لو كان الخميني حياً.. هذا ما يقوله لـ«حزب الله»؟!

الخميني والسيد علي الأمين
يُسجل لحزب الله الكثير من المواقف التي تؤسس لانحرافه عن الأيديولوجية الخمينية في منهجه في العمل الديني الفقهي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ويتجلَّى ذلك في قراءة لبعض الأحداث التي حصلت وتحصل في حياة السيد الخميني وبعد رحيله.

  في حرب ضاحية بيروت الجنوبية وحرب إقليم التفاح بين الأشقاء نهاية الثمانينات من القرن الفائت، تحمَّل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مسؤوليتها على عاتقه الشخصي عندما كان عضواً لشورى القرار في الحزب ومسؤولاً عسكرياً لقواته المسلحة، في الوقت الذي التزم الشهيد السيد عباس الموسوي البقاع اللبناني رافضاً المزيد من التورط في قيادة هذه الحرب العبثية الدموية بعد أن كان له حظه من المواقف المتشددة في جنوب لبنان في السنة الأولى من السنوات الثلاث من سني اندلاع هذه الحرب، فقد هدد السيد عباس من صيدا بإحراق الجنوب تحت أقدام حركة أمل ونبيه بري يومها في خطابه الشهير يوم منعه العلامة السيد فخر الدين أبو الحسن إمام مدينة الغازية من الزحف بمسيرة من علماء الدين نحو الجنوب من بوابة مدينة الغازية حرصاً من السيد فخر الدين على سلامة وحياة العلماء يومها من قصف كان متوقعاً للمسيرة من قبل عناصر غير منضبطة في حركة أمل كانت قد هددت بقصف المسيرة بالمدفعية، فهرول السيد فخر الدين مترجَّياً السيد عباس ومن معه بالرجوع قبل أن تقع المذبحة والمجزرة بعلماء الدين يومها..

اقرأ أيضاً: الفضيحة الكاملة لفبركة العمالة للعلامة الأمين..من الوكالة الوطنية إلى القضاء!

ففي تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الشيعة في لبنان ومن تاريخ سوء الإدارة والقرار في قيادة حزب الله كان السيد نصر الله هو المسؤول العسكري وقد خاض حرب الضاحية قبل سفرته لإيران وحرب إقليم التفاح بعد عودته منها، وكان سفره على أثر خلاف مالي وقع بينه وبين الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي الذي لم يكن أميناً عاماً يومها بل كان في عضوية شورى القرار حيث كانت القرارات في الحزب تؤخذ جماعية من شورى القرار في غالب الأحيان إلا إذا فوَّض أعضاء شورى القرار لأحدهم بالتصرف على شاكلة ما حصل في حرب الضاحية وإقليم التفاح..

الخميني لم يكن يعلم بحرب الأخوة

 وقد تجلَّى يومها انحراف حزب الله عن الخمينية في حياة مؤسس حزب الله السيد روح الله الموسوي المصطفوي الخميني عندما علمنا من أحد المقربين من السيد الخميني وهو دكتور في جامعة الشهيد بهشتي في طهران ومسؤول عن إدخال التقارير الصحفية والسياسية للسيد الخميني لقراءتها، علمنا من هذا الدكتور أن السيد الخميني لم يكن له علم بحرب الضاحية الجنوبية بين الأشقاء يومها! وأما حرب إقليم التفاح فقد تجلَّى فيها انحراف حزب الله عن التشيع برمته لا عن الخمينية فحسب، فقد استُفتيَ المرجع الأعلى للشيعة يومها السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي عن حرب إقليم التفاح فكتب بخط يده وإمضائه: “بسمه تعالى .. إن ما يجري بين شيعة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في إقليم التفاح هو خوض في الباطل.. أبو القاسم الموسوي الخوئي”..

 ومن مظاهر انحراف حزب الله عن الخمينية في حياة وبعد ممات السيد الخميني محاربته لعلماء الدين الشيعة، فبعد أن حارب حزب الله في حياة السيد الخميني حارب المرجع الأعلى السيد الخوئي كما حارب ويحارب المرجع الأعلى الحالي السيد السيستاني بتحريم تقليده على عناصره.

علمنا أن السيد الخميني لم يكن له علم بحرب الضاحية الجنوبية بين الأشقاء يومها! وأما حرب إقليم التفاح فقد تجلَّى فيها انحراف حزب الله عن التشيع برمته لا عن الخمينية فحسب

فبعد أن حارب السيد الخوئي ومنع الكثير من مناصريه يومها من تقليده ، وأما من لم يتمكن من إقناعه بترك تقليده فكان يقول له: “خذ المسائل السياسية من السيد الخميني وبقية المسائل من السيد الخوئي”، وكانوا يتهمونه بالقعود عن الجهاد إلى أن قاد السيد الخوئي الانتفاضة الشعبانية في العراق ضد البعث ونظام صدام وكانت العمليات تُدار من مكتبه في النجف الأشرف وطبع على أثر ذلك كتابه: “كتاب الجهاد” المكمل لرسالته العملية في المسائل السياسية والجهادية، وقد كلفه كل ذلك حياته فقتله النظام البعثي مسموماً شهيداً كما أفادت التقارير الطبية، فيومها وقبل كل ذلك كان حزب الله في لبنان يمنع من تقليد السيد الخوئي ويصفه بالفقيه القاعد عن الجهاد محاولاً نعته بنعوت غير صحيحة كأن يقال معاذ الله: “نهجه حسني ونهج السيد الخميني حسيني”، وكانت هذه المقولة متواترة في وسط بيئة حزب الله، فيومها سُئل السيد الخميني عن السيد الخوئي فقال: “السيد الخوئي أستاذي”، ويوم بدأت الحرب العراقية الإيرانية وبعث السيد الخوئي للسيد الخميني يستشيره في ترك النجف الأشرف والانتقال إلى قم الشرفة، طلب السيد الخميني منه البقاء في النجف الأشرف لحفظ  الحوزة العلمية وسأله أن يدعو له تحت قبة أمير المؤمنين عليه السلام!

اقرأ أيضاً: نصرالله يكشف «أصل وفصل» حزب الله: أسسه الخميني ويرعاه خامنئي

 والشواهد كثيرة على انحراف حزب الله عن النهج الخميني على كل المستويات، فالسيد الخميني كان إذا بلغه أن عالماً من المجتهدين ينتقده كان يقول: “مجتهد وله رأيه”، كما حصل عندها بلغه أن فقيه جبل عامل الشيخ إبراهيم سليمان يقول بكفره وبتأثره بأفكار الصوفية وجماعة السيخ في الهند فقال السيد الخميني عن الشيخ سليمان: “مجتهد وله رأيه”!

واليوم ينحرف حزب الله عن الخمينية مرة أخرى فلا يقبل رأي الفقيه المخالف من أمثال السيد علي الأمين، ولو كان السيد الخميني حياً لقال عن عن السيد علي الأمين: “مجتهد وله رأيه”..

السابق
نيكولا معوض إلى العالمية بخطوات مستحقة!
التالي
القاضي مازح أمام مجلس القضاء الأعلى اليوم.. وبيان من وزيرة العدل!