين حزب الله والتيار أصبح مهمة مستحيلة، وبالتالي فان تلازم المسار والمصير بيته وبين الحزب المسلّح اصبح قدرا لا مفرّ منه.. فإما البقاء معاً أو السقوط معاً.

السابق
لبنان يقترب من السيناريو الأوروبي.. «كورونا» دخلت مرحلة التفشي العام!
التالي
أسرار ومعلومات للمرة الأولى.. متورطون جدد في جريمة اغتيال الحريري!