الإنتفاضة حامية الوحدة الوطنية.. شارعها

لبنان ينتفض

الحراك، الانتفاضة ، الثورة، ليست اهداف حتى نقول انها نجحت او فشلت. انها وسائل لتحقيق أهداف نبيلة لصالح الشعب. لقد ارتضينا ان نحقق أهدافنا سلميا بمواجهة نظام متجذر بالطائفية والفساد، وكما بني هذا النظام طوال عشرات السنين لبنة لبنة فإن تفكيكه وبناء نظام اكثر عدلا لن يتحقق دفعة واحدة.

ما حصل حتى الآن هز أركان هذا النظام وخض مجتمعنا الراكد ودب النشاط في عروق أحزاب وقوى متنوعة، وفضح مواقف ومواقع أحزاب وتيارات وجمعيات وخلافه. جعلتنا هذه الانتفاضة نختصر خلال شهرين غنى وخبرة وثقافة ووعي طالت عشرات الآلاف من الناشطين نختصر سنوات طوال للوصول إلى ما تحقق.

انها الجولة الأولى من المواجهة ولا خيار أمام هذه السلطة الا تقديم تنازلات وإجراء إصلاحات حتى تتمكن من الاستمرار ولا خيار أمام الناس الا النزول إلى الشارع لتحقيق أهدافها. أركان السلطة يعون ذلك جيدا وربما اكثر من الثوار لذلك فوراء قناع الثقة بالنفس لكل منهم يختبىء لص حقير يسكنه الرعب من الآتي.

إقرأ أيضاً: «حكومة الانقسام» والفرز..«تحالف وطني» يرفض

قد يتعب بعضنا ويستريح، وقد ييأس بعضا آخر ولكنهم سرعان ما سيعودون لاستكمال المراحل القادمة. انا واثق جدا مما اقول ولا اقول كلاما تعبويا. انا على ثقة تامة ان نجاحات ستتحقق واصلاحات ستحصل وسنكون حاضرين للضغط من اجل تصويب المسارات ولن يطول الزمن حتى تكتشف هذه السلطة الفاسدة ان النجاح في تشكيل الحكومة لا يعني النجاح في حل الازمة.

الانتفاضة التي نجحت في رفع علم لبنان وحده، ورفعت شعارات موحدة وتضم هذا الكم الهائل من الطاقات والكفاءات لن تهزم، إنما المطلوب الصمود والصبر وتعزيز أطر التنسيق وترتيب أولويات المطالب ومباشرة أصحاب الاختصاص من الثوار في وضع مشاريع قوانين لكل بند من البنود الإصلاحية المطلوبة.

الشارع المذهبي يؤجج الشارع الآخر، ولن يقمعه احد، لانه محمي ومطلوب. وحده شارعنا، شارع الوحدة الوطنية يخيف الجميع ولذلك سيستمرون بإستهدافنا قمعا وتشهيرا وفي كل الساحات، وليس أمامنا الا الاستمرار والنجاح.

السابق
المحامون يتضامنون ضد الظلم.. من رومية الى عكار
التالي
الثورة على فساد الكهرباء.. حراك صور تابع