الحفلات الإلكترونية.. حين فقدت المسارح جمهورها!

حفل نانسي عجرم
في زمن اليوتيوب، لجأ النجوم بشكل استثنائي إلى حفلات الأونلاين بعدما حرمهم فيروس كورونا من مهرجانات الصيف الأكثر ربحاً وانتشاراً!

في صيف العام 2019 وحين حضرت النجمة هيفاء وهبي حفل ختام ملك جمال لبنان، سُجلت أغنيات هيفاء قبل بيوم من الحفل بكاميرا ثابتة اتجاه المسرح فلم تحمل المقاطع المصورة على أنها ضمن الحفل أي لقطات للجمهور، وبعد ذلك ركبت اللقطات مع الحفل ودمجت عبر المونتاج ليبدو أمام الجمهور أن هيفاء تؤدي على المسرح مباشرة.

تقنية من مجموعة تقنيات كان مدراء الحفلات يحاولون خداع المشاهدين فيها، ولكن ذلك قبل زمن الكورونا الذي غيّر مقاييس الحفلات خاصة على أبواب الصيف الذي يعد الموسم الأكثر ازدهاراً للمهرجانات بما تتضمنه من مسارح عريضة وجمهور كبير.

تحظى هذه الحفلات بتسويق إلكتروني واسع عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي

وحيث يفتقد لبنان هذا الصيف مهرجاناته المنوعة على عكس العام الفائت، يبحث النجوم عن حل بديل للتواصل مع جمهورهم وإثبات حضورهم. ومن هنا جاءت فكرة الحفلات الإلكترونية التي انطلقت عالمياً عبر اليوتيوب وما لبثت أن احتكرتها المنصات الرقمية المدفوعة لتحقيق أرباح عن طريق الاشتراك ومشاهدة الحفل عبر المنصة الرقمية.

وهكذا قدم كلّ من نجوى كرم، وائل كفوري، إليسا، نانسي عجرم حفلات سجلّت في لبنان وشابهها في مصر حفلات لتامر حسني وأنغام وآمال ماهر، على أن بدأ هذا النموذج ينتقل إلى الدول الخليجية مع محمد عبده وعبادي الجوهر.

إقرأ أيضاً: حسين الجسمي ونانسي عجرم بين نيران الإشاعات

ما يجمع كل هذه الحفلات هو غياب الجمهور عن المسرح وهو شيء لا يعوض حيث يقوم هذا النوع من الحفلات على التواصل المباشر مع الحاضرين وتفاعلهم، ما يعكس فعلا جماهيرية الفنان من عدمها، فمن يدعو الفنان للتصفيق أو للتفاعل إذا كان يغني أمام الكاميرا فقط ولا يوجد أي جمهور أمامه.

خاصة أن عدداً من الدول ارتأت إقامة هذه الحفلات في مسارح حقيقية، فغنى النجوم في مصر أمام الأهرامات في حين أقامت إمارة الشارقة حفلات في مسرح المجاز الشهير.

يحضر الفنان مع فرقته بأقل عدد ممكن من العازفين على مسرح خاوي من الجمهور

وإن كانت هذه الحفلات هي حل مؤقت لعدم إبعاد الجمهور عن فنانه المفضل، وبث الأمل في نفوس المشاهدين خلال فترة الحجر المنزلي كنوع من التعويض، فلن يغيب السؤال عن تحول الفن إلى الرقمنة ودخول عصر قائم على التقنية فقط، ما قد يلغي بالتدريج فعلاً قيمة المهرجانات على الأرض طالما الفنان يغني ويتواصل مع جمهوره وحتى يقدم حفلات لهم عن طريق الإنترنت.

السابق
وهّاب يدخل على خط التوتر بين جنبلاط وابوحمزة: تتهم بهيج لتهدر دمّه!
التالي
مُراسل الميادين يتهم الناشطة كيندا الخطيب بالعمالة.. ويُسرّب تحقيقات عن الأمن العام!