محمد فران لـ«جنوبية»: الإنتفاضة مستمرة على فساد السلطة و«القضاء الشرعي»

محمد فران
ناشط في منتدى صور الثقافي، وفي الإنتفاضة، قياديّ سابق في منظمة العمل الشيوعي، حاليّا يعمل في المجال الزراعيّ، إنه محمد حسن فرّان.

عن النتائج المنتظرة في ظل استمرارالفاسدين في السلطة، يؤكد الناشط محمد حسن فرّان، لـ”جنوبية” أن “السلطة لا تدعم الفاسدين لأنها هي الفاسدة، وأجهزتها التابعة لها تنفّذ سياساتها. أما المتوقع تحقيقه فهو المزيد من الوعيّ، وهي مسألة كبيرة جدا ومتشعبّة، وتطال الكثير من المفاصل، أولا وعيّ الجمهور المتزايد أن السلطة هي سلطة المصارف ورأس المال، وأن الطبقة السياسية الحاكمة هي الشريكة الأساس في رأسمال البنوك، وهي السلطة السياسية في الوقت نفسه”.

اقرأ أيضاً: محمد علي مقلد لـ«جنوبية»: الثورة تستعيد قوة اليسار.. والعهد القوي بإحترام الدستور

مطلوب الوعي

ويطالب الناس بـ”الوعي بأن التغيير يجب أن يطال أولا القضاء ليصير قضاءنا عادل ومستقل، والوعيّ بأهمية اصلاح القوانين حتى يتاح لنا محاكمة الفاسدين مهما كانت مراكزهم  مع استرجاع المال المنهوب. الوعي أن هيمنة السلطة السياسيّة على أجهزة الدولة، ولدينا مهمة فعليّة وهي اعادة بناء أجهزة الدولة بعيدا عن المحاصصة وتطوير الأجهزة الرقابيّة للدولة”.

الوعيّ بأهمية اصلاح القوانين يتيح محاكمة الفاسدين مهما كانت مراكزهم  مع استرجاع المال المنهوب

نحن أمام إعادة بناء سلطة

ويتابع بالقول “الوعيّ بأهمية بناء دولة تهتم بحاجات الناس الحياتية، وتهتم بمستقبل الأجيال القادمة. هذه الثورة زرعت الكثير من الوعيّ الذي سيتجذر ويتوّسع خلال مسيرة الثورة الطويلة والمتعرّجة، وسنتعرّف على المزيد من العقول النيّرة التي ستتولى عملية التغيير، وسيطال مختلف قوى التغيير في مختلف القطاعات والمجالات. والصخرة الكبيرة التي كانت تسّد مجرى النهر أزيلت أو كادت أن تزال، وستمشيّ المياه وتتوزع على مجاري كثيرة كالقضاء والطبابة والأمن والتعليم، وسترجع جميعها لتلقى في أجهزة الدولة. لسنا أمام اضراب معمل، بل نحن أمام إعادة بناء سلطة وتغيير بلد، والتصديّ لمن يسرقنا يوميا، وهو لن يعطينا مطلبنا إلا إذا كان مجبولا بتعبنا وعرقنا وجهدنا”. 

المسيرة طويلة”

هذه المسيرة الطويلة ستأخذ وقتا وسيكون لها محطات، ونكون مخطئين إذا ظننا أنها ستعطينا ما نريد بسرعة، فأحيانا سنجد مئات الألوف في الشارع، وأحيانا أخرى سنجد أنها هدأت قليلا، لكن ما من شك أن هذا هو المسير”. وشدد بالقول “سنكمل المسيرة، وقد شهدنا نماذج من السيدات على خطيّ التماس القديمة، وكيف تغذيّ الساحات بعضها، وشاهدنا المقاتلين السابقين معا، الجميع يتحدّث اللغة نفسها والاندفاع نفسه، والأمل نفسه، هذا ليس شيئا بسيطا، فالجميع رفع العلم اللبناني، إضافة إلى دور المرأة التي لعبت دورا قياديا، حيث ستصل بنا إلى انجازات أبعد”.

جيش العاطلين عن العمل سيزيد

فبرأي فرّان “مسافة طويلة بين قناعة الناس أن هذه السلطة فاسدة ويجب أن تبتعد عنها، لأن هذه السلطة بُنيت على سنوات طويلة على حساب الدولة، وبواسطات وبفساد، وهذه الدولة التي إنبنت طوال سنوات لا يكفي أن نقول إن هذا هو الفساد، فالإنسلاخ عن السلطة الفاسدة يحتاج إلى وقت طويل. وطالما الناس مرتبطة مصلحيّا بها من خلال مخالفات الوظيفة والبناء والتعيين والجيش وكل أنواع المخالفات، وطالما هي مرتبطة بهذه الزعامات- هذه الزعامات قد حلبت الدولة – فإنها لن تستطيع تقديم ما قدّمته سابقا، لذا ستتقلص التقديمات وستأتي الويلات على الناس مع تراجع مستواها المعيشي، لأن الناس ستعي أن هذه السلطة دمرّت مستقبلها، لذا تحتاج إلى وقت، لأن جيش العاطلين عن العمل يزيد والخدمات تقلّ، وستكشف هذه السلطة أنها لن تستطيع القيادة من جديد، والناس ستكشف أنه لن تتمكن من السير ورائهم. من هنا مطلب الناس لن يتحقق بين ليلة وضحاها ويحتاج الى مسير”.

المهاجمون بالمئات ومزودون بعصيّ

وردا على سؤال قال “اعتدوا على ساحة العلم حيث الإعتصام بعد الندوة، بعد أن ذهبنا إلى ببوتنا ليلا، وبقيّ الشباب الذين يبيتون في الخيم حيث رأوا حشودا كبيرة قادمة نحوهم، فاتصلوا بعدد من الناشطين، وكان المهاجمون بالمئات ومزودون بعصيّ، في حين أن الشباب قلة قليلة. جئنا نحن وتوجهنا صوب الساحة، ووقفنا في منتصف الساحة، هجموا علينا وأشعلوا الخيم. الجيش تصدّى لهم، ولكن أمام أعدادهم الكبيرة مقابل عدد الجيش المحدود لم يتمكن من صدّهم، فتمكنوا من حرق الخيم، وكان نصيبي ضربة قوية على رجلي بعصا حديدية”.

مهمة الثوار اعادة بناء أجهزة الدولة بعيدا عن المحاصصة وتطوير الأجهزة الرقابيّة للدولة

التمييز الفاضح

ولفت الى أن “القوى الأمنيّة وهي تتصدى لأزلام السلطة كان سلوكها يختلف، ولو كان المعتصمون يقومون بذلك لكانت ضرباتها أقوى بكثير، ولأننا لسنا من أذناب السلطة كانت ضرباتهم أقسى، وقد شاهدنا ذلك في بيروت وفي كل الساحات، حتى القاصرين تم التعامل معهم بقسوة شديدة. أما الراشد من أزلام السلطة فيتعاملون معه بلطف، خاصة إذا كانت الأعداد كبيرة”.

اقرأ أيضاً: إبراهيم شمس الدين لـ«جنوبية»: شيعة لبنان يعانون من «الثنائية الفئوية».. وفي أسوأ أيامهم!

قوانيننا الشرعية هي قوانين ذكورية

أما بخصوص قضية الأم رانيا جابر فهي برأيّ محمد فرّان “جزء أو مثال أو نموذج للفساد الدينيّ. فعندما تبيع المؤسسة الدينية أراضي الوقف وتسجّل باسم مسؤوليها الأراضي أو تتنازل عن أراضيها لزعامات سياسية، فهذا كله فساد. عدا عن كون قوانيننا الشرعيّة هي قوانين ذكورية، الذكر يحصل على ما يريد، فصلاحياته وحقوقه واسعة”.وختم مؤكدا أنه “عندما يكون القضاء العدليّ الذي يعلوه مائة جهاز رقابة ومتابعة وتفتيش منحاز، ويقوم بموبقات، فكيف بالقضاء الديني؟ تريدونه أن يكون جالساَ وكل ما حوله ملتوٍ، وكلهم مخالفين؟ فالمجتمع الفاسد لن يكون القضاء الشرعي فيه صحيحا، فهذا كله وهم”.

السابق
بالفيديو: هكذا سقط قتلى «حزب الله» العشرة بالطائرات التركية!
التالي
بالفيديو: «عَلّيّ سُور المجلس عَليّ..بكرا الأم تشيل ما تخلي».. إنتفاضة نسوية شيعية!