يوم تفرّ إيران من الصين بعد إنفجار كورونا الكبير!

فيروس الكورونا
على الرغم من البروباغاندا السياسية التي تبناها الحرس الثوري باتهام اميركا انها مسؤولة عن تفشي فيروس كورونا في ايران والعالم، فان وزير الصحة الايراني بدا انه يغرّد خارج سرب هذا التضليل الاعلامي، فقد اعلن صراحة أمس ان الصين هي المسؤولة انتشار فيروس كورونا في بلاده.

على الرغم من سياسة التقارب والتحالف لعقود من الزمن بين ايران والصين، فقد أشعل فيروس كورونا جدلا حادا غير متوقع بين البلدين حول المسؤولية عن تفشي فيروس كورونا، واحتدم هذا الجدل خاصة بين وزارة الصحة الإيرانية والسفير الصيني في طهران.

فقد قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية في تصريح لوكالة الأناضول إن الإحصاءات التي قدمتها الصين بشأن حجم وتأثير فيروس كورونا لديها مجرد “دعابة مرة”، مضيفا أن مدينة ووهان الصينية كانت تعاني من وباء، وأن المسؤولين الصينيين “عرفوا كورونا على أنه أقل فتكا من الأنفلونزا”، وقال إنه “ينبغي التفكير مليا في إعلان الصين تمكنها من القضاء على الوباء في غضون شهرين”.

اقرأ أيضاً: الصين تهزم الكورونا… بالرأسمالية!

كما هاجم المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جيهانبور، مساء الأحد، الصين بسبب تفشي فيروس كورونا  المستجد الذي انتشر في أغلب دول العالم.

السفير الصيني في إيران رد على جيهانبور، وكتب في حسابه على تويتر، قائلاً له إن “وزارة الصحة الصينية لديها مؤتمر صحفي يومي، واقترح عليك قراءة أخبارها بدقة لتستخلص النتائج”

وقال جيهانبور في مقابلة مع وكالة الأنباء التركية “الأناضول”، ونشرتها وسائل إعلام إيرانية، إن “الصين رمت العالم بمزاح مؤلم حول فيروس كوفيد-19، وأغلب دول العالم تعاملت مع الفيروس وفق المعلومات الصينية وتخيلت أنه مرض أشبه وأسهل من الرشح العادي (الأنفلونزا)، ولكن الأمر ليس كذلك”.

الصين تردّ والخارجية الإيرانية تتدخّل

السفير الصيني في إيران رد على جيهانبور، وكتب في حسابه على تويتر، قائلا له إن “وزارة الصحة الصينية لديها مؤتمر صحفي يومي، واقترح عليك قراءة أخبارها بدقة لتستخلص النتائج”.

ورد المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية اليوم الاثنين على السفير الصيني في البلاد، قائلا، إن:”وزارة الصحة الإيرانية تعقد كذلك يوميا مؤتمرين صحفيين اثنين، وهذا الأمر فريد من نوعه ويمكن للسفراء المحترمين ووسائل الإعلام في كافة الدول، وخاصة الدول الصديقة متابعتهما”.

فأجابه السفير الصيني على الفور: “سيدي العزيز، بناء على ذلك أرجو منك احترام الحقائق والجهود الكبيرة التي يبذلها الشعب الصيني العظيم”.

وهنا تدخّل على خط تلك التصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، الذي حاول تلطيف الجو بين البلدين وقال في تغريدة له: “لقد كانت الصين حكومة وشعبا في طليعة مكافحة فيروس كورونا وقدمت مساعدات سخية لدول أخرى حول العالم”.

وأضاف محاولا ترميم الشرخ:”ان شجاعة الصين والتزامها ومهارتها في السيطرة على كورونا تستحق التهنئة، وإيران دائماً أثنت على الصين في هذه الظروف”.

إيران تتفق مع ترامب

لا شك ان ارتفاع أعداد الوفيات بسبب تفشي كورونا في ايران إلى مستويات قياسية بلغت حوالي 3800 ضحية، أحرج السلطات الإيرانية بسبب العجز عن الاستجابة لمخاطر الفيروس الذي انتشر من مدينة قم حيث تعيش جالية صينية كبيرة تعمل في مجال الصناعة، ومنهم من يدرس ايضا في حوزتها الدينية.

وفي موقف موازٍ ردا على أسئلة من “رويترز” حول ما إذا كانت الحكومة علمت بأمر وصول الفيروس إلى إيران في وقت أبكر مما هو معترف به، قال علي رضا مير يوسفي، المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك:”ظهور فيروس كورونا وانتشاره السريع أخذ كل بلد، بما في ذلك الدول الغربية، على حين غرة. ولم تكن إيران استثناء”.

فإيران التي باغتها “كورونا” كما باغت الولايات المتحدة وجدت نفسها مجبرة على الاعتراف بالحقيقة التي نطق بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ اسابيع وسمى كورونا بالفيروس الصيني

ومن هنا، يبدو واضحا ان إيران التي باغتها “كورونا” كما باغت الولايات المتحدة بسبب نقص التجهيزات ومعدات اختبار الكشف عن الفيروس، وجدت نفسها مجبرة على الاعتراف بالحقيقة التي نطق بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ اسابيع وسمى كورونا بالفيروس الصيني، لأن نظامها الشيوعي ورّط العالم عندما حاول اخفاء الحقيقة بخصوص خطورة الفيروس في بداية انتشاره في مدينة ووهان قبل شهرين، وان هذا التأخير أدى الى عدم تنبيه العالم في الوقت المناسب ومضاعفة تفشيه في كل البلدان.

اقرأ أيضاً: دروس أولية للوباء: «تصحيح» السياسات بأنسنتها

خلاصة ما حدث، أنه ولأوّل مرة تتخذ جهة رسمية ايرانية موقفا مطابقا للموقف الاميركي الرسمي تجاه قضية خلافية حساسة، وموجهة ضد الصين الحليف التاريخي الذي لم يبخل في مناسبات عدة باستخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الامن حماية لمصالح ايران الاستراتيجية  في سوريا وغيرها.

فهل سيستمر هذا التوافق ويتعزّز بين واشنطن وطهران لتتحقق مقولة كيسنجر ان عالم ما بعد كورونا لن يكون كما قبله؟!

السابق
إليسا تتحدى «كورونا» بالرقص.. هذا ليس زمن الاستسلام!
التالي
بالفيديو: العالم ينهار.. ووزير الصحة متفائل: «مشوار كورونا قرب يخلص»!