اعتبر السيد نصرالله في خطابه امس ان المطالبة بسقوط النظام ومحاولة اسقاط رئيس الجمهورية هي مطالب بمثابة مؤامرة على المقاومة، وان ما حدث من انفجار أو تفجير آثم في مرفأ بيروت لا يستأهل أدنى تغيير في السلطة، بل انه يستوجب مكافأة الطبقة الحاكمة الفاسدة التي تسببت بالكارثة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل اطرافها.
دعم الحلفاء وتهديد الخصوم
رسالة نصرالله الى الحلفاء كانت وجوب بقائهم في مناصبهم، فهو يدرك ان الرئيس ميشال عون بات ضعيفا ومهشما شعبيا بعد كارثة انفجار المرفأ، فحلفه مع الفساد ومع “المقاومة” تسبب بهذه الكارثة، فلا أحد من اللبنانيين صدّق ادعاء نصرالله ان حزب الله أوأمنه لا يعلم ماذا يوجد في المرفأ.
وحسبما فهم من خطاب نصرالله، فان الحديث ان انتخابات مبكرة هو خيانه للمقاومة التي تمكنت من حيازة الاكثرية النيابية في الانتخابات الاخيرة عام ٢٠١٨، على حد قوله.
اقرأ أيضاً: نصر الله «يهاب» المشنقة.. وينصبها لمعارضيه!
اما الحكومة القادمة بديلا عن حكومة دياب المستقيلة، فيريدها نصرالله ان تكون حكومة وحدة وطنية يغطيها جميع المكونات، وفي تهديد مبطن لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، قال نصرالله “ان من يرفض تحمل المسؤولية يجب ان يتنحى عن العمل السياسي”!..اي تهديده بالتصفية السياسية والغائه من الحياة العامة.
اما اكثر ما قاله نصرالله استفزازا في خطابه أمس، فهو ما توجه به الى انصاره الذين ينشرهم حول التظاهرات والاحتجاجات مع دراجاتهم النارية، متأهبين لتلقي الاوامر والهجوم وضرب المتظاهرين عند الحاجة، كما حدث في كثير من المناسبات، فقد توجه اليهم نصرالله بتكلف واضح طالبا كبت غضبهم وانتظار الاوامر التي قد يصدرها لانقاذ لبنان، وفي ذلك تهديد واضح باستخدام القوة وب ٧ ايار جديد، في حال ان حزب الله شعر ان الامور سوف تخرج عن سيطرته.
إنه خطاب التلويح بالفتنة بامتياز اراده نصرالله في هذا التوقيت المتوافق مع “انتصار” حرب تموز، ولكن بمواجهة زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد هيل، الذي يشدد على تشكيل حكومةجديدة بعيدة عن المحاصصة، تجري اصلاحات سريعة كي توافق بلاده على مساعدة لبنان اقتصاديا ويحظى منها بالدعم السياسي.
