«تجار الكورونا» يحتكرون «ضاحية المقاومة»!

كورونا
يتفاجأ العالم في كل لحظة على خبر جديد حول الڤيروس الوبائي المستجد، من الحديث عن طرق سرعة انتشاره وانتقاله من دولة إلى أخرى وعن طرق تحوله وتطوره الجيني ومتابعة أفضل سبل الوقاية منه، ومحاولات مختبرات دول العالم لإيجاد علاج له ولقاحات لمواجهة مخاطره.

تسارع الدول الكبرى والمؤسسات المالية العالمية والمنظمات الدولية لتقديم العون والدعم للدول الضعيفة والشعوب المستضعفة في العديد من الدول للحد من تفشِّي الوباء، وتكثر المبادرات الخيرة حتى من قبل بعض دول المعاناة، فتجد جمهورية الصين الشعبية الشيوعية تُرسل مساعدات طبية مستعجلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وترى فرنسا العلمانية تعاجل لبنان بمعدات طبية وإن كانت خجولة، وتراقب مبادرات مصانع العراق وأفراد الشعب لصناعة كفايتهم من الكمامات الوقائية كما حصل في قصة الخياط العراقي صانع الكمامات الشهير الذي بادر بتوزيع الآلآف منها مجاناً على أبناء وطنه، وتتقدم الولايات المتحدة الأمريكية بعروضات لمساعدة من تختلف معهم في السياسة كالصين وإيران وذلك لمكافحة المرض والحد من انتشاره، وتسمع عن تخفيض دولة الإمارات العربية المتحدة لثمن المعدات الطبية الوقائية لتشجيع الناس على الإقبال على شرائها، وتجد وترى وتراقب وتلتمس، مما يطول عرضه من مبادرات إنسانية تتكاتف فيها الخلائق لمعونة بعضها البعض..

اقرأ أيضاً: «الفيروس» ينتهي بانتصار الأسطورة!

الجشع في لبنان

 إلا في بلدنا لبنان… والناس على دين ملوكهم، فتجد شجع التجار اللبنانيين واحتكارهم للمستلزمات الوقائية والمعدات التعقيمية ورفعهم للأسعار بمستويات جنونية لجني الأرباح والمكاسب المحرمة وخصوصاً في الدائرة الدينية الإسلامية والمسيحية، وبالأخص في الدائرة الشيعية سيما دائرة نفوذ الثنائية الشيعية في ضاحية المقاومة وجنوب المقاومة وبقاع المقاومة ، والاحتكار هو من كبائر الذنوب في فهم الدين عند كل الديانات، كما أن تجاوز الربح العرفي لثمن السلع من المحرمات المسلمة في جميع الشرائع والأعراف الاجتماعية.

مع الاسف فان حزب الله الذي يحتكر الأمن والسياسة والجمعيات الخيرية في الضاحية وفي بيئة المقاومة، يغسل يديه ويتبرأ من احتكار التجار وسطوة حيتان المال في هذه الاوقات الحرجة من عمر الوطن

لا يستحق تجار الكورونا في لبنان صفة الإنسانية، فأين مبادرات السياسيين والأحزاب اللبنانية الذين حصدوا الأصوات في الانتخابات، أين هم من مد يد العون عند المحنة والشدة والحاجة للضعفاء من منتخبيهم؟ وألا يقدر ناهبو أموال الشعب على التبرع بسبل الوقاية لحماية الشعب علَّهم يحظون بفرصة نهب أخرى؟

الاحتكارات في الضاحية

أما في الدائرة الشيعية وضاحية المقاومة، فلماذا تتميز تجاوزات الاحتكار ورفع الأسعار في الكم والكيف عن بقية المناطق؟!

هذا وقد استجد في الشهرين الأخيرين في كل لبنان وخصوصاً في ضاحية المقاومة، استجد عدد كبير من التجار والمحتكرين للمواد الطبية ومستلزمات الوقاية من وباء ڤايروس كورونا المستجد، مما أدى إلى طفرة جنونية في ثمن الكمامات ووسائل التعقيم والوقاية المختلفة من الوباء المستجد، حتى ظهرت جماعة من التجار في الضاحية صاروا يعرفون بتجار كورونا، وقد تمدد هؤلاء التجار المحتكرون والاستغلاليون من الاتجار باللوازم الطبية الوقائية إلى الاتجار بالمواد الغذائية التي هجمت الناس لشرائها بقوة في الأسبوع الأخير خوفاً من الاضطرار للحجر على البلاد بسبب انتشار المرض وارتفاع عدد المصابين بسرعة ملحوظة..

إلا في بلدنا لبنان… فتجد شجع التجار اللبنانيين واحتكارهم للمستلزمات الوقائية والمعدات التعقيمية ورفعهم للأسعار بمستويات جنونية لجني الأرباح والمكاسب المحرمة وخصوصاً في الدائرة الدينية الإسلامية والمسيحية

اقرأ أيضاً: الحرب الجرثومية والجنازات الطويلة!

 لا يجوز وصف دعاة الإسلام من هؤلاء التجار بالمؤمنين، فهم والإيمان على طرفي نقيض، بالمقابل متى نرى ونلتمس مبادرات إنسانية وخيرية ودينية في هذا البلد من الجمعيات الخيرية ومؤسسات جمع التبرعات للمقاومة، التي طال ليلها وكثرت ضوضاؤها أيام الرخاء، ولم نجد لها حساً في أيام الشدة والمحنة والبلاء؟!

مع الاسف فان حزب الله الذي يحتكر الأمن والسياسة والجمعيات الخيرية في الضاحية وفي بيئة المقاومة، يغسل يديه ويتبرأ من احتكار التجار وسطوة حيتان المال في هذه الاوقات الحرجة من عمر الوطن.

السابق
«الفيروس» ينتهي بانتصار الأسطورة!
التالي
بيروت تلتزم الحجر المنزلي.. وشباب الضاحية يُطلقون مبادرة «أنا حدّ بلدي»!