مصطفى فحص لـ«جنوبية»: لولا حزب الله لسقطت منظومة الفساد خلال أيام

الثورة اللبنانية
محلل سياسيّ، وكاتب صحفي، يحمل ماجستير في الدراسات الإقليمية ودبلوم في السياسات الإقليمية ، وإجازة في العلاقات الدولية، من معهد العلاقات الدولية موسكو، ورئيس جائزة هاني فحص للحوار والتعددية إنه الناشط السياسي مصطفى فحص.

يرى مصطفى فحص أن “الحراك أو الثورة الآن ليست حراكاً، بل هي انتفاضة اللبنانيين ضد المنظومة السياسية الحاكمة، ولذلك لا يمكن اعتبارها حراكاً، ولا وصفها بالثورة الكاملة الشاملة، وفقاً لكلاسيكيات ثورات القرن الماضي، عندما كانت هناك ثورات إنقلابية تقطع نهائياً مع الماضي. لأن ما يحدث في لبنان عملية تغيير عنوانها هو اعادة هندسة سياسية وإجتماعية للجمهوية اللبنانية”.

ما يحدث عملية تغيير

ويعتقد “أنه لا يمكن التعامل مع ما يحدث في لبنان كما حدث في العالم العربي، ولكنه جزء من تداعيات الربيع العربي، ولا يمكن تحديده بزمان محدد وبمعطيات محددة، لأن ما يحدث هو عمل تراكميّ، حدثت الصدمة الأولى في 17 تشرين، فرضت التاريخ ووضعت الأهداف. ونحن الآن في مراحل جديدة من أجل الوصول إلى الأهداف، وهي تمرّ بمدّ وجزر بحسب الأوضاع الإجتماعية والأوضاع السياسية”.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يخسر في الميدان السوري.. ولا يحصد سوى الأرواح والنقمة الشعبية!

ما يحدث عملية تغيير عنوانها هو إعادة هندسة سياسية وإجتماعية للجمهورية اللبنانية..

الإنتفاضة لا تريد قتل الناطور

ويتابع “لذا الانتفاضة وإن تراجعت في الشارع  فهي تتبلور تنظيميا وتتبلور سياسيا، وهناك مساعٍ جدية في اجل تنظيم الفوضى، هناك تقارب بين مجموعاتها، وتقريب  أكثر للأهداف التي باتت واضحة تتجاوز الحكومة وتتجاوز المطالب العامة، وبدأت  تطالب ببلورة مرحلة انتقالية. فالإنتفاضة لا تريد قتل الناطور بالمعنى العام، بل إنها تريد توزيع العنب على جميع اللبنانيين، لذا هي متمسكة بشعار المحاسبة، والانتخابات النيابية، وفقا لقانون انتخابي عادل، وحكومة مستقلة ذات صلاحيات تشريعية وتنفيذية، لذلك فإن معركة الإنتفاضة المقبلة هي مع سلطة مجلس النواب لأن هذه الحكومة باتت لا تمثّل شيئا. خصوصا ان السلطة الحالية تعتمد على مجلس النواب من أجل تأمين شرعيتها”.

اللبناني أصبح متعلقا بحبال الهواء

عن الخلاص من الأزمات التي تعصف بلبنان يقول فحص “الخطورة فيما يحدث أن المواطن اللبناني أصبح متعلقا بحبال الهواء، تحت شعار (يمكن)، (فلنعطِ فرصة)، (هل يمكن)، (هل لديهم)، (هل يملكون خطة اصلاحية). والخطورة في عملية ردة الفعل عندما يشعر أو يلمس المواطن اللبناني أن هذه الحكومة مضيعة للوقت، وأن حبال الهواء التي تعلق بها لا تنقذ غريقا ستكون ردة الفعل قاسية. وسنرى مشهدا أخطر مما رأينا في الفترات السابقة وقد يكون عنفيّا”.

مصطفى فحص
مصطفى فحص

حزب الله وضع نفسه مقابل الشعب اللبناني

وعن ارتباط الوضع الداخلي الإيراني بالوضع الداخلي اللبناني، يؤكد فحص “مشكلة حزب الله أنه فرض نفسه على اللبنانيين بأنه حاميّ العهد، وأن ما يمسّ العهد يمسّه، وبعد أربعة أيام أعلن معاداته للانتفاضة، ووضع نفسه مقابل الشعب اللبناني. الآن هذه الثورة التي تتبلور سياسيا تتعامل معه على أنه الحزب الحاكم لأن الجميع يعلم أنه لولا حزب الله لسقطت هذه المنظومة خلال عشرة أيام”.

الإنتفاضة تتطابق مع الشارع الشيعي وخصوصاً شارع حزب الله المستاء من الفساد

اقرأ أيضاً: حين يبحث الفقراء عن قائدهم!

“حزب الله” رهينة الطبقة السياسية

ويشدد على أن “حزب الله دخل الآن بمرحلة ارباك، وإنه كان ليكون أقوى الخاسرين بحال وضعت الإنتفاضة شروطها على هذه الطبقة السياسية الحاكمة، وكان من الممكن أن يكون حزب الله شريكا لهذه الانتفاضة، لأن هذه الإنتفاضة تتطابق مع الشارع الشيعي وخصوصا شارع حزب الله، المستاء من الفساد. ولكن مشكلة حزب الله أنه وقع رهينة لهذه الطبقة السياسية التي طلبت منه أن يسكت عن فسادها مقابل أن تسكت عن سلاحه ومصالحه الإقليمية، فرهن سلاحه للفساد ولفساد هذه الطبقة التي من الممكن أن تتخلى عنه في أية لحظة حقيقية قد تواجهها مستقبلا مع المجتمع الدولي، لقاء صفقة إقليمية”. ويختم مصطفى فحص بالقول إنه “مهما استقوى حزب الله لا يمكنه أن يواجه الشارع اللبناني لأن الشارع اللبناني أولويته تختلف عن الأولوية السياسية لحزب الله. ونحن نخشى أن يكون حزب الله قد اتخذ قرارا بهذا المثل لأن سيتحمل مسؤولية البلد”.

السابق
غطرسة الذئب المُدّمى.. الأسد يُنهي تسويات روسيا وهذه الاتفاقية البديلة!
التالي
«سيّدة الجبل» يُهاجم أداء السلطة بإدارة ملف «الكورونا»: الحاكم الفعلي قابع في الضاحية!