كورونا و«التعبئة» والجوع يتمددون..وحزب الله «يلحس» خطته الصحية جنوباً!

معالم خطة حزب الله الصحية بدأت تتلاشى
تمارس حكومة دياب لعبة مزدوجة خطيرة، الاولى انها تمدد "التعبئة" لخنق الثورة والثانية انها تفسح المجال امام "كورونا" مع اضطرارها لعمل بعض القطاعات تحت ضغط عجزها وقصورها الاجتماعي والاقتصادي. (بالتعاون بين "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس").

رغم عودة عداد “كورونا” الى الانخفاض وتسجيل اصابة واحدة من المغتربين العائدين ليبلغ عداد “الكورونا” 741 اصابة ، ومن دون تسجيل اية حالات جديدة في صفوف المقيمين، لجأت الحكومة الى تمديد إضافي لـ”التعبئة العامة” لاسبوعين آخرين تنتهي في 24 ايار الجاري، ولقرار وزير الداخلية محمد فهمي “المفرد والمجوز”، كما توعدت بالتشدد مع مخالفي الاجراءات الوقائية، في حين يبدو التناقض الحكومي في ابهى صوره مع بدء مرحلة التخفيف التدريجي للاغلاق ولاسيما في بعض المهن والاعمال الحرة والمحال التجارية غير الماكل والمشرب.

تخبط الحكومة

وتقول مصادر ناشطة في الحراك ان هذه الاجراءات تعكس تخبط وخوف دياب وحكومته من استفحال ثورة الجياع، واشتداد غضب الناس، في ظل العقم في المعالجة والعجز عن ضبط الدولار وغلاء الاسعار ورفع شبح المجاعة عن 5 ملايين لبناني فمن جهة يتشدد في قمع الشارع عبر منع النزول اليه والتظاهر بطريقة مقنعة عندما يمدد التعبئة ومن جهة يلتف على الجائعين عبر “فك الطوق” التجاري والاقتصادي عن بعض المهن المعدمة اصلاً بفعل انعدام القدرة الشرائية للناس.

خطة “حزب الله” الصحية تتبخر!

وفي إشارة لافتة على ان كل ما قام به “حزب الله” في مجال الخطة الكورونية الصحية، لم يكن الا فقاعة وايتعراض اعلامي، تؤكد مصادر “جنوبية”، ان “حزب الله” بدأ مع “حركة امل” في تفكيك المراكز التي اسسها للحجر في اطراف القرى والمدن بعد انتهاء الغرض التسويقي والاعلامي منها.

البقاع

بقاعاً، اصبح الحديث عن كورونا والتعبئة العامة امر فيه الكثير من السخرية، ولا يعطي نتيجة بين البقاعيين الذين يعبرون عن امتعاضهم خروجاً يومياً من حجرهم وبحركة اصبحت عادية، كما اصبح روتينياً الخروج المسائي اليومي للثوار، عند قبضة الثورة وسط الطريق الرئيسية بين تعلبايا وسعدنايل وذلك تعبيراً عن رفضهم لسياسة التجويع والقمع.

فك خيم حراك بعلبك

وامس الاول فككت عناصر قوى الامن الداخلي بتوجيهات وزير الداخلية محمد فهمي خيم حراك بعلبك الثوري، ما اثار حالة من الاستياء بين الناشطين، واعتبارهم هذا الاجراء خدمة لـ”الثنائي الشيعي الذي حاول مراراً وتكراراً قمع المتظاهرين والاعتداء عليهم من قبل مناصري “حزب الله” و”حركة امل”.

لا خطة حكومية لمكافحة للغلاء

وبغضب قرأ البقاعيون بيان اجتماع مجلس الدفاع الاعلى في بعبدا، خاصة في الشقين المخصصين ضبط الاسعار والغلاء، والتشدد في تنفيذ اجراءات التعبئة العامة. ما لم تتبن الحكومة دعم المواد الغذائية واستيرادها وبيعها للتجار، او ان تفتح اعتمادات لتحويل الدولار بالسعر الرسمي بعدها يمكن لها ضبط ومراقبة بيع المواد الغذائية اسوة بالمشتقات البترولية.

تجار المواد الغذائية المحسوبون على فريق “الممانعة” يحتكرون السلع ويبتزون الناس بحجة فقدان “سلعة” الدولار وارتفاع سعر صرفه

الشق الاول لانعدام معايير الأسعار التي يمكن ان تتوازى مع مداخيل المواطنين المنعدمة مع فقدان فرص العمل لعمال المؤسسات والمصانع التي اعلنت عن فشلها وافلاسها، وتركت المئات منهم يواجهون قدر العوز الحتمي. وبين فقدان سلع المواد الغذائية المستوردة مفقودة من السوق.

جشع التجار

والشق الثاني غياب خطة الامن الغذائي وتركها لجشع التجار واحتكارها تحت مسميات واسباب عديدة ومتعددة. خاصة أن لبنان يقع على صفيح من نار، بحسب رأي جماعة الممانعة، ومؤهل لأي طارئ نتيجة حرب مع العدو الاسرائيلي، واذ تترك رقاب اللبنانيين وحاجة السوق لتجار المواد الغذائية غالبيتهم محسوبين على فريق “الممانعة”، يحتكرون السلع ويبتزون الناس بحجة فقدان “سلعة” الدولار وارتفاع سعر صرفه ثلاثة اضعاف عن سعره الرسمي ١٥١٥، فيما وصل سعره اليوم ٤٢٠٠ ليرة.

هكذا تضيع القطبة المخفية بين حانا ارتفاع سعر الصرف وبين مانا عدم قدرة المواطن على الدفع بسعر الصرف.

مواد غذائية قصيرة الصلاحية

وخلال جولة ميدانية ل “مناشير” برز ولادة مواد غذائية قاربت الى انتهاء مدة صلاحيتها، كذلك نفاد كميات من المواد المستوردة عن الرفوف.

وفي شق مراقبة الاسعار أكد صاحب سوبر ماركت وسيم حمزة ل “مناشير” أن مراقبة الاسعار من قبل وزارة الاقتصاد ما لم تكن مقرونة بسعر الدولار وتحديد نسبة معينة للارباح تكون خطة حبر على ورق، ولا يمكن للوزارة ان تحاسب التجار على سعر ١٥١٥ وهي لم تفتح لهم اعتمادات بسعر الصرف الرسمي ليتسنى لهم استيراد السلع الاساسية من مصادرها، وقال “بطبيعة الحال ان بعنا المواطن على سعر ٢٠٠٠ ليرة للدولار يشعر بالغلاء لانه فقد قيمة راتبه”.

إقرأ أيضاً: «حوت» الدولار يفترس ليرة اللبنانيين..و «حزب الله» يتحايل بحفنة حصص!

واعتبر ان اي تشدد لا يمكن ان يكون على حساب المحلات، المشكلة في وزارة الاقتصاد انها تلاحق اصحاب السوبرماركات والدكاكين الذين يشترون سلعهم على سعر صرف السوق السوداء، المشكلة بالتجار  هم الذين يتحكمون بسعر السلعة وليس اصحاب الدكاكين،” مشكلتهم انهم لا يريدوا ان يخسروا سنتاً واحداً من ارباحهم، كثيرا ما نتمنى ان نقفل مؤسساتنا لان البيع يوقعنا بالخسارة نتيجة تلاعب سعر الصرف”.

انخفاض قيمة الرواتب

ويشرح الموظف سعيد أحمد من البقاع الاوسط كيف اصبح يوزع راتبه الذي يبلغ مليون ومئتين ألف ليرة، بعدما اصبح يوازي 300 دولار وراتب زوجته مليون ليرة، ويقول ” بسبب عمل زوجتي استقدمنا عاملة منزل اثيوبية براتب 200 دولار كانت ب300الف، اما حالياً أصبح راتب زوجتي يعود للاثيوبية كله”، ويتأفف ليرسم ابتسامة صفراء ويتابع “اجار بيتي 400 الف ليرة، بيبقى 800 الف على الاسعار الموجودة ما بكمل ل ٧ الشهر مع توقيف كافة دفعات الديون”، هذه العينة من الموظفين تؤكد أنه ما لم ترفع الرواتب على سعر الصرف يكون اللبنانيين راوح مكانك خاصة ان خطة دياب والعهد الاقتصادية بشرت اللبنانيين ان سعر الصرف مستمر بالارتفاع الى ما بعد 2024.

إختفاء مراكز الحجر !

وجنوباً، بدأت حماسة “الثنائي الشيعي” تتراجع في مجال مراكز الحجر التي فرخت في قرى الجنوب او معظمها، ومع انخفاض عدد الاصابات يومياً، في الجنوب بشكل عام و صور بشكل خاص عدا عن حالتين في عماطور في جزين لمغتربتين عادتا اخيراً

امَّا مراكز الحجر الصحي التي تسابقت لتأمينها امل و حزب الله لجذب الأضواء في البلدات ليست إلا ديكور لأخذ الصورة و تعليق يافطة. وغالبيتها اختفت وكأنها لم تكن.

دولار صور بـ4300 !

وداخل محلات الصيرفة في صور، الدولار 3200 و الصرافون المتجولون اختفوا و لا وجود لهم في شوارع صور.

و بعد إقفال شركة حلاوي لصاحبها محمود حلاوي تنشط اليوم شركتين في مدينة صور تعملان في الصيرفة و قد شاع بين الناس خبراً عن إمكانية شراء الدولار بـ 4300 ليرة و لكن عن طريق وسيط مؤتمن للشاري والبائع.

صعوبة في تامين رواتب العاملات المنزليات

وفي ملف صعوبة تأمين الدولار للعاملات الاجنبيات ومع ارتفاع سعر صرف الدولار لتتحول الـ200 دولار الى 800 الف ليرة، يؤكد موظف في تعاونية الجنوب (جلّ البحر) ان ” راتبي 750 الف ليرة و كنت استر نفسي به لحين إيجاد عمل افضل و في بيتنا عاملة اجنبية تساعد والدتي المقعدة و راتبها 200 دولار اليوم اصبح راتبها اكثر من راتبي ب 50 الف ليرة… الظاهر و مع ارتفاع الدولار سيصبح اللبناني ( يشتغل بلقمتو) “.

السابق
رحلة «ملغومة» من سيراليون الى بيروت.. ماذا عن باقي الرحلات؟
التالي
بعد أيام على الإقفال.. المصارف تعود الى عملها في طرابلس!