إيران وسوريا يعلقان بين «كماشة» إسرائيل وروسيا!

روحاني والاسد وبوتين
يبدو ان الاتفاق بدأ ينضج بين الروس والاميركيين حول سوريا، وذلك مع التصريحات الرسمية الاميركية التي تؤكد قرب انسحاب قواتها وباقي القوات الاجنبية، عدا القوات الروسية التي سوف تضمن تنفيذ الاتفاقات وكتابة دستور جديد للبلاد.

تتسارع الاحداث على الساحة السورية، عسكريا وسياسيا، فقد أعلن وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بنيت، قبل ايام، أن إسرائيل تمكنت بالانتقال من مرحلة كبح نفوذ إيران في سوريا إلى طردها بعيدا.

وكثفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

وتُؤكد إسرائيل أنها ستواصل تصديها لمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.

اقرأ أيضاً: لواء ‘الفاطميون’ يغادر سوريا الى ايران لمواجهة اميركا

إسرائيل: فصل المسار السوري عن الإيراني

فقد قال مسؤول عسكري اسرائيلي إن إسرائيل ترى تغييرًا لدى الرئيس السوري بما يتعلق بإيران، إذ إن إسرائيل لاحظت أن النظام السوري بات يرى وجود إيران في سوريا عبئًا عليه، خاصة في ظل محاولات لإعادة العلاقات مع تركيا بوساطة الروس الذين لا ينظرون إلى تواجد إيران في سوريا بعين الرضى.

وردًا على سؤال إذا كانت إسرائيل مستعدة للتعاون مع النظام السوري إذا أخرج الإيرانيين، قال المسؤول إنه لا توجد لإسرائيل مشكلة مع النظام، بل مع تواجد إيران في سوريا ومحاولاتها مع حزب الله اللبناني تشكيل ميليشيات على غرار حزب الله في الجولان لضرب المصالح الإسرائيلية. وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل لا تتحمل هذا الخطر، وتقوم عند الضرورة بالعمل على إبعاد الخطر.

إسرائيل لاحظت أن النظام السوري بات يرى وجود إيران في سوريا عبئًا عليه، خاصة في ظل محاولات لإعادة العلاقات مع تركيا بوساطة الروس

وقال إن إسرائيل تقصف مواقع لإيران ولحزب الله وتجبي ثمنًا ما من النظام السوري الذي بات يعي خطر تواجد إيران عليه ويعمل في الآونة الأخيرة أو يقدم إشارات إلى إسرائيل بطرق شتى أنه لا يرغب في استمرار تواجد إيران على الأرض السورية. وتطرق المسؤول إلى الغارات الأخيرة واستهداف مسؤول من حزب الله على الأراضي السورية. وقال إن الحقيقة في هذه الغارة هي على عكس النشر الذي كان حولها من قبل حزب الله ومقربيه.

سوريا: صواريخ «أس 300» فاشلة!

وفي تصريح سوري هو الاول من نوعه، انتقد مصدر عسكري سوري نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس-300″، معتبرة أنه غير فعال إلى حد كبير ضد الضربات الجوية الإسرائيلية، حسبما ذكر موقع “أفيا برو” الروسي.

وقال مصدر عسكري سوري للموقع إن الرادار المستخدم على نظامي S-300 و”بانتسير-س” أثبت عجزه عن كشف وإصابة صواريخ كروز الإسرائيلية في مناسبات عديدة.

ويعكس هذا الحديث السوري عن فشل السلاح الروسي، استياء علنيا يعبر عنه النظام لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين، خصوصا مع توارد المعلومات عن ضغوطات يتعرض لها النظام من قبل الرئيس الروسي فلادمير بوتين وقيادته العسكرية في سوريا، من أجل المباشرة بكتابة دستور جديد للبلاد، ينتقص من صلاحيات الرئيس بشار الاسد.

رفض أميركي لاحتواء نظام الأسد

وفي سياق متصل قال المبعوث الأميركي ومسؤول الملف السوري جيمس جيفري، إن بلاده تدعم «في كل الطرق الممكنة»، دبلوماسياً ولوجيستياً، الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا، لافتاً إلى وجوب خروج جميع القوات الأجنبية التي لم تكن موجودة قبل 2011 بما فيها التركية والإيرانية والأميركية عدا الروسية.

وقال جيفري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الاعتقاد أن الانخراط مع دمشق يُبعدها عن طهران «فكرة جنونية. بادئ ذي بدء، تملك إيران مواطئ أقدام شديدة الرسوخ في الدولة السورية وداخل المجتمع السوري»، لافتاً إلى أن دولاً عربية كثيرة «لن تكون على وفاق أبداً مع رجل مثل الأسد. يمكنهم الزعم بأنهم يستطيعون النأي به بعيداً عن المدار الإيراني، لكنني أرى أن هذا غير ممكن على الإطلاق».

الرئيس الاسد سوف يُترك وحيدا عرضة للهجمات الجوية الاسرائيلية، وكذلك للضغوطات السياسية الروسية التي تطالبه بالتخلي عن الايرانيين

اقرأ أيضاً: ايران تتورّط في العراق وأميركا تتشبّث بقواعدها على الحدود مع سوريا

وأكد المبعوث الأميركي أن بلاده ستواصل فرض العقوبات على دمشق، و«نؤيد سريان العقوبات على النظام السوري حتى قبوله بالحل السياسي».

نتيجة لما تقدّم، يؤكد محللون ان الاتفاق الروسي الاميركي تبلور بشكله النهائي، مسقطا ما في يد الايرانيين ويد النظام السوري من ذرائع، مع  قبول اميركا بانسحاب قواتها من سوريا شرط انسحاب الإيرانيين وباقي القوات الاجنبية عدا القوات الروسية الموجودة “بشكل شرعي” حسب منطق النظام السوري نفسه، ما يعني ان الرئيس الاسد سوف يُترك وحيدا عرضة للهجمات الجوية الاسرائيلية، وكذلك للضغوطات السياسية الروسية التي تطالبه بالتخلي عن الايرانيين والقبول بتنازلات وتوقيع اتفاقات مع المعارضة، وكتابة دستور جديد للبلاد برلماني، بدلا من النظام الرئاسي المعمول به حاليا، وهذا معناه نهاية حكم الحزب الواحد في سوريا، ونهاية حكم بشار وآل الاسد لاحقا.

السابق
بمبادرة «خيّرة»: جنبلاط يزور عون «لتنظيف الخلاف».. ولا مساعٍ لتغيير الحكومة!
التالي
فضيحة التحقيق مع الثوّار: عنف وحشي وصعق بالكهرباء.. هل يتحرّك القضاء؟