النفط القادم من الشرق.. إيران تنقّب في سوريا والرسائل جماعية!

نفط سوريا
يعود النفط السوري إلى الواجهة بعد منح نظام الأسد إيران المجال للتنقيب في دير الزور، ما يخلط الأوراق في المنطقة الشرقية وبتوقيت حساس للغاية!

حين ظنّ البعض أن إيران ستخرج من سوريا فارغة الأيدي كان مخطئاً، فالتوسع الإيراني ازداد على الأرض السورية ليشمل المناطق التي لم تصلها القوات الروسية أو حدث تنازع حولها بين القطبين الروسي والأميركي، ومن يتابع كيف تطورت المعركة في دير الزور شرق سوريا خلال العامين الفائتين، يدرك أن الحليف الإيراني اتخذ القرار بالتمركز في المدينة الشرقية نظراً لقربها من الحدود العراقية ووجود معبر القائم بها وعبور الطريق الدولي “دمشق -بغداد” منها، أسباب كافية تجعل من دير الزور موقعاً استراتيجياً للقوات الإيرانية وفوق ذلك كله منبعاً للنفط.

البوكمال الوجهة

وسط الحديث عن اتفاق شبه دولي لإخراج إيران من سوريا، وضغط إعلامي متزايد باتجاه خروج القوات الحليفة للأسد ومغادرتها البلاد بعدما شاركت في الحرب ضد الشعب السوري تسع سنوات، كانت الحكومة السورية منشغلة بمنح إيران حق التنقيب عن النفط بموجب قرار من وزارة النفط والثروة المعدنية بحسب ما أفادت وسائل إعلام عديدة حيث سبق ذلك وقوف وزير النفط والثروة المعدنية السوري علي غانم في البرلمان السوري وقوله أنه قد تم التوقيع مع إيران على منحها حق التنقيب عن النفط في البوكمال، ما سيرفع إنتاج النفط السوري إلى 90 ألف برميل يوميا مع نهاية العام.

تزامن القرار مع خفض النظام السوري دعم المحروقات عن مجموعة من انواع السوريات بهدف توفير موارد إضافية للدولة

تصريحات غانم عزت الارتفاع المتزايد في أسعار المحروقات بسوريا إلى أن المشتقات النفطية والنفط الخام المورد إلى سوريا لا يأتي بأسعاره العالمية فقط وإنما بقيم مضافة على أجور النقل والتحويلات المالية نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على سوريا، قائلاً أن سوريا تحتاج إلى 146 ألف برميل نفط خام يومياً، بينما المنتج حالياً هو 24 ألف برميل، أي أن الفجوة اليومية هي 122 ألف برميل.

إقرأ أيضاً: إدلب ومفترق الطرق الذاهبة إلى نهايات الصراع السوري

الرسائل المتتالية

ويبدو توقيت الإعلان عن منح إيران حق التنقيب حساساً وكأن إيران تقول أن وجودها له أهمية لدمشق كما هي أهمية الوجود الروسي في البلاد، وذلك بحسب تقرير نشره موقع “iswnews”، والذي أشار إلى أن العلاقات بين بين دمشق وطهران لا يمكن التفاوض أو المساومة عليها، كما يوجه رسالة هامة لإسرائيل بأن الغارات الجوية المتكررة من الطائرات الإسرائيلية لن تثني عن استمرار العلاقات السياسية الهامة ما بين سوريا وإيران، وأن وجود طهران في البلاد ليس محدد بزمن.

أما الإعلان الحالي فهو يأتي ضمن مناطق سيطرة قوات سوري الديمقراطية التي دُعمت أمريكياً خلال فترة القضاء على داعش، قبل أن تعلن القوات الأميركية انسحابها إلى القواعد العسكرية والتخلي عن الأكراد مرة جديدة، وبالتالي تقبل المنطقة الشرقية على نوع جديد من صراع القوى في ظل المخاوف الأمنية المتزايدة من وجود خلايا تنظيم داعش في المنطقة.

إقرأ أيضاً: «حراس الدين» فصيل متشدد يصعَد للواجهة شمال غرب سوريا ويعيد خلط الأوراق!

قيصر على الأبواب

من ناحية ثانية لا يمكن عزل توقيت القرار الحالي عن اقتراب تطبيق قانون “قيصر” الذي سنته الولايات المتحدة الأميركية ضد النظام السوري وحلفائه كعقاب اقتصادي بسبب عمليات التعذيب للمعتقلين في السجون السورية، في حين يبدو أن نظام الأسد وإيران يسعيان لتحييد قانون قيصر جانباً والبحث عن طرق بديلة لدعم الاقتصاد السوري المتهاوي أصلاً.

يستفيد النظام من لعبة الحبل في علاقته مع الحليفين الروسي والإيراني

أما إيران فهي توجه رسالة مزدوجة لروسيا كما للولايات المتحدة ومعهما إسرائيل أن التخلص من الوجود الإيراني في سوريا ليس بالأمر السهل، وأن الغارات الإسرائيلية التي أصابت التواجد الإيراني في معظم المناطق السورية لن تثني طهران عن الحصول على حصة من الاقتصاد السوري في المرحلة القادمة.

فيما يبدو أن دمشق لا تستطيع التخلي عن إيران وروسيا، وأنها لن تغلب العلاقات لطرف على حساب الآخ، خاصة بعدما منحت العديد من عقود التنقيب عن النفط خاصة في شمال دمشق لشركات لروسية.

السابق
فرنجية «يُعرّي» العهد وباسيل و«يُبرّىء» حليّس..تياركم: الكذب والفساد والإمساك بالقضاء!
التالي
بين سـعـد وبـهـاء و«الأشقاء».. من يحفظ الإرث؟!