سلامة «حزب الله» بتلغيم الطريق إلى «رياض.. سلامة»!

رياض سلامة
وبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود بعد مؤتمر الضرورة الصحفي الذي عقده منذ يومين حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ووجه فيه كلمته الرقمية إلى الرأي العام هذه الكلمة التي تحتاج إلى شرح وتفسير خلت منه عبارت الحاكم الروتينية ...

لقد ستر الحاكم بأمر المال بذلك عورات سياساته النقدية منذ توليه حاكمية المصرف، كما رد الجميل لشركائه من الطبقة السياسية الفاسدة بحمايتها كما حمته من كشف المستور، وهو إذ لم يُقدم جديداً إجمالاً، لكنه كشف تناقضات كشف الحساب بين أرقامه وأرقام الحكومة، مما يرجع بالأزمة بينه وبين الحكومة إلى نقطة الصفر، في زمن ليس فيه متسع من الوقت لتشخيص المشكلة، بل الزمن بحاجة لعمليات جراحية مستعجلة وطارئة لحلها ..

اقرأ أيضاً: دياب وسلامة «موظفان» يتبارزان.. أي منقلب سينقلبان؟!

معركة حزب الله مع سلامة

   ولم يكد الحاكم ينته من مؤتمره الهادئ حتى بدأ صخب المنصات الإلكترونية الموجهة من بعض رموز السلطة وقوى الأمر الواقع للرد الفوري، وتصدر حزب الله هذه المنصات بجيشه الإلكتروني مطلقاً صواريخه غير الذكية باتجاه الحاكم ليوضح بذلك الواضح، ألا وهو أن معركته مع الحاكم لم تكن لما ألحقته سياسات المصرف المركزي بالاقتصاد اللبناني والعملة الوطنية وبمصالح اللبنانيين من الضرر، وهي السياسات التي لم يحرك حزب الله فيها ساكناً قبل العقوبات الأمريكية الاقتصادية على رموزه ومموليه وداعميه في الداخل والخارج.

أظهرت التجربة الطويلة مع الحزب في كون أزمة أموال المودعين لا تعنيه بمقدار ما يعنيه حماية حسابات الداعمين له، وهذا ما بدا واضحاً في الهجمة الممنهجة التي ينظمها ضد حاكم المركزي حصراً

بل ظهر جوهر المواجهة بعد العقوبات بين الحاكم والحزب على خلفية إقفال البنك المركزي لبعض الحسابات المصرفية لحزب الله وداعميه في إطار تحصين سمعة القطاع المصرفي اللبناني من وصمة الإرهاب التي تُصِرُّ الإدارة الأمريكية على إلصاقها بكل من له علاقة بحزب الله ، في وقت كشف فيه مساعد وزير الخارجية الأمريكية دايفيد شينكر في تصريح له قبل أيام أن حاكم البنك المركزي تعاون مع الإدارة الأمريكية لإقفال مجموعة من الحسابات المالية المصرفية التابعة لحزب الله ولداعميه في إطار السياسة الأمريكية لمكافحة الإرهاب .

حزب الله يورّط مصارف لبنان

ففي الوقت الذي يرى البعض في تعاون رياض سلامة مع الإدارة الأمريكية بهذا الصدد خطوة ضرورية لحماية اللبنانيين وتحصين القطاع المصرفي لئلا تلحق به برمَّته تهمة الإرهاب، ولئلا يكون مصير البنوك التجارية اللبنانية مصير البنك اللبناني الكندي وبنك الجمال، يرى حزب الله أن إجراءات رياض سلامة هي حرب على المقاومة وبيئة المقاومة وشعب المقاومة!

فحزب الله يريد إغراق كل البلد وكل اللبنانيين ليقتص من حاكم البنك المركزي دون أن يوجه سلاحه للقوى الحقيقية التي هي وراء إفلاس البلد والذين هم شركاؤه في الحكم والسلطة.

اقرأ أيضاً: الفساد.. كل حزب على «إختصاصه»!

وقد أظهرت التجربة الطويلة مع الحزب في كون أزمة أموال المودعين لا تعنيه بمقدار ما يعنيه حماية حسابات الداعمين له، وهذا ما بدا واضحاً في الهجمة الممنهجة التي ينظمها ضد حاكم المركزي حصراً دون بقية الشركاء والحلفاء، والتي قد تتقاطع مع مطالب شريحة من ممثلي الحراك المدني الشعبي المطلبي الحقيقي عن قصد أو غير قصد، ولعل هذا الميل العظيم في حركة حزب الله في مواجهة حاكم المصرف المركزي وسياساته المالية هو الذي دفع الرئيس نبيه بري للتدخل باتجاه تحييد البنك المركزي عن الصراع بين حزب الله والحاكم حرصاً على الثروة النقدية المتجمعة في المركزي والبنوك التجارية وإبعادها عن العقوبات الأمريكية من جهة، وحرصاً – من جهة أخرى – على عدم نشر غسيل السياسات المالية والنقدية التي ستتطيح بها رؤوس كبيرة في البلد لو تم نشرها ..

 فهل فعلاً يقوم حزب الله بالتضحية بالكل ليحفظ مصالحه الخاصة في مواجهته مع حاكم مصرف لبنان؟

وهل فعلاً يحمل حزب الله هم كل اللبنانيين في الأزمة المالية الراهنة ؟ أم كل ما يعنيه هو أن يحمي رأسه ومن بعد ذلك كم يقول المثل الشعبي ” بطيخ يكسِّر بعضو”؟!

السابق
الخطة الإقتصادية «تُفجر» عقدة «الحريرية السياسية»!
التالي
بالصور: قوى الأمن تنشر الراوية الكاملة لحادثة ضهر البيدر!