السلاح المتفلت حداداً وإبتهاجاً.. و«ديناً»!

ما زالت عادة إطلاق النار أثناء تشييع الجنائز تأخذ حيِّزاً من اهتمام اللبنانيين عموماً ، والجنوبيين المحظيين بالسلاح وغطائه بنحو الخصوص، في ظل المخاوف المتجددة عند كل إطلاق للنار في الهواء من سقوط قتلى وجرحى من المدنيين الغافلين .

فبالأمس دفنت بلدة عنقون الجنوبية أحد شُبَّانها الذي قضى بمرض عضال في شبابه ، وكان ذلك في حضور حشد من الناس من أهالي عنقون والجوار ، وأثناء تشييع جنازة هذا الشاب خرجت مجموعات مسلحة موالية لحزب الله لتطلق النار العشوائي في أجواء البلد في مشهدية تشييع تشبه معركة حقيقية يخوضها الحزب ضد عدو غاشم، مما أرعب وأزعج سكان المنطقة والجوار، وترك أصداء سيئة وسط عقلاء البلد ومحيطها ، وما زالت الناس تلعن ساعة حضورها في هذا المأتم الذي كادت أن تسقط فيه القتلى والجرحى بتساقط الرصاص الطائش ، وهذه العادة ما زالت – للأسف الشديد  – منتشرة في الوسط اللبناني ، وهي من موروثات ما اعتاده اللبنانيون عندما كانت المنظمات الفلسطينية المسلحة حاكمة في جنوب لبنان ، وقد ورثتها العشائر كابر عن كابر !

إقرأ أيضاً: في الشفروليه.. مقتل مواطن برصاصة طائشة

والعجيب في الأمر هو التزام عناصر ومناصري حزب الله بها في الجنوب والبقاع وبيروت، وإن كان الالتزام بها في البقاع أكثر حدة بسبب انتشار السلاح بشكل أوسع هناك، وكل هذا مع وضوح الرأي الفقهي الجعفري بحرمة هذه العادة السيئة التي اعتادها الكثير من العقلاء ومن غير العقلاء، ففي الوقت الذي يطرح حزب الله نفسه كوصي على الدين والمتدينين تجد من لا يلتزم بالتحريم ولا بطاعة القيادة عندما تنهى عن ذلك ، خصوصاً أثناء إطلالات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله التلفزيونية !

فهل يكون الدين تارة بسمنة وتارة بزيت في أجندة الحزب ؟ ومتى يكون الالتزام الديني واقعياً في الممارسة العملية ؟

ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود ؟

السابق
بري يستشعر بخطر عن بُعد…فيستنفر كوادره عن قُرب!
التالي
إسقاط طائرتين مسيرتين في سوريا.. وروسيا تعلّق!