عون يَضرب «النَفَس المقاوم» لباسيل..والصحافة الإسرائيلية تُهلل!

جبران باسيل وميشال عون
لم تكتمل مهمة جبران باسيل في تشكيل رافعة دفاع عن "حزب الله" في وجه الاميركيين خلال مؤتمره الصحافي اليوم، حتى اتت المفاجئة من مقابلة متلفزة لعمه ميشال عون والتي حملت "نفساً تطبيعياً" تجاه الاسرائيليين افرح صحافتها!

في تناغم يفترض ان يشكل “إضافة” و”دعم” لخطاب امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله الناري والهجومي داخلياً وخارجياً منذ يومين، خرج رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بخطاب يحمل “نفساً مقاوماً” ويرد فيه بشكل مباشر على مقاطعة ديفيد هيل له خلال زيارته لبنان رغم انه جلس مطولاً مع خصمه سمير جعجع وتناول الطعام على مائدته، كما رد باسيل في موقف “تسليفي” لنصرالله انه لن “يبيع” “حزب الله” خارجياً ولو فرضت عليه عقوبات كما انه رفض ان يكون جزءاً من حصار داخلي وخارجي عليه.

وبالطبع تؤكد مصادر متابعة ان مواقف باسيل هي “للبيع” لنصرالله، بعدما فشل في تقديم اعتماد جديد للاميركيين وواضح ان الثمن الذي يطلبونه منه اكبر من طاقته وهو متورط مع “حزب الله” حتى اخمص قدميه فلا يجرؤ على الخروج من اتفاق مار مخايل الان.

“فرحة ما تمت”

وعلى قاعدة يا “فرحة ما تمت” أتى تفاعل الصحافة الاسرائيلية مع مقابلة عمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليشكل صدمة ولتبدد كل “البيعة” التي اراد ان يحملها باسيل نصرالله  المحشور داخلياً وخارجياً .

اذ  تفاعلت الصحافة الإسرائيلية، مع مقابلة عون مع محطة “BFMTV” الفرنسية امس السبت ومنها صحيفة “جيروزاليم بوست” التي نشرت مقالاً بعنوان “الرئيس اللبناني لا يستبعد إمكانية السلام مع إسرائيل”.

واقتطفت رد عون على سؤال حول ما إذا كان لبنان سيفكر في التوصل إلى سلام مع إسرائيل، قال عون “لدينا مشاكل مع إسرائيل، وعلينا حلها أولا”.

إقرأ أيضاً: عشية الحكم في جريمة 14 شباط..الحريري في لاهاي و«حزب الله» غير معني!

وقالت: إن “الرئيس عون أعرب عن استعداده للنظر في إجراء محادثات سلام مع إسرائيل، بعد أيام فقط من توقيع الإمارات العربية المتحدة اتفاق تطبيع تاريخي مع إسرائيل”.

ما هو رد “حزب الله”؟

وفي إنتظار ما سيكون رد “حزب الله” على مواقف “حليفه الاستراتيجي” ميشال عون والذي يروج فيه للتطبيع عن قصد او غير قصد، كما يؤكد كصهره ان العداء مع اسرائيل ليس “ايديولوجياً”. وهي مواقف صادمة وتأتي بعد يومين على خطاب نصرالله مجد فيه صمود عون ورفضه التهديدات حتى بقصف منزله لم يرضخ في العام 2006!

وللتذكير ليست هي المرة الاولى التي يحكى فيها عن علاقة عون بالاسرائيليين او بمواقفه تجاههم وان كان الشيء بالشيء يذكر وفق المصادر.

لمحة تاريخية

وتستشهد المصادر بصورة نشرتها جريدة “المستقبل” في 6 ايلول من العام 2006 ، لعون تعود الى العام 1982 (كان يومها برتبة عقيد) مبتسماً فيما يصافح ممثل لقيادة الجيش قائد وحدات الاحتلال الاسرائيلي التي أشرفت على حصار بيروت ابان الاجتياح الواسع النطاق للبنان.

واشارت الصحيفة الى ان اللواء عصام أبو جمرا (الذي كان قريباً من عون ومن ثم إنشق عنه لاحقاً)، هو الذي يظهر في الصورة التي خلّدها كتاب “حمائم الحرب” للزميل الراحل ستافرو جبرا.

الصحافة الإسرائيلية تحدثت اكثر من مرة عن العلاقة بين الجنرال عون وقادة اسرائيليين وآلان مينارغ وثق لقاءات لعون مع الاسرائيليين في كتابه!

ووضعت “المستقبل” الصورة ضمن مقال بعنون” يوم أطلّ عون مزهواً” في اطار الردّ على مطالبة رئيس التيار الوطني الحرّبالتحقيق مع وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت بالاستناد الى مسؤوليته عن ثكنة مرجعيون التي أخلتها القوة الأمنية المشتركة بعد احتلالها من الجيش الإسرائيلي.

رد عون

وردّ عون على الصحيفة نفسها مبرراً، وقال عون وقتها: “هذه الصورة ليست سرا، وقد نشرت ومثيلاتها كثيرات في الصحف اللبنانية والعالمية آنذاك، والتقطت أثناء الاجتياح الإسرائيلي إبان عملية استرداد مثلث قصر منصور الذي كان مقرا لمجلس النواب، والمحكمة العسكرية، وقيادة منطقة بيروت العسكرية، إضافة الى المتحف الوطني، من جيش العدو، وإبان فك الحصار عن بيروت وتحرير معبر المتحف لرفع المهانة والإذلال اللذين كان يتعرض لهما اللبنانيون أثناء انتقالهم بين شطري العاصمة”.

آلان مينارغ

في المقابل وفي الفترة نفسها أن الصحافة الإسرائيلية، وهي معنية أيضاً بهذا الملف، تحدثت أيضاً عن العلاقة بين الجنرال عون وقادة اسرائيليين.

وكتبت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ الاسرائيلية أن العلاقة بين عون وقياديين أمنيين اسرائيليين، كانت “غزلاً متواصلاً” خلال التسعينات، ”من بينهم مبعوثان (اسرائيليان طبعاً) جاءا خصيصاً للقاءه“.

ومثل هذه اللقاءات ليست غريبة على عون، إذ سبق أن كشف الصحافي الفرنسي آلان مينارغ في كتابه ”أسرار حرب لبنان“ عن لقاءات وتنسيق بين الجنرال اللبناني وعسكريين اسرائيليين، وكتب عن تصريحات اسرائيلية توحي بالثقة فيه (العمل المباشر مع الاسرائيليين ص.297، وكلام الجنرال الاسرائيلي عامير دروري ص. 339).

علوش

وبعد المؤتمر الصحافي لباسيل، قال عضو المكتب السياسي لـ”تيار المستقبل”  النائب السابق مصطفى علوش في تغريدة على حسابه عبر “تويتر”: “حبيبي يا جبران راجع حوار عمك الاخير عن قضية اسرائيل وامكان السلام معها قبل أن تتعنتر في الحديث عن المواجهة معها فلا تاريخك ولا تاريخ الرئيس يوحيان بان هذا الهم هو همك فقد تآمرت مع حزب الله لوعد بالسلطة وستتآمر مع اي كان يؤمن لك السلطة حتى وان كان الشيطان الاكبر راعي اسرائيل”.

السابق
تلفزيون لبنان يُقاطع مؤتمر باسيل.. ما السبب؟
التالي
مرحلة مقلقلة تمر بها النبطية.. والمحافظ يُراسل البلديات للتحرّك!