«تركة سليماني» تظلل على زيارة بوتين إلى سوريا!

قاسم سليماني
نشرت وسائل إعلام رسمية سورية وروسية أمس الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار سوريا، حيث أجرى محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد في دمشق. وتأتي الزيارة بالتزامن مع اغتيال الاميركيين لقائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي كان له اثر بالغ بمسار الاحداث في سوريا منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل 9 اعوام.

زيارة بوتين إلى سوريا

في زيارة مفاجئة حطت طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، حيث التقى في مقر فريق القوات المسلحة الروسية الرئيس السوري بشار الأسد.

ولا يخفي مراقبون ان الزيارة التي تتزامن مع يوم دفن قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي اغتيل في بغداد قبل 4 ايام بواسطة طائرة مسيرة اميركية لها دلالات خاصة، أقلها فيما يتعلّق بالفراغ الذي تركه غيابه على مسرح العمليات في مجمل الشرق الاوسط، وخصوصا ان الوجود الروسي في سوريا ارتبط باسمه اثر رحلة سليماني الشهيرة الى موسكو نهاية العام 2015 ومقابلته الرئيس بوتين واقناعه بارسال سلاح الجو الروسي لمؤازرة الجيش السوري وحلفائه (حزب الله والمليشيات العراقية) في معركتهم ضدّ الجيش الحر وضدّ التنظيمات الارهابية التي اتت لاحقا الى بلاد الشام مستفيدة من فوضى الحرب.

اقرأ أيضاً: اغتيال سليماني يخلط أوراق تشكيل الحكومة في لبنان

ولا شك بأن نجاح القوات الروسية جوّاً، وقوات سليماني والأسد برّا باسترجاع غالبية الاراضي السورية عدا ادلب والمناطق الشمالية وتطهيرها من المسلحين، كان له أثره الإيجابي في إعادة الروح الى التحالف الممانع الذي تقوده إيران في المنطقة، فشدّ جماهيره حول قياداتها، التي بدأت بتقاسم النفوذ والحصص وانشاء القواعد البحرية والبرية على الاراضي السورية.

فراغ اغتيال سليماني

قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني هو مخترع الأذرع الايرانية العسكرية في المنطقة التي سيطرت على لبنان عبر حزب الله والعراق عبر الحشد الشعبي واليمن عبر الحوثيين، وقد بدأ العمل في سوريا منذ اعوام فأمر حزب الله ومستشاريه العسكريين بانشاء وتدريب كتائب “الدفاع الوطني” والاشراف على تنظيم الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد، كقوتين رديفتين للجيش الوطني وذراعين قويين لايران في سوريا من اجل الهيمنة على القرار السياسي السوري في المستقبل.

اليوم ومع زيارة بوتين الى دمشق وردت انباء ان “الفيلق الخامس” التابع للقوات الروسية، تمركز في بلدة سرغايا بريف دمشق الغربي، في نقاط عسكرية محاذية للشريط الحدودي اللبناني، وعلى طول الطريق الممتد بين سرغايا والزبداني، فهل بدأ الاستيلاء على تركة سليماني في سوريا؟

قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني هو مخترع الأذرع الايرانية العسكرية في المنطقة التي سيطرت على لبنان عبر حزب الله والعراق عبر الحشد الشعبي واليمن عبر الحوثيين

بلدة سرغايا

وبحسب ما أورد موقع ” المدن” فإنّه على الرغم من رداءة الأحوال الجوية تمكن العشرات من عناصر “الفيلق الخامس” بمساندة عدد من المتطوعين من أبناء المنطقة، من التمركز في عدة نقاط في بلدة سرغايا وعين حور، في خطوة اعتبرت ردة فعل عن الأخبار المتناقلة حول إعادة انتشار مليشيا “حزب الله” على الحدود السورية-اللبنانية.

وعلى الرغم من الحديث الرسمي ان انتشار القوات الروسية في هذه المناطق هو من اجل ضبط عمليات التهريب، اضافة الى وجود بند متفق عليه بين “لجنة المصالحة” في سرغايا والجانب الروسي الذي أشرف على عمليات إجلاء المعارضة من المدينة بداية العام 2017. فان بدء تنفيذ تلك المصالحة التي تأخرت بعد تأكيد اكثر من مصدر وجود خلافات بين حزب الله من جهة والجانب الروسي والنظام من جهة ثانية، على اساس ان الحدود اللبنانية السورية هي من حصة حزب الله عسكريا، مع استمرار النظام الإيراني وإعلامه التركيز على مبرر القتال في سوريا من منطلق الدفاع عن المراقد الشيعية إلا أن المكمن الرئيس الذي أعلنه قاسم سليماني أخيراً كان يتجلى بين فترة وأخرى في تصريحات عدد من المسؤولين الذين أشاروا إلى أن الدفاع عن سوريا يأتي في المقام الأول للدفاع عن إيران، اي ان ايران لا تتخلى بسهولة عن حصتها الامنية والعسكرية في سوريا، وهذا طبعا قبل اغتيال قائد فيلق القدس، ولكن بعد اغتياله وغيابه فان بوتين والاسد سوف يبدآن باعادة تقسيم تركته على من تبقى من الحلفاء الأحياء.

اقرأ أيضاً: هل «تستثمر» أميركا وإيران في إزاحة سليماني؟!

وأخيراً فإنه من المؤكد ان قائد فيلق القدس لم يكن بالشخص العادي، بل هو الرجل الثاني في النظام الإيراني بعد المرشد، ومهندس ميليشياتها التي تعد أبرز أدوات تمددها في المنطقة، وينظر كثيرون إلى سليماني على أنه أبرز قائد عسكري في إيران، وهو المخطط والآمر والناهي في كثير من الأمور السياسية والعسكرية والأمنية في الداخل والخارج، وهذا يفسر تصريح وزير الدفاع الاميركي اول امس عندما قال: “لقد قتلنا سليماني في الوقت المناسب”، اي في الوقت الذي يريد فيه الجميع فتح صفحة جديدة وازالة العوائق التي زرعتها أذرع مليشيات ايران من أجل عرقلة الحلول السلمية في المنطقة.

السابق
غصن يتحدث عن معاناته في اليابان للمرة الأولى.. ويمثل أمام القضاء اللبناني!
التالي
بعد الرد الإيراني.. الحكومة تستذكر سليماني: «بدونه لوصل الارهاب الى اوروبا واميركا»!