في وداع نجوى قاسم.. «بريد عاجل» من المطار إلى بعبدا

نجوى قاسم

رسالة أخرى لا بد من إرسالها في البريد العاجل. “في وداع زميلتي نجوى قاسم “

الى السيد الرئيس
شاهدت صورتك في قاعة الشرف في المطار كنا هناك ننتظر وصول مهاجر مات ، وكنتُ ناقصًا شيئا يشبه الامل…وكنت ناقصًا شيئا يشبه الوطن .
هذا امر لا يعنيك في أغلب الظن ، لكنني عدت وتذكرتك اليوم وانا في موكب المشيعين خلف نعش صبية من وطني، آخر ما كَتَبتْ على صفحتها أن “تكون عين الله على لبنان “، لمحت بطرف عيني صورة هائلة، لزعيم ، على جدار بيت مهجور ، لا ادري أين أهله ولا باي ارض هم ، حزنت لأجل البيت الذي لا بيت فيه ، وهذا أيضا ليس بأمر هام ويعنيك،
وأظن :
أن ما سأورده هنا لا يقدم ولا يؤخر ، بالنسبة إليك ،
هو كلام لا بد لي أن أدونه كما لو أني اصرخ كالذئب الجريح .الذي مر في رسالتي الفائتة ،

سيدي الرئيس في وطن سطت عليه العصابة التي انتخبت نفسها وانتخبتك ففزتم جميعًا بالرئاسة والنيابة وفاز الشعب بالمهانة

ثم قالوا انت لا تقرا الرسائل لا العاجل منها ولا العادي
هكذا قيل لي ، انك منذ كنت في القصر قبل المقتلة الثانية يوم باركك سعيد عقل ببلاغته والبلاغة رغم جمالها ، لا تؤسس لمعنى في معنى العيش ، صرت

إقرأ أيضاً: «حسّان _طروادة».. الحراك يطالب بتنحي دياب

لا تقرأ الرسايل، ولا تصغي لقارئها وصرت بعد حين من الزمن رئيسًا سعيدًا في بلد لا بلد فيه ولا سعيدا فيه سواك وبعض الحاشية واللصوص المنتشين بالغنيمة الوطنية القدامى المتمرسين والجدد المتمرنين ،
على كل حال :
افتكرت حين غمر التراب حبيبتنا صاحبة الابتسامةوالسؤال الموجع ،وغمر قلبي كل الحزن . ان بعض اهلنا في الزيارة الاخيرة للبلاد لا يمرون بالبيت ، ياتون مباشرة الى المقبرة يودعهم أحبتهم وصحبتهم من شرفات البيوت يرشون الورد على التابوت .

نحن ايها السيد الرئيس، نعود الى تراب قرانا ومدننا لغرض واحد، أن ندفن فيه ، بعد سنين من الشوق ،
هذا الشوق يقتل بعضنا أحيانًا لشدته ، ويقتل بعض المقيمين ايضا لندرته …
نعود في صناديق من خشب هي قوارب رحلتنا الاخيرة كما قال غاستون بشلار ، بلاد عشنا فيها غربة أقل من غربتنا في مسقط الرأس ، ايها السيد لكننا عشنا حزانى، ثم متنا حزانى لنعود على متن طائرات شبه خالية من الأحياء ؟
جزاك الله خيرا ايها السيد الرئيس .
اذا أردت ان تسأل وكنت على غير علم بأحوالنا ،
أفيدك ، غادرنا لان لا مكان لنا هنا في الغابة،
في وطن سطت عليه العصابة التي انتخبت نفسها وانتخبتك ، ففزتم جميعًا بالرئاسة والنيابة ، وفاز الشعب بالمهانة ، اذ صار الوطن محافظة فارسية يديرها صاحب العمامة ، يوم أمس هدد بتدمير اسرائيل من لبنان ، اقدر ظروفه الجغرافية هنا اقرب وأهين من طهران ، ولكن هذا “الصديق “الفارسي في طريقه الى القدس
قتل من العرب اكثر مما قتل منهم عدوهم التاريخي .
على كل حال اعتذر عن الاستطراد وأعود لاقول :
كنت وقعت معها عقد السطو علينا ، فصادرت العصابة الوطنية تلك ما بقي من أعمارنا ومستقبلنا ثم كامل أموالنا ، وصار بعض من اهلنا يبحث عن خبز يومه في مستوعبات القمامة ..
جزاك الله خيرا.

شهوة ضاربة

يبدو كنت جائعا للرئاسة ،
افهمها ؛ هي شهوة ضارية كجوع الكواسر، أصابتني مرة ، أحببتُ أن أكون رئيسًا ،لكني كنت مكسور القلب و الخاطر ، ونصحني حكيمي اني لا اصلح لمهمة المخاطر ، بين جارين متحدين كلاهما شرس وقاتل ، أحمد ربي أني برأت من وعكة الرئاسة ،
على كل ّ حال،
جزاك الله خيرا
لقد تمّ في عهدكم افتراسنا…وتم كسر “الخواطر “
ايها السادة أصحاب الدولة و الفخامة ، كنت اتمنى ان اختم رسالتي بالتمني لكم بطول العمر والإقامة ، ولكن
صرنا بلا وطن وبلا كرامة .

السابق
بالفيديو: مقتل سارق فيلا نانسي عجرم تابع .. القضاء يوقف زوجها!
التالي
السعودية ليست إيران بحسب جبران!