تاريخ يختزل تاريخنا كلنا.. محسن ابراهيم شاهد شاف كل حاجة!

محسن ابراهيم

في رثاء المناضل الوطني، محسن ابراهيم، استذكرغسان مكحل على صفحته على الفيسبوك، تاريخ النضالي لابراهيم ، مؤكدا ان “محسن إبراهيم تاريخ يختزل تاريخنا كلنا .. من التفاني في قضية الوحدة العربية .. الى النضال من أجل الطبقات الفقيرة وقضية الاممية العالمية الى الذوبان حتى الموت في خدمة القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني الذي لا يموت”

وتحت عنوان “محسن ابراهيم .. شاهد شاف كل حاجة”، كتب مكحل التالي:

في عز حصار بيروت في حرب العام 1982 .. كانت جريدة السفير بمثابة النادي والمتنفس للسياسيين المحاصرين مثلنا .. ومنهم ابو خالد محسن ابراهيم الامين العام لمنظمة العمل الشيوعي .. طبعا شهرة ابو خالد وموقعه السياسي والفكري يتجاوزان زعامته للمنظمة .. برغم موقعها المؤثر في المعارضة اللبنانية في فترة ماقبل حرب 1975 وفي خلالها.. بدءا من موقعه في تأسيس حركة القوميين العرب وعلاقاته مع الرئيس جمال عبد الناصر وصولا الى ارتباطه الوثيق حتى النهاية بالثورة الفلسطينية ..

ودرج ابو خالد وغيره من كبار السياسيين على زيارة غرفة التحرير للإطلاع على أخر الأخبار محليا ودوليا .. وعلى ممارسة رياضة النقاش .. التي يغرم بها السياسيون والصحافيين. وكان الزعيم الشيوعي اللبناني بالإضافة الى المفكر العربي منح الصلح الأشد هضامة والأسرع بديهة من بين كل الزوار .. وان كان لدى الرفيق محسن ميزة تميزه عن الجميع .. الضحكة الرنانة المدوية التي تحول أصعب اللحظات الى أوقات للنكتة والمرح .. والذكرى الجميلة.
في فترة أواخر الحصار .. ووسط القصف الجوي والبحري والبري المتواصل على بيروت .. وقطع المؤن والمياه والكهرباء والوقود .. طرح إسم بشير الجميل قائد القوات اللبنانية مرشحا للوصول الى رئاسة الجمهورية خلفا للرئيس الياس سركيس الذي شارفت ولايته على الانتهاء.

اقرأ أيضاً: محسن إبراهيم.. يوم استبد الهوى اللبناني والفلسطيني بعابر الهويات

وفي جلسة نقاش في غرفة التحرير .. أعرب الرفيق محسن عن ثقته بأن الولايات المتحدة الاميركية .. التي كانت تهندس عبر مبعوثها فيليب حبيب للبنان ما بعد الحرب .. ” لا يمكن ان تأتي ببشير الجميل رئيسا .. حفاظا على التوازن المسيحي المسلم .. ومن اجل إستقرار البلد لاحقا ..” طبعا مع شرح مستفيض لاقى إستحساننا وإستجابت له أهواؤنا السياسية والعقائدية ..

صودف بعد مغادرة ابو خالد .. ان جاء منح بك الصلح. وكالعادة كانت فرصة شبه يومية لأخذ رأيه في ما يحصل وليسألنا عن أخر المستجدات. وطرحت مسألة إنتخاب بشير الجميل للرئاسة .. فتطوعت لترديد فكرة ان الاميركيين لا يمكن ان يقبلوا به حتى لا يشعر اللبنانيون في الطرف الأخر بالإنكسار وحتى لا يختل التوازن ..
ما كان من منح بك الا ان رد علي مستهجنا ” انتم اليساريون غريبون .. غريبة هذه الثقة عندكم بالأميركيين .. هل تعتقدون ان اميركا تهتم بمشاعركم او مشاعر غيركم, لا اميركا ستأتي ببشير الجميل رئيسا” !!
كان الإلتقاء بكبار السياسيين في خضم الم وضيق الحصار والقصف .. متنفسا ثمينا لنا .. بالأخص في زيارات الرفيق العزيز والبيك الحبيب .. أهضم الناس الذين يمكن ان تعرف ومن بين الأشد ثقافة والأغزر معرفة .. في بحور من الذكريات والقصص والافكار التي لا تنتهي ..


أثناء عرض مسرحية شاهد ما شفش حاجة في مسرح البيكاديللي في بيروت .. وفي لقاء عاصف بالضحك والمزح والنكات .. بين محسن ابراهيم وعادل الامام وعمر الحريري .. قال الزعيم عادل امام للرفيق محسن : ما تيجي يا أفندم تشتغل معانا ..


محسن إبراهيم تاريخ يختزل تاريخنا كلنا .. من التفاني في قضية الوحدة العربية .. الى النضال من أجل الطبقات الفقيرة وقضية الاممية العالمية الى الذوبان حتى الموت في خدمة القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني الذي لا يموت ..
ابو خالد رحلت عن هذه الدنيا لكنك لن تترك فراغا .. بل حضورا مستداما في إنجازاتك ونضالاتك وافكارك .. وستبقى ضحكتك المجلجلة تملأ الدنيا وتردد صدى الإخلاص الذي يتحدى الفناء ويهزمه.

السابق
مشروع قرار «غير مسبوق» في الكونغرس لـ«شل» إيران.. وتوجه لوقف المساعدات المقدمة إلى لبنان!
التالي
الرئيس الاسرائيلي يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية أيّ اعتداء يرتكبه «حزب الله»!