الرجل الثاني بعد خامنئي.. من هو قاسم سليماني؟

في ضربة عسكرية مؤلمة لإيران وحلفائها في المنطقة، أعلن التلفزيون الرسمي العراقي وكذلك متحدث باسم «الحشد الشعبي»، مقتل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني (63 عاما) في هجمة جوية أمريكية بالقرب من مطار بغداد استهدفته ومجموعة من قيادات على رأسهم أبو مهدي المهندس، القائد الحقيقي للحشد الشعبي العراقي، في ساعة مبكرة من اليوم الجمعة.

من هو سليماني ولماذا أثار قلق المنطقة وواشنطن؟

قاسم سليماني حوّلته “البروباغاندا” الايرانية في السنوات الاخيرة الى اسطورة الثورة الاسلامية، فهو المخطط والمنفذ الفعلي للسياسات الامنية والعسكرية بالساحات الإقليمية والدولية، وباعتباره أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، فهو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، يذهب البعض إلى حد وصفه بـ”رأس حربة إيران”.

ويصف الأميركيون الجنرال الإيراني بـ”الرجل الأخطر” في الشرق الأوسط، حيث امتدت أصابعه إلى جبهات عدة بهدف العمل على تعزيز نفوذ طهران في دول عربية عدة، تشمل العراق وسوريا واليمن ولبنان. فأدار سليماني معركة إنقاذ بشار الأسد في سوريا على مدار أعوام طويلة، وكان له دور كبير في بناء ودعم حزب الله اللبناني، والفصائل الشيعية في العراق، وتنفيذ عشرات العمليات السرية خارج إيران.

ولم تقتصر أدوار سليماني على الجبهات والمعارك فقط، وإنما أسندت إليه كذلك أدوار سياسية أخرى، فاتهمه خصومه بسحق عدد من التظاهرات السلمية في إيران، وتنفيذ اغتيالات ضدّ معارضين إيرانيين في الخارج.

إقرأ أيضاً: اميركا تغتال قاسم سليماني.. المنطقة نحو مواجهة كبرى!

سليماني.. رجل إيران «الأخطر»

ولد سليماني في عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة قروية فقيرة، وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط. في عام 1979، انضم الجنرال سليماني، الذي كان آنذاك شابا يتحدر من عائلة فقيرة، إلى الحرس الثوري، قبل أن يقاتل في الحرب العراقية الإيرانية خلال الثمانينيات، وفي 1998 برز اسمه بشكل أكبر، حين جرى تعيينه قائدا لفيلق القدس.

ويعتبر سليماني، من قدامى المحاربين في الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينيات. وكانت بدايات سليماني أو «الحاج قاسم» كما يسميه الإيرانيون، قد ظهرت بعد انتمائه إلى مجموعة صغيرة تشكلت وقت الحرب العراقية – الإيرانية.

وتقول “واشنطن بوست” إن سليماني كان مسؤولا عن “عمليات إيران السرية في الخارج”، مما جعله يتمتع بنفوذ دبلوماسي أكثر من وزير الخارجية جواد ظريف.

وتابعت: “نفوذ سليماني في الشرق الأوسط واضح للغاية، كما أن طموحاته كانت كبيرة، إذ كان يستهدف كذلك دولا في آسيا وأميركا اللاتينية”.

ويعد اللواء سليماني قائداً لـ «فيلق القدس» منذ عام  1998، وفي عام 2011 تم ترقية رتبة سليماني من عقيد إلى رتبة لواء بيد قائد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي. وفيلق القدس هو عبارة فرقة خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني مسؤولة عن العمليات العسكرية السرية خارج الحدود الإيرانية. ومنذ نهاية التسعينيات، استطاع سليماني خلال ثلاثة عقود من بناء دائرة التأثير الشيعية التي كان مركزها طهران، وامتدت إلى العراق، وسوريا، ولبنان، وشرق المتوسط، واليمن.

وحول ذلك تقول مجلة «نيويوركر» الأمريكية، إن سليماني عندما تولى قيادة فيلق القدس كان يعمل على إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران، فمن اغتيال الأعداء إلى تسليح الحلفاء، كان سليماني يعمل كوسيط أحيانا وكقوة عسكرية أحيانًا أخرى، ولأكثر من عقد كان عمله توجيه الشبكات الشيعية المسلحة داخل العراق، وبناء قوة حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وحتى دعم أبرز حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين كحماس والجهاد الإسلامي.

دوره في لبنان

منذ نهاية التسعينيات، بدأ سليماني في توطيد علاقاته في لبنان، مع حسن نصر الله وعماد مغنية، عندها كانت إسرائيل قد احتلت لبنان منذ ١٦ عامًا، وكان لفيلق القدس بزعامة سليماني وجودًا قويًا للغاية في لبنان، حيث كان دعمهم لحزب الله سببًا رئيسيًا في الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام ٢٠٠٠، والصمود في حرب عام ٢٠٠٦، والسيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية في السنوات التي تلت ذلك. واستغلال آلاف المقاتلين في الحزب، بمعركة تثبيت أركان نظام الأسد في سوريا لسنوات عدة.

السابق
كر وفر بين الجيش والثوار على اوتوستراد نهر الكلب.. هذا ما جرى!
التالي
هل يستطيع باسيل إسترداد ما فقده في 2019؟