نكبة بيروت تفجر وزارة «حزب الله».. وتدك حكومات اللون الواحد!

انفجار مرفأ بيروت
مع اعلان رئيس الوزراء حسان دياب استقالة حكومته مساء اليوم، تكون "حكومة الانقاذ" التي لم تنل من اسمها حظّاً، قد فشلت بإنقاذ الوطن بجدارة، بل وانتهى بها الأمر طائحة متشظية، حال بيروت الجريحة التي أطاح بها انفجار الاف الاطنان من نيترات الأمونيوم في مرفئها قبل أيام.

هذا الانفجار الشبه نووي خلف مئات القتلى من المدنيين والاف الجرحى وعشرات الالاف من الابنية المتضررة، فحرّك الضمير العالمي وهرع العالم كله لمساعدة لبنان، غير انه لم يحرّك ضمير رموز السلطة في لبنان، الا بعد ان عاد الشعب بعشرات الآلاف ونزل الى الشوارع ليشعل الثورة من جديد، رغم مخاطر فيروس “كورونا” مطالبا بمعاقبة المسؤولين الفاسدين الذين تسببوا بهذه الكارثة الانسانية الرهيبة، وقام الثوار بتعليق المشانق في الساحات  لجميع الرؤساء وجميع زعماء الطوائف دون استثناء، وسط هدير الجماهير الغاضبة. 

حكومات لون واحد فاشلة  

نهاية حكومة دياب كانت متوقعة، ولو بمجزرة انسانية مرعبة غير متوقّعة، على شاكلة مجزرة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل 15 عاما، التي كانت نهاية لمحاولة سيطرة محور سوريا ايران على لبنان، لتتوالى لاحقا محاولات دؤوبة لمعسكر الممانعة من اجل السيطرة المنفردة على القرار السياسي دون كلل ولا ملل، رغم رحيل القوات السورية عام 2005. 

وكانت المحاولة الثانية عام 2011 مع فرط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري وتعيين نجيب ميقاتي رئيسا لحكومة معسكر الممانعة خالية من تحالف 14 اذار، مستغلا حزب الله الانسحاب الاميركي من العراق، وممهدا لتدخله في سوريا نصرة لنظام بشار الأسد. غير ان هذه الحكومة التي استمرت حوالي سنتين سرعان ما بدأت تضعف داخليا وخارجيا، وذلك مع غياب الدعم الدولي والعربي، ورفع الغطاء السني عنها، لتبدأ منذ عام 2012 سلسلة من التفجيرات الارهابية في الضاحية الجنوبية لبيروت وجوارها، زعزعت الأمن في البلاد وهددت بفتنة كان من الواجب تطويقها، فاستقالت حكومة ميقاتي في تشرين عام 2013 وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في شباط 2014 برآسة تمام سلام، لتفشل بذلك المحاولة الثانية لحكم لبنان مباشرة من قبل حزب الله وحلفائه. 

حكومة دياب الدفاعية  

حزب الله وبعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد من قبل الاميركيين، وبعد اندلاع ثورة 17 تشرين في لبنان لتغيير النظام التي نجحت باسقاط حكومة سعد الحريري الجامعة، خيّل للحزب انه يستطيع اغتنام الفرصة ليعاود الكرة مستغلا ضعف الخصوم في 14 اذار، خصوصا انه وحلفاءه كانوا قد حازوا على الاكثرية النيابية في انتخابات عام 2018، لذلك ومن اجل اقفال باب مشاركة رموز يعتبرها مقربة من الغرب يمكن ان تدفع بمجيء حكومة تحظى بغطاء دولي على نسق العراق تفتح ملف السلاح غير الشرعي ووجوب تسليمه للدولة، فان حزب الله اوعز مطلع العام الحالي بتكليف الدكتور حسان دياب لرئاسة حكومة، مهمتها الاساسية الدفاع عن الحزب بوجه المطالب العربية والغربية التي تحاصره ماليا وسياسيا، والدفاع عنه داخليا بوجه مطالب ثورة 17 تشرين التي تطالب حلفاءه بالاصلاح وكف يد الطبقة السياسية عن المحاصصة والفساد.  

اليوم أودى الفساد نفسه الذي انفجر مدمرا مرفأ بيروت، بحكومة حسان دياب التي كان يعلّق حزب الله آماله عليها أن تصمد بلونها الواحد الموالي له حتى نهاية العام الحالي، بانتظار تطورات ايجابية داخليا، ونتائج الانتخابات الاميركية خارجيا، وما سيؤول اليه النزاع في المنطقة بين اميركا وايران، مثبتا ما حصل ان لبنان لا يمكن لأية فئة وان كانت قوية ومسلحة وتستحوذ على الاغلبية، ان تسيطر على قراره وتسوق باقي مكوناته عنوة باتجاه المحور الذي تريده،

السابق
بيروت المنكوبة تستعيد أشعاره في ذكرى وفاته.. محمود درويش شاعر «الإلتزام الملحمي»!
التالي
تجدد النزيف الجنوبي من جرح المرفأ.. وإستقالة دياب لا تشفي غليل الثوار!