بري يطبخ عودة الحريري الى الحكومة.. والأخير يشترط خروج «حزب الله» كلياً!

سعد الحريري ونبيه بري

تحرّكات مكوكية غريبة تدور في عين التينة في الأيام الماضية، من لقاء رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط برئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان بعد توترِ دامِ إستمر لأكثر من سنة، الى لقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمس رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وسط الحديث عن مساعٍ يقوم بها برّي لإعادة الحريري الى السراي الحكومي بحكومة توافق وطني تُخرج لبنان من أزماته، بالإضافة الى استقبال الحريري أمس الثلاثاء االمدير العام للأمن العام اللواء ‏عباس إبراهيم، بعد ساعات من لقاء بري. ‏

وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية لبنانية لموقع “العرب” أنّ “بري سعى مرّة أخرى إلى إقناع الحريري بتشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن تساعد في إخراج لبنان من الانهيار الاقتصادي الذي حلّ به. لكن هذه المصادر أكّدت أن الحريري، الذي زار رئيس مجلس النواب في منزله الثلاثاء، رفض مرّة أخرى تشكيل مثل هذه الحكومة مشدّدا على أن لا فائدة تذكر منها في الظروف الراهنة وفي غياب شرط أساسي هو أن يكون حزب الله خارج الحكومة كلّيا”.

وذكرت هذه المصادر أن “الحريري كرّر اقتناعه بأنّ كلّ الأبواب الخارجية والعربية والدولية موصدة أمام لبنان ما دام حزب الله في الحكومة بطريقة أو بأخرى”.

إقرأ أيضاً: بري يتوسط مع الحريري لتفعيل حكومته المستقيلة.. بعد إغتيال سليماني!

وشدّد  الحريري على أن ما ينطبق على حزب الله ينطبق على جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الذي لا يوجد من يقبل استقباله في العواصم العربية أو الأوروبية الفاعلة أو في الولايات المتّحدة، وذلك بسبب علاقته الوطيدة بحزب الله وتنسيقه المستمرّ معه.

وأوضحت المصادر ذاتها أن رئيس الوزراء السابق متمسّك برفض تشكيل أي حكومة تحل مكان الحكومة الحالية برئاسة حسّان دياب في ظلّ إصرار حزب الله على أن يكون في الحكومة، وإن كان ذلك بواسطة شخص محسوب عليه وليس عن طريق نواب من نوابه أو أحد قيادييه.

وذكرت أنّ حزب الله يعتبر تغييبه عن أي حكومة لبنانية بمثابة هزيمة له وانتصار معنوي للإدارة الأميركية لا يستطيع تحمّله.

التوتر في الشارع

من جهة أخرى أفادت المصادر السياسية للـ”عرب” بأن البحث بين برّي والحريري تطرّق إلى الأحداث التي شهدها وسط بيروت مساء الجمعة الماضي عندما شاركت عناصر من حزب الله ومن حركة “أمل” التي يرأسها برّي في تدمير محلات تجارية وإطلاق شعارات ذات طابع مذهبي مثل “شيعة، شيعة، شيعة” وتوجيه شتائم إلى عائشة زوجة النبيّ محمّد.

وفي هذا المجال، أكّد برّي أن “أمل” لم تشارك في عملية تدمير المحلات التجارية وإحراقها وأن عناصرها لم تتدخل إلّا من أجل المحافظة على الأمن ووقف الاعتداءات على الأملاك الخاصة.

وصدر عن لقاء برّي – الحريري بيان مشترك تجاهل موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنّه شدّد على أن “لا أولوية تتقدم على أولوية حفط السلم الأهلي وتكثيف المساعي لوقف الانزلاق للفتنة وإدانة للتخريب الذي طاول الممتلكات العامة والخاصة”.

السابق
مستشفى الحريري الى الانهيار.. المواد نفذت ولا استقبال للمرضى!
التالي
تهافت على شراء الدولار في صيدا.. طوابير يصطفّون أمام محال الصيرفة!