توفيق شومان لـ«جنوبية»: المواجهة بين أميركا وإيران مفتوحة على حرب محتملة!

اميركا
لا شك ان دخول الصراع الأميركي الايراني مرحلة المجابهة المباشرة في المنطقة بعد سنوات طويلة من الحرب بالوكالة سيكون له اثره السلبي على المنطقة، وربما تسبب بانفجار الحرب الكبرى بين البلدين التي يحاول الجميع تفاديها.

في محاولة للإطلاع على مستقبل المنطقة الملتهب منذ بداية العام 2020، تحاور “جنوبية” الباحث والمحلل السياسي الخبير بالشؤون الإقليمية توفيق شومان للإطلالة مستقبل المنطقة، خصوصا في ظل هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة مع دخول الصراع الاميركي الايراني الى دائرة الخطر.

اقرأ أيضاً: إيران.. «عنتريات» ومحاربة الأعداء بالوكالة!

يرى شومان ” أن الجولة الأخيرة من المواجهة المباشرة بين إيران والولايات المتحدة انتهت بتكريس معادلة الرد مقابل الرد، والضربة مقابل الضربة. وانطلاقا من جولة المواجهة تلك، يمكن القول إن الصدام الناري المباشر بين طهران وواشنطن، ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فتاريخ التأزم بين الطرفين حافل بالصدامات المباشرة والنارية، ابتداء من أزمة السفارة الأميركية في طهران وما أعقبها من محاولات أميركية  فاشلة لإنهاء الأزمة بالقوة، مرورا بحرب الناقلات في الثمانينيات ومن ثم اسقاط طائرة مدنية إيرانية في عام 1987، وانتهاءً  بجولة اسقاط الطائرات المسيّرة في الصيف الماضي،كل ذلك يدل إلى سياق من الصدامات المباشرة التي تعبّر عن لحظة احتدام السياسات المتضاربة للطرفين الإيراني والأميركي، إلا أن احتدام  السياسات والتصورات والإستراتيجيات لا يلغي تهيّب الخشية من الذهاب إلى حرب مفتوحة، وهذا ما حصل بالضبط في المواجهة الأخيرة”.

ارتدادات حدث الإغتيال

وعن تأثيرات اغتيال قائد فيلق القدس أكد  شومان بالقول “لا أظن أن ارتدادات أمنيّة أوعسكرية على لبنان جّراء اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، فإيران ردت على اغتيال أحد قادتها وأعلنت ذلك على الملأ واستهدفت قاعدتين أميركيتين بصواريخ انطلقت من الأراضي الإيرانية، وإيران لم تخشّ الرد، وأعلنت مسؤوليتها الكاملة، مؤكدة  أنها سترد على أي رد أميركي لو تكرر مجددا، وأما بما يتعلق بإغتيال أبي مهدي المهندس، فالحشد الشعبي أخذ على عاتقه مهمة الرد، كما يقول قياديوه ومسؤولوه، وبصرف النظر عن التوقيت، وبناء عليه، فإن المرحلة الثانية من الرد على اغتيال المهندس ستكون على ما يبدو عراقية، وهذا أمر متوقع ومنتظر”.

شومان: إن الجولة الأخيرة من المواجهة المباشرة بين إيران والولايات المتحدة انتهت بتكريس معادلة الرد مقابل الرد

ولفت شومان بالقول “إذ ما تتبعنا سيرة الجنرال قاسم سليماني، يتضح أنه كان  يبتعد عن الإنخراط في سجالات السياسات الإيرانية الداخلية، وهذا ما أكسبه تعاطف التيارات السياسية الإيرانية كافة، وقد أظهراستطلاع  منشور على موقع قناة euronews.com.

Latest breaking news available as free video on demand | EuronewsLatest breaking news available as free video on demand. Stay informed on European and world news about economy, politics, diplomacy… with Euronews.euronews.com

بتاريخ السادس من هذا الشهر أجراه المعهد الأميركي للدراسات الدولية والأمنية في ميريلاند “أن الجنرال سليماني كان بالفعل من أكثر الشخصيات السياسية المحبوبة في إيران”. وفي تقرير موجود على قناة “الحرة” كتبه پاتريك كلاوسون ورد فيه “ويقينا، سيؤدي مقتل سليماني إلى التفاف العديد من الإيرانيين حول العلم الإيراني”، ومن هذا الباب لا يمكن تصنيف سليماني بأنه محسوب على خط محافظ أو إصلاحي، فالإيرانيون ينظرون اليه مثلما ظهر في مواكب التشييع كشخصية قيادية وطنية”.

اقرأ أيضاً: المشروعان الأميركي والإيراني يْطيحان.. بثالثهما!

العراق ساحة الردّ

 وعن رؤيته للمرحلة المقبلة على صعيد المنطقة وعلاقة أميركا وإيران، يعتقد المحلل السياسي توفيق شومان أن “المرحلة المقبلة سيطغى عليها المشهد العراقي وعلى رأس عناوينه مستقبل الوجود الأميركي في العراق، ولو تم التوقف قليلا عند قرار مجلس النواب العراقي بإنهاء عمل القوات الأميركية في العراق، وكذلك الرسالة (اليوم الجمعة) التي وجهها رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي إلى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ويطالب فيها بوضع آليات لسحب القوات الأميركية من العراق، تدعم وجهة النظر القائلة بأن الوجود الأميركي في العراق دخل مجال البحث على المستوى الرسمي، على الأقل من الجانب العراقي، وهذا الأمر سيترك آثاره، وربما جروحه، على أفق العلاقة بين حكومة بغداد والإدارة الأميركية”.

وبانتظار المواقف الرسمية الأميركية والردود المتوقعة سواء العراقية او الإيرانية على المدى البعيد، يعيش اللبنانيون والعراقيون – بشكل خاص – حالة غليان في ظل حراك مدني مناهض للفساد في البلدين مما يخلق المزيد من القلق لدى الشعبين، الغارقين داخليا بأزمات إقتصادية صعبة جدا.

السابق
الجبل من علي «التغريبة» إلى حسن أبو سلامة
التالي
جمال الدين لخامنئي: لا تحكم بإسم المعصوم!