واصف الحركة «يُرنح» وائل أبو فاعور بالضربة .. «القضائية» !

واصف الحركة وائل ابو فاعور

لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي “مشتعلة” منذ الجمعة الماضي، إثر لقاءٍ في بلدة راشيا الوادي للناشط في ثورة 17 تشرين المحامي واصف الحركة وحشد من الثوار والمواطنين من أبناء راشيا والمحيط والبقاع الغربي بدعوة من “مجموعة ثوار موطني” ولجنة الطلاب والشباب في راشيا الوادي، وما تلا ذلك من تطور متسارع في الأحداث ابتدأ بتقدم النائب ووزير الصحة السابق وائل أبو فاعور بشكوى قضائية ضد الحركة بجرم “القدح والذم وتلفيق الأخبار الكاذبة”، والتغريدة التي تلت من أبو فاعور وردّ الحركة عليها ثم الرد المضاد لأبو فاعور، الذي ولّد حملة تضامن شعبية وإعلامية واسعة مع المحامي الشاب، توّجت بمؤتمر صحافي عقده الأربعاء (5/2/2020) في خيمة “المرصد الشعبي لمحاربة الفساد” أمام مبنى اللعازارية، ظهر فيه ليثًا وثّابًا، ومحاجِجًا مُفحِمًا، ومفنِّدًا الكلام العاطفي بالحجج والوثائق والبراهين المكتوبة والمصورة.

أتى المحامي الشاب الوزير أبو فاعور من حيث لم يحتسب، فاقتحم عليه ما كان يحسبه “عرينًا” لـ”الحزبَ التقدمي الاشتراكي”، راشيا الوادي، أضف إلى ذلك جمعه حشدًا كبيرًا فاق التوقعات، لتأتي ثالثة الأسافي كلامًا يتهم فيه ابنُ الثورة ابنَ “التقدمي” البار والمنافح الشرس عنه بالفساد.
صفعات ثلاث حشرت أبو فاعور “في خانة اليك”، فهرول إلى القضاء متقدّمًا بشكواه ضدّ المحامي واصف الحركة على خلفية اتهام الأخير إياه بإرسال أدوية السرطان إلى السويداء خلال توليه مهام وزارة الصحة، ما تسبّب بانقطاعها عن المواطنين اللبنانيين، ثم أتبع دعواه بتغريدة على “تويتر” قال فيها: “إذا ثبت أنّ الحركة على حق أتعهد أمام الشعب اللبناني بالاستقالة من المقعد النيابي لأنني أكون لا أستحق شرف تمثيل المواطنين، وبالاستقالة من الحزب التقدمي الإشتراكي لأنّني أكون لا أستحق شرف الإنتماء إليه”.

صفعات ثلاث حشرت أبو فاعور “في خانة اليك”

لم يُمهِل الحركة أبو فاعور الكثير من الوقت، فجاء ردّه العنيف في المؤتمر الصحافيّ الأربعاء (5/2/2020) في خيمة “المرصد الشعبي لمحاربة الفساد” أمام مبنى اللعازارية، الذي شدد فيه على أن “المؤتمر ليس للرد على ادعاءات أبو فاعور بل للتشديد على أنه بعد 17 تشرين لن يكون أي سكوت على فجور السلطة السياسية وفسادها الذي أوصل البلد إلى الانهيار الكامل الذي تدفع الناس ثمنه بالمباشر”، معتبرًا أن أبو فاعور “تحدى واجتزأ واختلق معركة وهمية، فيما المعركة الحقيقية هي في وزارة الصحة وكل الوزارات”، وتوجه إلى أبو فاعور بالقول: “يجب عليك التمييز بين الإخبار والادعاء، ونحن نعلم أننا في معركة فساد قوية جدًّا معكم، أنتم محصنون فيها بالفساد المقونن، الذي سلب القضاء سلطته وأخذ القوى الأمنية ورهن الموظفين بعلاقة زبائنية، ونحن محصنون فيها بقوة الموقف، ولن نتراجع عنها”.
واعتبر الحركة أن أزمة أبو فاعور “بعد لقائي أبناء راشيا ليست في ما قيل بل لأنه قيل في المكان الذي تعتبره مزرعتك التي تتصرف فيها كيفما شاء في السياسة، وأزعجك الحضور الواسع (قُدِّر بثلاثمئة شخص) الخارج عن الاصطفافات الطائفية والحزبية الضيقة وإجماعهم على مسؤولية كل أفرقاء السلطة عما وصل إليه البلد. أنا نفسي لم أتوقع هذه الحيوية في راشيا، وهو ما فاجأك، فالناس تكلمت عن فسادك وفساد كل المنظومة التي تنتمي إليها، وعندها جن جنونك، ربما لأن وليّ نعمتك كما يبدو قد ساءلك عما حدث عندك فوق (في راشيا). كان 99 في المئة من الحديث في السياسة والصفقات وفساد السلطة كلًّا وأيَّ دولة مدنية نريد وفكر الشهيد كمال جنبلاط، أما مناصروك الثلاثة الذي أرسلتهم للدفاع عنك فكان همّهم شيئًا واحدًا، وأحدهم سأل: أنتم في الثورة تريدون نظامًا إنتاجيًّا لكن النظام الريعي أهم. إذا كنتَ تثقف عناصرك على الزبائنية فستخسر كل شيء. فعندها وجدت أن رمالًا متحركة تمشي تحت رجليك”، متوعدًا بأن “تكون ثورة 17 تشرين في كل الأماكن رمالا متحركة تحتهم”.

وقال الحركة: “أنا ألتقي الدكتور سكرية وكل الناس لمناقشة كل التفاصيل المتعلقة بكم، فهناك أدوية اشتُريت في آخر عهدك بـ106 مليارات ليرة” (وتم عرض مقابلة للنائب السابق إسماعيل سكرية مع قناة شهيرة يُسأله فيها المذيع: كيف دُفعت الـ106 مليارات؟ فيرد سكرية بأنه لا يعرف وعلى الوزير أبو فاعور أن يجيب). وسأل الحركة: “أين الـ106 مليارات؟ ولو سلّمنا بأن ليس أبو فاعور فقط هو المسؤول، فأين النيابات العامة لتحقق في أدوية فُقدت ثمنها 106 مليارات. ونحن نسأل هل تم شراء الأدوية من خلال مناقصة عامة واستدراج عروض؟ وهل أُخذ رأي ديوان المحاسبة؟ وهل وقّع مراقب عقد النفقات والمدير العام لوزارة الصحة بحسب المادة 7/211؟ إن الأمر الأكثر استغرابًا أن النيابات العامة لم تتدخل”.

إقرأ أيضاً: أدوية السرطان «المُباعة» في السويداء.. السبب في إدعاء أبو فاعور على الحركة!

وعرض الحركة فيلمًا يقول فيه أبو فاعور إن الأدوية وُزعت على الفقراء، ثم يعلّق بالقول: “لقد طلبنا من وزير الصحة (جبق) معرفة كيف كان يتم شراء أدوية السرطان من الوزير فرنجية حتى الوزير جبق، وكيف وضعت في مخازن الكرنتينا، وكيف وُزعت؟ فكلنا يعرف كيف تمت المتاجرة بأدوية السرطان في المستشفى الحكومي، وكيف بيعت في الصيدليات، وكيف زُوِّرت، وكيف استُبدلت”، ويتابع: “لقد قلت لثلاثة أرسلهم أبو فاعور إلى لقاء راشيا إنني لا أتهمه الوزير بتهريب الأدوية، وإن ما قيل هو أن الأدوية هُربت إلى إهلنا في السويداء وهو يقول للفقراء، وأنا أتحداه كوزير لديه كل المعلومات أن يعلن على مَن وُزعت ووفق أي آليات. والمضحك أنهم اتصلوا بوزارة الصحة السورية لسؤالها لتنفي شراءها أي أدوية في حين أننا نتكلم عن تهريب دواء وليس عن بيع”.

وتابع الحركة: “منذ بضعة أيام بحثت الجمارك اللبنانية في كيفية تهريب الأدوية” (وأظهر صورًا لشاحنات تهريب وقعت في يد الجمارك) وأضاف: “إذا قُبض على الشاحنات التي هربت الدواء إلى السويداء لعلمت بها الجمارك” وأضاف: “إذا ثبت أنها هُربت يترتب على ذلك تحقيق، وإذا لم يثبت وجب تبيان كيف صرفت”.
وتوجه الحركة إلى أبو فاعور بالقول: “أنا لا أخاف من اتهامك، وقد اتهمتك بالاسم في السابق في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2016، بإخبارات إلى النيابة العامة المالية، والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة بمخالفات مالية وإدارية في وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية واختلاسات وإساءة استعمال سلطة وإخلال بالواجبات الوظيفية والمتاجرة بالأدوية، ولكن استُدعي للتحقيق في النيابة العامة المالية كل المدراء دونك. واتهمتك بالمحسوبيات وتعيين مدراء في مستشفى صيدا. وأطمئنك إلى صدور قرار النيابة العامة المالية باتهام هؤلاء المدراء بالفساد لأنه للأسف ليس هناك وزير يُحاكَم. ولكن للأسف تحرك الملف فقط بالنسبة إلى مستشفى صيدا”.

وسأل الحركة: “البارحة كنا في التفتيش المركزي، والملفات عن وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية بالآلاف، والتحقيق قريب، لكنه لن ينال منكم لأن لديكم حصانة. لقد أوصلتم البلد إلى مستشفيات حكومية لا يستطيع اللبناني الذهاب إليها، ولم نر وزير صحة أو أي وزير، رغم دعوتي إياهم، كلف نفسه حضور جلسة لدعوى موت أناس بسبب أكبر عملية تزوير وسرقة أدوية السرطان”. وتابع: “كيف تسمح يا سيد أبو فاعور وأنت على رأس وزارة الصحة بموت الناس في إقليم الخروب بالسرطان بسبب معامل ترابة زعيمك، فطلبت مني أن أجري لك إحصاء للحالات، فهل هذا واجبي أم واجبك أنت؟ وأنا سأريك ماذا يقول أهل الأقليم (تم عرض فيلم يتحدث عن عشرات الوفيات بالسرطان بسبب معمل وليد جنبلاط).
“وهل تعلم يا سيد أبو فاعور بأن تحقيقًا فُتح قبل توليك الوزارة واستمر بعد أن استلمتها عن أموات غير مصرح عنهم في أربع مستشفيات في طرابلس والشمال استمروا في قبض الأموال عنهم؟”،
“الكل يعلم عن وزير أشغالكم وعرس ابنه الذي أضاء الدنيا وماذا كان يملك وأي أصبح. ولا أتهمه وحده بل كل وزراء الأشغال، وهناك تحقيقات، وبالأمس التفتيش المركزي كان داخل وزارة الأشغال وسيفضح ما تفعلونه”،
“هل تعرف وزير البيئة خاصتكم صاحب المطامر التي تسمم اللبنانيين، فأين دور وزارة الصحة ودائرة الوقاية فيها في حماية الناس؟ نحن تقدمنا بدعوى في 2015 بموضوع ما سمي آنذاك بصفقة “شينوك” (ترحيل النفايات) وهي ما زالت في النيابة العامة التمييزية تحت رقم 1066م/2016، وقد راجعتُ كل المدعين العامين التمييزيين فكان جوابهم للأسف: “نطلب من الجهات المختصة تزويدنا بالمطلوب”. لقد اتهمت في دعوى “شينوك” وزيركم ورئيس الحكومة آنذاك على الهواء، أما اتهامك فهو على الورق”.
وكشف الحركة أن دعوى أبو فاعور سبقته إلى النقابة، في حين أنها تذهب في اليوم الثاني أو الثالث إلى هناك للإذن، لأنه كان يريد الذهاب إلى نقيب المحامين.
وتابع: “وأنا أريد تذكيره (أبو فاعور) بوزارة المهجّرين، وبأنه في الـ2015، في الشكوى 6093، هناك ضيعة أعطي فيها 600 شخص وأكثر أموالٌ فيما عدد البيوت أقل بكثير. وفي أجد الادعاءات أعطي لـ64 منزلًا تعويضات لـ712 شخصًا”.

ثم عُرض فيلم لنقيب المحامين مما قال فيه: “ارصدوا الفاسدين وواجهوهم وأنا معكم” علّق عليه الحركة بالقول: “وعد لنقيبنا بأننا سنرصد الفاسدين، ونعلم أن هناك ثمنًا سندفعه. هنا بيننا زميل عزيز هو الأستاذ موسى، أقامت رندة بري دعوى عليه، ونحن في المواجهة موجودون، وأنتَ (لأبو فاعور) أقمتَ دعوى، وأعدك بأنه إذا لم تُجب وزارة الصحة على موضوع الأدوية فسوف أتقدم بادعاء عليك أمام النيابات العامة المالية والتمييزية والعامة في ديوان المحاسبة، فلتكن م كان عليك يا سيد أبو فاعور أن ترفع الحصانة عندما قال قائدك وليد جنبلاط: كلنا متهمون بالفساد واجهة إلى الآخر، بشرط أن نكون متساوين كمواطنين بأن تسقط الحصانة عن نفسك أمام مجلس النواب. نحن نعرف أن القضاء لا يزال مسيّسًا، ونعرف أنكم مسيطرون داخل الإدارات لكننا لا نكترث بالمواجهة، فنحن في المواجهة أمام خيارين، إما أن نربح وإما أن نربح، وبعد 17 تشرين ليس هناك كبير، لا أنت ولا كل قوى السلطة”.

وتابع الحركة: “كان عليك يا سيد أبو فاعور أن ترفع الحصانة عندما قال قائدك وليد جنبلاط: كلنا متهمون بالفساد، ويُشكر على ما قاله. إذًا تهمة الفساد هي منك وفيك، من وزير المطامر أكرم شهيب، إلى وزير الأشغال وما فعله، إلى كارتيلات النفط، إلى معمل سبلين، إلى… إلى…”، ورأى أن كلام أبو فاعور في تغريدته عن الاستقالة “محاولة لذر الرماد في العيون، وأنت لن تفهم ماذا أقول عن الحرية لأنك اعتدت أن تكون تابعًا لأحد ولستَ حرًّا”.
وأعلن الحركة أن صولة جديدة تنتظر أبو فاعور “عندما أتبلغ الشكوى المقدمة ضدي”، مضيفًا: “أنتم افتتحتم معركة مع ثوار 17 تشرين، وأنتم أناس سارقون في الحرب والسلم”.
وقال الحركة ردًّا على سؤال الصحافيين: “عندما نخاطب أنصار حركة أمل نخاطبهم على أمل أن يكونوا على صورة موسى الصدر وليس على صورة نبيه برّي”.

السابق
5 أولويات مالية – اقتصادية اختبارٌ مبكر.. لحكومة لبنان الجديدة
التالي
الكونغرس الاميركي يبرئ ترامب ويسقط قضية العزل!