هل «تستثمر» أميركا وإيران في إزاحة سليماني؟!

قاسم سليماني
يطرح إغتيال اللواء قاسم سليماني اسئلة مشروعة عن الجهات التي يمكن ان تستثمر في موته اكان داخلياً في ايران او من خلال استراحة اميركا من خصم كبير في المنطقة.

يجمع خبراء في ملفات المنطقة سواء اكانوا في “محور المقاومة” او خارجه، ان كل الجغرافيا الموجودة في الشرق الاوسط باتت محكومة بصراع بين اصيلين: اميركا وإيران. 
هذه الحرب وإن كانت لم تتضح اشكالها، بعد إلا انها حرب لم يعد للوكلاء فيها دور او تاثير بالمعنى الاستراتيجي للكلمة. اي ان ايران لم يعد إستطاعتها ان تخوض كل حروبها في المنطقة في لبنان وسوريا والعراق واليمن بـ”حزب الله” و”حماس” و”انصار الله” وفصائل “الحشد الشعبي”.

بل هي مضطرة لان تحارب بنفسها بعد ضربة إقصاء اللواء قاسم سليماني وهو الذي يمثل الذراع الطويلة وامتدادات مشروع طهران في كل المنطقة.
ان تقطع اميركا بقرار من رئيسها دونالد ترامب يد ايران في المنطقة وبضربة مباشرة على “الرأس”، يؤكد ان الاميركيين لا يقبلون بتجاوز الخطوط الحمر في المنطقة.

الوهج الداخلي لسليماني كان سيؤهله يوماً ما ليكون ربما رئيساً مقبلاً لجمهورية ايران او ناخباً اساسياً في اختيار المرشد المقبل للثورة بعد خامنئي

ويقول متابعون ان إرسال سليماني قيادات “الحشد” الى مقر سفارة اميركا في بغداد ورفع شعار “سليماني قائدنا”، عجل بموته وبقرار تصفيته اي ان الاميركي يقول ان الامر لي فقط.

تعطيل مشاريع واشنطن

ومن يقرأ في تاريخ سليماني العسكري ويتابع مهامه و”إنجازاته” ضد الاميركيين والتكفيريين  وتعطيل مشاريع واشنطن في المنطقة، يدرك انه كان للرجل ادواراً هامة ومفصلية لايران ويمتلك من الصلاحيات العسكرية والامنية والمالية ونفوذ كبير في داخل ايران ووخارجها ويؤكد ايضاً ان يده “طليقة” في كثير من الملفات بقرار من مرشد الثورة السيد علي الخامنئي. وهو نفوذ اتاح له ان يكون رجلاً قوياً في خارج ايران كقائد لـ”محور وفصائل المقاومة”، وداخلياً ولو كان تسميته الرسمية ككقائد لفيلق او جزء من تشكيلات الجيش الايراني، فالمهم فيه هو الدور والنفوذ وما يقوم به من مهام مختلفة في إيران وخارجها.
وهذا الوهج الداخلي لسليماني، كان سيؤهله يوماً ما ليكون ربما رئيساً مقبلاً لجمهورية ايران او ناخباً اساسياً في اختيار المرشد المقبل للثورة بعد خامنئي، لذلك مقتله خفف العبء الداخلي للمغمورين من كبار شخصيات النظام الايراني، وممن لم يأخذوا فرصة في ان يكونوا في مكان سليماني.

الاميركيون لا يقبلون بتجاوز الخطوط الحمر في المنطقة فهم يرسمون للدول الادوار ويُفصّلون لها الاحجام المناسبة وهم يقررون مصائر شعوب المنطقة بأنفسهم

وخارجياً استراحت اميركا من خصم كبير، وهنا تطرح فرضية “الاستثمار” في موته بين هذا الداخل الايراني الذي يبحث عن دور خارج سطوة سليماني، وبين اميركا التي تسعى الى ابعد من مقتله. وهنا قد تكون “المنفعة” مشتركة بين الطرفين.

في المقابل واضح ان الاميركيين بقتله لا يتهيبون اي سيناريو حرب في المنطقة او اي شكل من اشكال المواجهة مع ايران، ولو ان كل الاطراف في المنطقة مأزومة بما فيهم طهران وواشنطن والحشد الشعبي و”حزب الله”. والجميع يترقب كيف سيكون رد ايران “الاجباري” على خسارة سليماني القاسية، وبالتالي السؤال هو: كيف سيكون الرد الاميركي على الرد الايراني؟ 

السابق
بالفيديو.. ثوار غاضبون امام مبنى «الجديد» وباسيل: «لست شريكا بالفساد»!
التالي
«مستعدون لردع إيران».. ترامب: الانسحاب الأميركي أسوأ ما قد يحدث للعراق!