أزمة المستشفيات وفحوصات «كورونا» تتنقل من البقاع إلى الجنوب..والهلع يتصاعد!

بلدية زحلة تعمل على مراكز حجر ل"كورونا" في نظاقها
الخوف من "كورونا" يتمدد مناطقياً حيث لا مستشفيات مجهزة في البقاع والجنوب، ولا فحوصات للفيروس واذا توفرت فتكلفتها 150 الف ليرة، الامر الذي يفاقم الهلع بين المواطنين.(بالتعاون بين "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس")

وفي اليوم الثاني “للتعبئة العامة”، سادت “الاجواء الكورونية” على ما عداها في لبنان، وتحولت الانظار الى “الصدام” بين السلطة، وخصوصاً وزير المال غازي وزني وجمعية المصارف بعد الاشتباك الاعلامي بين الطرفين على خلفية القرار بإغلاق فروع المصارف في لبنان كله، باستثناء الادارات العامة، والتي ستسيّر الاعمال بالحد الذي يسهل امور المواطنين.

وفي عداد الاصابات الجديدة تتزايد الاصابات بوتيرة متوسطة بعد الكشف اليوم عن 11 اصابة جديدة، ليصبح عددها 120 اصابة بـ”كورونا”، بين 21 شباط و17 آذار 2020.

ويتردد، ان ناشطين وافراداً وجمعيات، انطلقوا في جمع التبرعات المالية، ومساعدات غذائية، وادوات، ومواد طبية وكمامات وقفازات، لتوزيعها على القرى والاحياء في المدن، والتي تشكو نقصاً في كل شيء مالي وغذائي وطبي.

تفريخ لجان!

في حين تبدو الدولة ووزاراتها غارقة من جديد في اللجان وتشكيلها وانشاء الخلايا للازمات وتفريخها، ولا سيما القرار الصادر عن مجلس الوزراء بإنشاء خلية ازمة في البلديات لتلبية احتياجات الناس. وهذا القرار لا داع له طالما ان البلديات هي حكومة مصغرة في القضاء او المدينة او المنطقة التي تعمل فيها. ويفترض ان يكون الهم الاجتماعي والاشراف على الحجر الصحي وتلبية حاجات الناس، من صلب مهامها وهي تتقاضى اموالاً من الصندوق البلدي المستقل وكذلك من عائدات الهاتف الخلوي.

وحري بالحكومة ان تصرف بعض موازنات البلديات المحجوبة عن 2018 و2019 وان تشرف الدولة على بعض البلديات ةالتي تحولت الى منصات حزبية وسياسية تخدم محازبين محددين كما يجري في الجنوب والبقاع دون غيرهم.       

خوف متصاعد 

ميدانياً، يطغى الخوف من فيروس “كورونا” على اللبنانيين من البقاع الى الجنوب والشمال والعاصمة بيروت حيث الشوارع فارغة والاقفال سيد الموقف باستثناء الصيدليات والسوبر ماركات، وذلك بسبب عدم توفر فحوص “الكورونا” في المناطق وان وجدت على ندرتها فإن ملفتها 150 الف ليرة ولا قدرة للناس على دفعها.

إقرأ أيضاً: إلى تجار الدين: إرحمونا في زمن الكورونا!

أما على مستوى الخدمات الصحية وجهوزية المستشفيات الحكومية والخاصة فيبدو انها غير جاهزة لاستقبال اي حالة من اصابات “كورونا” والهلع يتصاعد من الوباء، وفق ما تؤكد مصادر متابعة، وفي جولة لموقعي “مناشير” و”تيروس” في البقاع والجنوب.

البقاع

بقاعاً، يقض مضاجع البقاعيين، غياب الخطة الاستشفائية الحقيقية، التي يفترض بوزارة الصحة بعد مرور نحو شهر على ظهور أول حالة “كورونا” في لبنان، ان تقوم بها، ولكن ما زال  وزير الصحة حمد حسن سنعمل وسنجهز، ولا شيء يوحي بصدق ما يقول.

هذه الاسئلة يعكسها المواطنون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم وسام مراد الذي طرح مجموعة من الاسئلة لم تجد لها اجوبة بين الناس.

مرفأ الصيادين في صور لم يطأه رواده اليوم
مرفأ الصيادين في صور لم يطأه رواده اليوم

وهي : ماذا تفعل اذا شعرت ان العوارض مصاب بفيروس كورونا واين تذهب في البقاع؟

من يعقم منزل المشتبه به وكيف تجري عملية التعقيم؟

اين يتم حجر ذويه واقاربه؟

في اي مركز يمكن ان يفحص المواطن؟

إستفسارات

واجرى موقع “مناشير”، جملة اتصالات بالمعنيين في البقاع، وعَلم من ادارة مستشفى الياس الهراوي الحكومي بصدد تجهيز 20 سريراً، لمعالجة المصابين بـ”كورونا”، بناء على طلب من الوزير، وبانتظار أن يتم تأمين مبالغ ثمن المعدات المطلوبة. وقال المصدر :”امامنا نحو اسبوع لتكون  الاسرة جاهزة”. وتابع في البقاع الاوسط :”لا يوجد مركز لفحص “كورونا”، واي “مواطن مصاب عليه التوجه الى مستشفى الحريري الجامعي، لاجراء الفحوصات اللازمة”.

 ولفت ان “إحدى المستشفيات الخاصة في البقاع بصدد تأمين هذا الفحص في البقاع مقابل 150 الف ليرة حسب التسعيرة التي حددتها الوزارة.، علماً ان هذا المبلغ غير متوفر عند غالبية اللبنانيين في هذه الظروف”.

بلدية زحلة

وأعرب رئيس بلدية زحلة معلقة تعنايل أسعد زغيب لـ”مناشير”، أن البلدية تعمل بكل طاقتها لتأمين أماكن للحجر، وقال: “قبل تأمين الأماكن نعمل اليوم جاهدين لتشكيل صندوق تعاضدي، كما قال النائب ميشال ضاهر، ودعمه من قبل الميسورين سياسيين وتجار وغيرهم والبلدية، لنأمن مراكز للحجر”، وتابع زغيب “هناك اوتيلات فارغة ومتوقفة نتواصل مع اصحابها لنجهزها بخصوص الحجر”.

وناشد البقاعيون وزير الداخلية محمد فهمي، اقفال مراكز معاينة الميكانيك اسوة بباقي المؤسسات، لانه يسبب اختلاط مواطنين وموظفين واحتكاكاً واكتظاظاً، وطالب البقاعيون بأن “يتم دفع الميكانيك من دون معاينة وذلك استثنائياً”.

في البقاع الاوسط لا يوجد مركز لفحص “كورونا”واي مواطن مصاب عليه التوجه الى مستشفى الحريري الجامعي، لاجراء الفحوصات اللازمة

وفي بعلبك الهرمل يستمر المواطنين بانتظام حجرهم الذاتي خوفاً من تمدد “كورونا”، فيما اعرب محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر عبر حسابه على “تويتر”: ” أن حالة الكورونا الأولى التي أعلنا عنها منذ يومين (الشاب الذي يعمل في كافيتريا مستشفى الجامعة الأميركية)، أتت نتيجة فحصها سلبية في مستشفى رفيق الحريري، علما أن الفحص الأول في أحدى المستشفيات الخاصة كانت إيجابية. وتم الحجر على الشاب لمزيد من الأمان، على أن يعاد الفحص لمزيد من التأكد”.

الجنوب

جنوباً تابع موقع “تيروس ” عن قرب، إستعدادات المستشفيات الخاصة في قضاء صور لاستقبال مرضى “الكورونا”.

وكشف طبيب لاحد الجهات الضامنة الخاصة  ان الإستعدادات في المستشفيات الخاصة  الثلاثة في قضاء صور  تساوي صفراً، وهي عاجزة عن استقبال حالة طارئة واحدة، ناتجة عن ازمة قلبية او ما شابه. اما بالنسبة لعلاج “الكورونا” فإن اتى اي مصاب بالفيروس جُلَّ ما يُقدم له هو ادوية الرشح العادي والقيام بالأمور المتعارف عليها كتأمين العزل والتدفئة وجهاز التنفُّس ان وُجِدَ. واضاف :”لو كانت الوزارة جديَّة لأمَّنت على الأقل لقاح “الكورونا” في مستشفى صور الحكومي وبشكل مجاني، ولكن ما زالت الوزارة تتعامل معنا كإطباء ومع المرضى من وجهة سياسية و إنتخابية ليس أكثر”.

صيدا والنبطية

اما في مستشفيات صيدا و النبطية، فالأمر لا يختلف عن صور ابداً، اذ تشير ممرضة الى ان “مستشفيات صيدا تصرح بغير الواقع الموجود لديها، فلا قدرة لها، حتى المُهمة منها كمستشفى حمود الجامعي على متابعة مريض الكورونا حتى الشفاء”.

وقال أحد موظفي مستشفى النجدة الشعبية في النبطية ان :”لا قدرة علاجية في مستشفيات النبطية و كل ما قاله وزير الصحة كلام في الهواء”.

ميدانياً، لم تسجل جنوباً أي إصابة جديدة، واثناء جولة لموقع تيروس في مدينة صور كانت المدينة مقفلة تماماً والجميع حتى المطاعم و المقاهي و رواد الكورنيش التزموا بيوتهم.

الشوارع بدت فارغة في صور
الشوارع بدت فارغة في صور
السابق
«كورونا» يحاصر العالم.. متى ينحسر؟
التالي
جديد قضية زياد عيتاني.. اخلاء سبيل ايلي غبش!