بري يستشعر بخطر عن بُعد…فيستنفر كوادره عن قُرب!

بري

لقد كثرت التحليلات الصحفية لحقيقة هذه التحذيرات، واتجه البعض للحديث عن مؤامرة من داخل البيت الشيعي عليه، ولكن واقع الحال لا يوحي بذلك مئة في المئة، بحسب مصادره،  ولكنه قد يكون كنتيجة حتمية لتراجع أسهم كل الفرقاء بسبب الأزمات التي انفضحت في الأشهر القليلة الماضية على أثر التحركات المطلبية في البلد .

وأكثر مشهد هزَّ زعامة الرئيس بري ما حصل من هجوم الحراك الشعبي وشباب الانتفاضة الشعبية على شخصه بالذات ووصفه بالنعوت التي باتت معلومة للملأ ، وإحراق صوره في أكثر من منطقة بعدما كان نقطة إجماع بين اللبنانيين قبل الأزمة الأخيرة، وقد توالت فضائح مالية من سويسرا لتأخذ من الشارع مأخذها حول الثراء الذي بلغته أسرة الرئيس بري في البنوك السويسرية .

أفاد متابعون ومقربون بأن التحذيرات التي أثارت حفيظة الرئيس نبيه بري ناتجة عن معلوماته حول مساعٍ لإخراجه من اللعبة السياسية في الجولة البرلمانية المقبلة

كل هذه التطورات دفعت بري لإعلان حالة طوارئ واستنفار سياسي وإعلامي ترجمته رسالته لكوادره الحركيين .

اخراج بري من الحلبة

 التحذيرات التي أثارت حفيظة الرئيس بري ناتجة عن معلوماته حول مساعٍ لإخراجه من الحلبة ومن  اللعبة السياسية في الجولة البرلمانية المقبلة، فهناك رغبة لاستبدال كل الطاقم السياسي الحالي القديم بعدما نجحت التجربة في تشكيل الحكومة الجديدة بنسبة لا بأس بها من المستقلين فأبعدت عن مركز القرار الكثير من الرموز التقليدية، وبما أن لحزب الله اليد الطولى في تبلور التركيبة الحكومية الجديدة بصيغتها المبدأية، ولو من بعيد ، فإن الأنظار تتجه لتغيرات أكثر توافقية على إصلاحات وراء الستار قد تطيح برؤوس كبيرة عن مشهد القرار في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ويكون للحزب فيها الدور الأقوى مرضياً مطالب المحتجين وبعض الحلفاء، وهذا ما جعل الرئيس بري يعلن حالة الطوارئ، فبدأ يُصوِّر الهجوم عليه هجوماً على الطائفة الشيعية تماماً كما حاول غيره من الساسة أن يصور للناس بأن الهجوم عليه هو هجوم على طائفته ليحشد بذلك حوله القوة الطائفية لتعزيز واقعه السياسي .

إقرأ أيضاً: ما بين بري ونصرالله؟

فالمحللون والمقربون يرون أن مراكز القرار التابعة للرئيس بري التي قد يتم في المرحلة المقبلة استهدافها قد تبدأ بإلغاء مجلس الجنوب وتنتهي بإبعاده عن رئاسة المجلس النيابي في الانتخابات المقبلة شخصياً وتمثيلياً، ويتخلل ذلك عدم قدرة من فرض تمثيل له في الحكومة وأن يقوم بتمرير أي ورقة تنسجم ما سياساته التقليدية، سيما في جانب السياسات المالية التي يظهر منها عزمه على المضي بنفس النهج الذي أوصل البلد إلى ما وصل إليه، فالرئيس بري – بحسب ما أفاده المقربون يعتبر ان ما يحصل- خصوصا محاولة تعطيل جلسة الموازنة من قبل حلفاءحزب الله – بمثابة انقلاباً عليه،  لذلك وضعه بري في خانة الفتنة التي يُحضرها حلفاؤه ضده من وراء الكواليس .

السابق
الحكومة تتبرّأ من مسودة البيان الوزاري.. تفاصيل طارئة دخلت على الخط!
التالي
السلاح المتفلت حداداً وإبتهاجاً.. و«ديناً»!