رسالة «مغلقة» إلى حسن نصرالله ونبيه بري وسعد الحريري!

نبيه بري سعد الحريري حسن نصرالله
هذا ما بقي منا يا سيدي، على هذه القطعة الصغيرة من الكوكب الأزرق الحزين غير المهدد الا من كوكب داشر في المجرة يبحث عن ارتطام، لماذا تهددني ؟

في مطلع كلامي اهدي سلامي الي اهلي في الجبل ومدن الساحل، الى كل مشتاق للتسكع على رصيف بيروت وفي قلبي، لبائع الصحف والنادل في المقهى البحري وفِي شارع الحمراء ضالتي الأبدية، الى المنشد الحلبي سيدي صبري المدلل الذي احرق بيته صاحب الكابوس العظيم  عراب السادة الكرام..
سلامي الى سيدي عاصي، ومشعلة حنيني فيروز وكل نديم غنى فتجلى الليل. اذكرهم الان لا لغرض سياسي بل لسبب انتمائي الى قارة الصوت، وقارة الكلام.

الى الرواد القدماء وأحفادهم من ابناء ابن حزم الأندلسي الى زهير ابن سلمى الى ابي العلاء وأبي تمام الى عروة ابن الورد الى ابن رشد وابن خلدون الى سيدي أرسطو وجدي ماركس، وصديقيا الذي قتلهما  فلان، حسين مروة وحسن حمدان، وصاحب نهر الزمان البيروتي المنبت محمد عيتاني الترجمان.

إقرأ أيضاً: ثوار الجنوب يزيحون.. «عبء العباءة»!

الى شلعة الصبايا والصبية المشاكسين في ساحات المدن والقرى وروود الزمان.
الى كل كفر، من كفرعكار الى كفر رمان، اهديهم سلامي،
ليبلغوا رسالتي الى سدنة الهيكل، خدمِه، المتسلقين الى الكرسي  اللعين، اللصوص الكرام؟ الى من أمنهم ابي على البلاد ومات، الى اتباعهم ومنهم مشعلي النار في خيم اللغة وخيم الفقراء، وكان سادتهم اشعلوا الحرب  في مطلع عمري، وقتلوا أمي على حاجز الفتنة، صاروا اصحاب العقار المفتوح، كجرحي منذ ولدت…  ياحيف …
يا حيف يا ابن بلدي .
هذا ما بقي منّا هنا، بعضٌ من اهلي واهلك غير المحظوظين، أهلنا المقيمين، سيئيي الحظ  الذين لم يحصلوا على سفر لبلاد الله الواسعة…
هذا ما بقي منا يا سيدي، على هذه القطعة الصغيرة من  الكوكب الأزرق الحزين غير المهدد الا من كوكب داشر في المجرة يبحث عن ارتطام، لماذا تهددني ؟


هذا، بلدي وبلدك،
لا انا شئت ولا أنت أردت ،هكذا، ولدنا هنا، 
فصرنا جيرةً في حي  صغيرٍ، فريدٍ ،
اسمه الأرض،
وفي حارةٍ منها سميناها بلدي،
لا نَرى   ولا نُرى من بعيد …
ما أصغرني وأصغرك  يا ابن بلدي!!
  صار” الهنا” حيث
مسقط رأسي ورأسك 
حزني وحزنك
فرحي  وفرحك
خيمتي  وقصرك 
مسقط سعادتك وفخامتك ودولتك،
وصار  بفضل “كرمك” ، مسقطَ مذلتي وشتاتي وبوابة عبور لهجرتي،
مقفلةً في طريق عودتي…
أما ما بقي يا ابن بلدي، حسبما تفضلتم به في خطبكم الرسمية.
بعض الماء
بعض الخبز
بعض الأمل
ثلاثية العيش .
كثلاثيتك المقدسة الشعب والمقاومة والجيش
يا حيف يا ابن بلدي، ان تجعل 
“بعضي يبكي على بعضي معي “
ويقتل بعضي ما بقي من بعضي معي !!!
هذا استعارة من شاعر يدعى ابن زهر الأندلسي
هو بكى شوقًا، 
وانا بكيت على غدي ويومي
وأمسي … 

السابق
بالصور.. هكذا تحوّل جدار «العار» الى منبر لشعارات الثورة!
التالي
الحريري يُثبّت «عزوفه الحكومي».. ودريان «يبارك» أي مرشح!