حين يبحث الفقراء عن قائدهم!

فقر

مهما تعالت الاصوات من حولك لتحذرك لتمنعك من السقوط، وحده قاع الوادي سيحدد مصيرك،لا تبالي، اسقط!

اسقط وتعال ، احمل جسدك، احمل جثتك، لا فرق، المهم ان تحضر.انا هنا،جالساً القرفصاء في خيمة في الربع الخالي، ألعب بالحصى، اعيد ترتيبها وفق اشكال هندسية تليق بي كمنجم وكضارب بالرمل وكساحر افلت من غضب ولعنة قومه لانه نطق لغة غريبة في السياسة.

إقرأ أيضاً: بالفيديو.. مسيرات «ستدفعون الثمن» انطلقت: الفقر والجوع أسوأ من «كورونا»!

لا تهلع،اقترب مني، اجلس القرفصاء مثلي وبقربي، انتظر معي مراسم قتل او اعدام رفيقي،شاهد بصمت كيف ارسم ملامحه ، كيف امارس عليه السحر بمشاركة افعى صحراوية، يبدو لا احد يصدق حكايتنا، الجميع صامتون ويراقبون وربما الجميع علينا عاتبون، ربما يفكرون بإعدامنا ايضاً ،لكل واحد منّا روايته مع عمره، مع زمانه، مع ما فاته وما ينتظره.قال لي رفيقي الفقير ، ان الانتفاضة في الساحات لا تعنيه، لا مال لديه في المصرف ليغضب، لا زيتونة عنده ليدافع عنها، لا احد يطعمه ان توقف عن العمل ليشارك في الصراخ، انه لن يهاجم احد من المجرمين الحاليين كما انه لن يدافع عن اي مجرم جديد ان تبوأ السلطة، فليصرخ من تعنيه الحياة، انه لن يحتج دفاعا عن موته.

السحر لم ينفع معه، اخبرني ان كل الذين نراهم في السلطة اتخذوا الفقراء والمحرومين والكادحين جملاً ركبوه ليصلوا السلطة وعندما وصلوا اول ما فعلوه هجروا منزلهم في حيّنا واكثروا من الحرس كي لا نراهم.سألته ان يذكر لي اسماء، ابتسم وقال:” لست بحاجة للاسماء، تعرفهم من قصورهم ومن تجارات ابنائهم ،من لباس مشايخهم ومن سيارات كهنتهم ، تعرفهم من احزابهم ومن شركائهم في الصفقات وفي المصارف.

لن تنفعك اسماءهم ،لا تلفظها ،أنها تجلب النحس والشؤم والفقر والمرض  والاجرام، ما نطق احد بأسمائهم الا وحضرت الشياطين وحلّ الخراب و الدمار.

“لا ينفع السحر معه، رغم كلام رفيقي الفقير الفلسفي -الاجتماعي ورغم حياديته قرروا اعدامه بحجّة انه يفكر و يقدم رأيا معديا خطيرا ، اخطر من عدوى الكورونا ومن الايدز.الفقراء لا يحبون بعضهم وهم وهم يكرهون ويخجلون من فقرهم لانهم اضعف ضحايا الرأسمالية، ليسوا شريحة متشابهة في الاراء فمنهم الاحرار ومنهم العبيد وان تأخروا هذه المرة فلأنهم فقدوا الثقة بقدراتهم وفقدوا الثقة في الجميع من حولهم…خانهم الجميع…الفقراء يبحثون عن قائد طاهر اخلاقي، يجمعهم ليعيشوا لا ليموتوا …اين القائد؟

كن انت القائد!

السابق
«حزب الله» يُجدد هجومه على صندوق النقد.. أصحاب مغانم وصيّادو فرص!
التالي
حزب الله «يحصد» الشباب في لبنان.. والخيبة في سوريا!