البقاع ينتفض ضد «الكورونا السوري».. والجوع «سيد» الجنوب!

تنتشر عربات الخضار بكثرة في صيدا
"الكورونا" يتمدد من البوابة الاغترابية، فيما ينتشر الجوع جنوباً ايضاً بعدما استفحل بقاعاً وشمالاً. (بالتعاون بين"جنوبية" مناشير" "تيروس").

إستئناف الرحلات للمغتربين والطلاب من الخارج بقدر ما هو ايجابي لجهة عودة ابناء البلد الى بلدهم بقدر ما هو مؤسف لارتفاع حالة الاصابات بفيروس “كورونا” اذ ارتفعت الحالات الايجابية الى 35 خلال يومين، 25 حالة من نيجيريا لوحدها. وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان مصدر “الكورونا” اللبناني خارجي و”مستورد” وهذا لا يجب ان يكون محل انقسام بين اللبنانيين، فالمطلوب مزيد من الحذر والانتباه كما تلفت مصادر متابعة.  

سجلت وزارة الصحة اليوم ارتفاعاً قياسياً لعدد الحالات الكورونية للوافدين من بلاد الاغتراب فبلغت الحصيلة 36 قابلة للزيادة!

وأعلنت وزراة ​الصحة العامة​، في بيانات ثلاثة اليوم المتعلق بتطورات “كوفيد-19” أنه تم خلال الـ24 ساعة الماضية تسجيل اصاباتان بين المقيمين و35 إصابات جديدة بين المغتربين ليرتفع العدد الى 776 اصابة.

وتوزعت اصابات المغتربين كالاتي: 7 إصابات هي لمواطنين وافدين من ​سيراليون وحالة لوافد من ​الرياض تسجيل 25 حالة إيجابية مصابة بين الوافدين من نيجيريا.

ولفتت الوزارة الى انه “ستتم إعادة الفحوصات لستة من الركاب الذين كانوا على متن الرحلة التي وصلت من قطر”.

العائدون من سوريا

وأمس شكل موضوع العائدين من سوريا عبر المصنع خلافاً بين ابناء البقاع ما ادى الى تغيير وجهة العائدين الى فندق آخر خارج زحلة، بينما اعلن ​مستشفى​ الرئيس ​الياس الهراوي​ الحكومي في زحلة في بيان مساء اليوم ان “نتائج فحوصات ال PCR التي أجريت ليل الثلاثاء للوافدين عبر ​المصنع​ وعددها 63، أتت كلها سلبية، ونتائج فحوصات يوم الأربعاء وعددها 34، جاءت سلبية”.

وغداً تعود الدفعة الثانية من سوريا وسط تمنيات الا يكون احد من ركابها حاملاً للفيروس.

معيشياً بلغ التدهور الاجتماعي والاقتصادي حداً لا يطاق وبدأ الجوع يلف حباله على رقاب اللبنانيين ولا سيما الجنوبيين والصيداويين تحديداً بعدما انتشرت في المدينة عربات الطرق لبيع الخضراوات وكل ما خف رأسماله لتأمين لقمة العيش اليومية.    

البقاع

بقاعاً كاد الفيروس  “الكوروني” يفجر مشكلة كبيرة، بعدما ساد جو متشنج امس اثر استقدام 25 وافداً قادماً من سوريا، ليبيتوا 24 ساعة بعد اجراء فحوصات ال PCR لهم بهدف اجراء حجر الزامي الى حين صدور النتيجة. وهذا الامر يكشف مدى هشاشة تعاطي وزارة الصحة مع “الجائحة” ، ما يضعها المسؤول الأول في تمادي الخطاب “الكنتوني”، و”العزل المناطقي” ، ودليل واضح عن غياب خطة وزارة الصحة في مكافحة كورونا وكشف عن اللامبالاة.

فليل اول أمس كان صاخباً في عاصمة البقاع، بعد أن علم الاهالي ان وافدين قادمين من سوريا الى فندق “لا بالاس” للحجر فيه، حتى تجمهر العشرات من الاهالي رافضين اقامتهم في الاوتيل مهما كلف الثمن، انطلاقاً من تخوفهم لأن تساهم هذه الخطوة بنقل عدوى الفيروس الى أبناء المدينة التي لم يسجل فيها حتى اللحظة اية حالة “كورونا”.

هذا الاجراء ترك العديد من الاسئلة عن دور الجهات الحكومية وخاصة وزارة الصحة، وعن دور لجنة الازمة وكيفية استصدار القرارات؟ ومعايير تحديد الفنادق التي يمكن ان تستعمل للحجر الصحي، واذ بغياب الوزارة  تحول ملف الحجر في العديد من المناطق الى أداة لتعزيز  الخطاب ” المناطقي”، وربما يصل في الكثير من المحطات الى طائفي ومذهبي، في هذا الجو “الكوروني” الذي يعيشه اللبنانيون بكثير من القلق والحذر.

بدأ الجوع يلف حباله على الجنوبيين والصيداويين تحديداً بعدما انتشرت في المدينة عربات الطرق لبيع الخضراوات

الاعتراض البقاعي على ألية تعاطي وزارة الصحة ليس بجديد، خاصة ان قرار دخول الوافدين لم يكن مفاجأ انما بناء على تواصل بين السفارة اللبنانية في دمشق ومديرية الامن العام ووزارة الصحة، ان عدداً من اللبنانيين في سوريا. فتم قدوم 100 مواطن لبنان بينهم نساء وأطفال، اجريت لهم الفحوصات الحرارة وتعبئة الاستمارات وتحويلهم الى مستشفى الياس الهراوي لإجراء فحص الpcr، فتم توزيعهم جميعاً الى أكثر من اربعة فنادق في منطقة البقاع الاوسط. ولم يعلم الاهالي بوجودهم لأن غالبية هذه الفنادق تقع عند الاطراف للطرق الرئيسية خلافاً لما حصل في مدينة زحلة.

يذكر ان نتائج الفحص اتت جميعها سلبية وطلب من الوافدين جميعهم الانتقال من الفندق الى الحجر المنزلي.

على ان يأتي عبر نقطة المصنع يوم غد الخميس اكثر من مئة وافد، سيتم اجراء فحص ال pcr لهم.

الفندق الغى الحجوزات

وخلال اتصال بصاحب ومدير فندق لا بالاس ايلي سابا اعرب ان الادارة نزولاً عند رغبة الاهالي ألغت جميع الحجوزات. ما حدا بانتقال الوافدين الى احدى فنادق المنطقة.

عدم تبليغ المحافظ وبلدية زحلة

وعلمت “مناشير” ان محافظ البقاع كمال ابو جودة لم يتم ابلغه بنقل الوافدين الى فنادق المدينة.

كما أكد رئيس بلدية زحلة اسعد زغيب أن البلدية لم تتلق اي اتصال لا من وزارة الصحة ولا من المحافظة ولا من اي جهة، حتى من صاحب الفندق لم يعلمنا، من المؤسف اننا علمنا من الاهالي، وقال “حتى الفندق الذي اتفقت معه الوزارة ليس مطابق للمواصفات، وغير مجهز للحجر”.

“الكورونا” جنوباً

جنوباً،  أفادت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور بأنه تم تسجيل 3 حالات مؤكدة ومثبتة مخبريا” بإصابتها بفيروس كورونا وجميعها من الوافدين من أحدى الدول الأفريقية.

و لكن ما زاد الهلع وجود حالة مثبتة قادمة من نيجيريا لسيدة حامل وهي تحجر نفسها في بيتها في ديرقانون رأس العين في قضاء صور مما أثار حالة من الزعر عند الأهالي و طالبوا البلدية بمراقبتها جيداً والا فلتذهب إلى مركز خاص بالحجر.

و عن السيدة الحامل المصابة بفيروس كورونا قال احد ابناء بلدتها (ديرقانون رأس العين): “ما دام الحجر في المنزل فلماذا كل مراكز الحجر التي ادَّعت احزاب السلطة في الجنوب إنشائها؟… البلدية بشخص رئيسها مسؤولة أمامنا و بحال تبيَّن أنَّ العدوى انتقلت لأي شخص من السيدة المصابة سيكون حساب البلدية و حزب الله و حركة أمل عسير جداً”

وعليه فإن عدد المصابين في القضاء إرتفع إلى 13 مصاباً. تماثل أربعة منهم الى الشفاء بشكل تام كما أعلن قسم الصحة في وكالة “الاونروا” أن “جميع فحوصات الـPCR التي اجريت في مخيم عين الحلوة بالتعاون مع مستشفى صيدا الحكومي، جاءت نتائجها سلبية.

عربات صيدا

تَفاقم وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، التي فجرت انتفاضة 17 تشرين الأول العام الفائت، من أجل المطالبة بمحاسبة رموز النظام الفاسدين واسترداد المال المنهوب، وتفشي وباء كورونا، وانهيار العملة الوطنية، وارتفاع سعر الدولار والسلع والمواد الاستهلاكية والضرورية للمواطن بشكل جنوني، وإقفال العديد من المحال والمؤسسات التجارية والصناعية والحرفية.

إقرأ أيضاً: كورونا و«التعبئة» والجوع يتمددون..وحزب الله «يلحس» خطته الصحية جنوباً!

وصرف المئات من العمال والموظفين من عملهم، هذه الأسباب ساهمت في تفاقم البطالة وتزايد عدد العاطلين عن العمل، ولم يبق أمام عدد كبير من المواطنين من الفئات الشعبية والمهمشة وسيلة للبقاء على قيد الحياة وتأمين لقمة عيش، سوى تملُّك عربة من الخشب تسير على دولابين من الكاوتشوك ليتّخذ منها مهنة بيع الخضر والفاكهة والحمضيات وأشياء أخرى مثل الألبسة المستعملة أو السكاكر والحلويات والورود، والعربة الخشبية لا تحتاج إلى كهرباء أو بنزين، ولا إلى دفع بدل أي إيجار في آخر كل شهر.

فبإمكان صاحبها جرّها بيديه والتجول بها أو ركنها حيث يشاء؛ وقبل اندلاع انتفاضة 17 تشرين كان عدد باعة الخضر والفاكهة والخضروات قليلاً إلى حدّ ما، وكانت بلدية صيدا والقوى الأمنية تحاول منعهم من التواجد في بعض الأماكن وتنظيم عملهم؛ أما اليوم فتزايدت أعداد الباعة بشكل كبير.

وغزت العربات الخشبية شوارع المدينة ومفترقات وزوايا الطرق وداخل الأحياء السكنية والشعبية، وبات من الصعوبة بمكان منع انتشارها أو تنظيم تواجدها في ظل الأزمات المتراكمة والمستجدة التي يشهدها البلد.

ويقول بائع على عربة انه استأجر العربة ب 10000 ليرة يومياً فلا يملك 300000 لشرائها و قد التجأ لهذه المهنة لأنَّ كان سائق تاكسي و تعرَّض لحادث سير و تمَّ حجز سيارته و لم يستطع فك الحجز”.

مراقبة الأسعار

وبرفقة عناصر من جهاز أمن الدولة مكتب صور جال مندوب ​وزارة الإقتصاد​ على ​محلات​ بيع المواد الغذائية في قرى وبلدات ​قضاء صور​ ومنطقة الحوش – صور، و نظَّم عدد من  ​محاضر الضبط​ بحق المخالفين.

دوريات لمراقبة الاسعار في صور
دوريات لمراقبة الاسعار في صور
السابق
ما حقيقة «جريمة السيوف» في كترمايا؟
التالي
إعلام «المستقبل» يستنكر محاولة محاصرة الاعلام ‏الإلكتروني ووضع اليد عليه: ولّى من كم الأفواه!